تناولت تقارير صحافية مواقف أحزاب اليمين الإسرائيلية تجاه رئيس القائمة الموحدة منصور عباس، وإلى نظرة أحزاب اليمين هذه إلى عباس، الذي يعتبرون أن قائمته باتت "بيضة القبان" في أعقاب الانتخابات الأخيرة من أجل تشكيل حكومة. ويأتي ذلك في الوقت الذي فشل فيه زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، بتشكيل حكومة، وفي إطار مساعيه لإفشال تشكيل حكومة في "كتلة التغيير" ليتناوب على رئاستها بالتناوب رئيس حزب "يمينا" نفتالي بينيت، ورئيس حزب "ييش عتيد" يائير لبيد.
ونقل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، التفويض بتشكيل حكومة، من نتنياهو إلى لبيد، في أعقاب جولة توصيات جديدة في اليوم نفسه. وصباح ذلك اليوم، كان بينيت لا يزال يأمل بأن يوصي معسكر نتنياهو عليه لتشكيل حكومة وأن يمنح ريفلين التفويض له وليس للبيد، حسبما ذكر محلل الشؤون الحزبية في القناة 12 التلفزيونية عَميت سيغال، في مقاله الأسبوعي في صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ووفقا لسيغال، فإن عباس تلقى اتصالات هاتفية من قياديين في الليكود، صباح أول من أمس، الذين سعوا إلى التأكد من أن القائمة الموحدة لن توصي على أحد. ووصلت هذه المعلومات إلى بينيت، الذي يعتبر هو الآخر أنه كفة الميزان الأخرى الموازية لعباس في تشكيل حكومة.
وأضاف سيغال أن "كفتي الميزان (بينيت وعباس) موجودان في تعاون وثيق. فبينيت بحاجة إلى أصابع عباس من أجل التوفير على نفسه الحاجة المشينة بالنسبة إلى الاستعانة بأصوات القائمة المشتركة، بينما عباس بحاجة إلى بينيت كي يلقي بالمشتركة إلى المعارضة".
والتقى بينيت وعباس، الأسبوع الماضي. وحسب سيغال، فإن "رئيس القائمة الموحدة قال لرئيس يمينا كلمات كانت بمثابة هوس أرعن حتى قبل عدة أسابيع. عباس قال لبينيت إن أصابعة ممنوحة لأي حكومة تترأسها". ويشار إلى أن بينيت يمثل اليمين المتطرف الاستيطاني.
وفسّر سيغال سلوك عباس بأنه "غضب على نتنياهو"، موضحا أن "عباس يشكّ بأن رئيس الحكومة يحاول أن يقوده من أنفه طوال الطريق إلى انتخابات جديدة، التي لن يتمكن فيها من استعراض إنجازات أمام ناخبيه. ولهذا السبب لجم (عباس) مشروع قانون الانتخاب المباشر لرئيس الحكومة، فيما كان يكتب إلى الرئيس أنه سيتعاون مع أي مرشح" لتشكيل الحكومة.
من جانبه، لفت محلل الشؤون الحزبية في صحيفة "هآرتس" يوسي فيرتر، إلى أن "بينيت شخّص فرصة تاريخية من أجل فتح صفحة جديدة بين اليهود والعرب. ومنصور عباس، مع قائمته، هم الجسر" من أجل تشكيل الحكومة فقط بين العدوين اللدودين نتنياهو وبينيت.
وأضاف فيرتر أن "نتنياهو، خلال محادثاته مع جهات سياسية في معسكره، تحول إلى لوبي متحمس لعباس. وقال عنه إنه ’رجل شجاع، نزيه، وهو معني بالفصل بين الجانبين الوطني والمدني. وعلينا استغلال هذه الفرصة النادرة السانحة’. حسنا، بينيت يوافق على كل كلمة. وسيسير بفخر في المسار الذي شقه من أجله رئيس الحكومة المنتهية ولايته والأخير لن يتمكن من الاذدناب به"، أي مهاجمته بسبب علاقته مع عباس.
وتطرق فيرتر إلى اللقاء بين عباس والحاخام حاييم دروكمان، "الزعيم الروحي للصهيونية الدينية" الاستيطانية. وكتب "أي خدعة بائسة قام بها دروكما، أو شخص ما من المحيطين به. لقد دعوا عباس إلى لقاء سري، وبعد أسبوع سربوا ذلك إلى وسائل الإعلام، وبعدها جرت مقابلة مع الحاخام الذي أعلن أن عباس شخص لطيف، لكن الحديث ما زال يدور عن حزب مؤيد للإرهاب. وباختصار، قالوا له: لا تتصل بنا منصور، وستسمع منا عن رأينا بك".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها