تسبّب وباء "كوفيد 19" العالمي الناتج عن فيروس "كورونا" المستجد في تفاقم الأزمة اللقتصادية والمعيشية الموجودة أصلاً في المشهد اليومي لحياة اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان جراء مظلومية تشريعات السلطات الرسمية في لبنان التي تحرمهم من التمتع بحقوقهم الإنسانية "حق العمل، وحق التملك... إلخ"، كما وترافقت جائحة "كورونا" بسلسلة من الإغلاقات المتكررة والبقاء في المخيمات، وتوقف عجلة العمل، ولزوم الحجر المنزلي، ما أدى إلى اتّساع دائرة الفقر، ومع مرور الوقت إلى نضوب مدخرات السواد الأعظم من أهالي المخيمات، بوقت لازالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تراوح مكانها وتتهرب من تحمل كامل مسؤولياتها الإنسانية وخاصة في زمن جائحة كورونا، وتتجنب إعلان خطة طوارئ إغاثية عاجلة، رغم المناشدات المتكررة ومن أكثر من مستوى رسمي وشعبي فلسطيني.

 

وفي محاولة للحد من معاناة الأهالي ومنهم بشكل خاص الفئات الأهلية من أبناء شعبنا الذين تعرضوا للإصابة بوباء كورونا واضحوا حبيسي منازلهم وحاجاتهم للأدوية ومستلزمات العلاج جد ضرورية سيما وأن الأونروا أيضًا ترفع يدها حتى عن تحمل تكاليف أدوية المصابين بالكورونا.

 

وعلى ضوئه وعملاً بتوجيهات سعادة سفير دولة فلسطين لدى الجمهورية اللبنانية أشرف دبور المشهود بتدخله عند كل منعطف وتحد يواجههه أهلنا في مخيمات لبنان، وإيعاز قيادة الساحة وأمين سرها في لبنان فتحي العردات، وتمنياتهم على المرجعيات المخولة توفير ما أمكن للحد من معاناة أبناء شعبنا الذين طالتهم جائحة "كورونا"، علاوةً على مساعي مسؤول اللجان الشعبية الفلسطينية في لبنان أبو إياد الشعلان ودوره بذات السياق، أنهت اللجان الشعبية في منظمة التحرير في منطقة صيدا وعلى مدار بضعة أيام، عملها في إعداد كشوفات إسميّة بالمصابين بالوباء، ولا زالوا ضمن الحجر المنزلي. 

 

وبدءًا من صبيحة يوم السبت 13/3/2021 وحتى تاريخه بدأت ورش العمل المكونة من اللجان الشعبية والهيئة الفلسطينية للتكافل الأسري وممثلي قيادة المنطقة في منطقة صيدا بتسليم الحالات المصابة من المرضى الفلسطينيين مساعدة مالية بقيمة "250,000" ليرة لبنانية لكل حالة مرضية.

 

أمين سر اللجان الشعبية في منطقة صيدا الدكتور عبد الرحمن أبو صلاح أشرف على صرف المساعدات وأدلى بتصريح أعتبر المساعدة المالية بمثابة مساعدة رديفة لمساعي وتقديمات مؤسسات المنظمة لأهلنا بزمن الكورونا، فمستشفى الهمشري تدخل لصالح المرضى والمصابين ولازالت ولجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية في لبنان تواصلت وطلبت وحصل الأهالي وبأكثر من مخيم على مساعدات "مواد نظافة، أرز من الصليب الأحمر الدولي، مساعدات عينية من مؤسسات صديقة ومساعدات عينية، ومالية رمزية من دائرة شؤون اللاجئين... إلخ". 

 

ويختم الدكتور أبو صلاح: "مساعدة اليوم تأتي بهدف تمكين المصابين من تدبر أدوية علاجهم وتخفيف الأعباء عن عوائل أهالي المصابين"، وينهى بتثمين تعاون كافة الجهات الشريكة، كما وحيّا أعضاء وممثلي اللجان الشعبية ولجان القواطع والأحياء في مخيم عين الحلوة الذين أبدوا التعاون والمساعدة وعملوا بجهد ودون توقف.