قال سفير الجمهورية التونسية لدى دولة فلسطين الحبيب بن فرح إن "بلاده تؤيد التوصّل لتسوية عادلة للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، والمرجعيات المتفق عليها ذات الصلة".
وأكد السفير بن فرح، اليوم الجمعة، في تصريح خاص لـ"وفا"، لمناسبة الذكرى الـ65 لاستقلال تونس التي تصادف يوم غد السبت، 20 من شهر آذار، أن بلاده تؤمن بأن حل القضية الفلسطينية هو بوابة الأمن ومفتاح صنع السلام في العالم عامة، وتحديدا في منطقة الشرق الأوسط.
وأعرب عن تقدير بلاده لدولة فلسطين الشقيقة قيادة وحكومة وشعبا للمبادرات التي تهدف إلى تعزيز مكانة تونس وخدمة جاليتها في فلسطين
موقف تونس من القضية الفلسطينية
وقال بن فرح: إن رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد جدّد تأكيد دعم بلاده المطلق للقضية الفلسطينية، وجعل مناصرتها جوهر اهتماماتها، وإحدى أهم ثوابت سياستها الخارجية.
وشدّد على أن بلاده تؤكد على ضرورة إشراك الجانب الفلسطيني في مبادرات التسوية، لضمان التوصّل إلى حلّ عادل ودائم وشامل"، كما حرصت وزارة الشؤون الخارجية على مستوى متميز ودائم من التشاور والتنسيق بشأن مستجدات إحلال السلام وانخراط فاعل في التنسيق لإنجاح أي تحرك فلسطيني وعربي.
رئاسة تونس لمجلس الأمن
وأشار بن فرح إلى أن بلاده نجحت خلال رئاستها مجلس الأمن الدولي في شهر كانون الثاني الماضي في تحمل هذه المسؤولية الهامة، حيث أكدت من خلال نشاطها الدبلوماسي على ثبات التزامها بالشرعية الدولية، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، ومناصرة القضايا العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وأضاف: أن تونس توصلت إلى تحقيق ما رسمته من أهداف رئاستها لمجلس الأمن، وخاصة إبراز مقاربتها الشاملة لمسألة حفظ السلم والأمن الدوليين، والدفاع عن القضايا العربية والإفريقية، ولعب دور بنّاء وإيجابي صلب المجلس تعزيزاً لوحدته ونجاعته ومصداقيته، وهو ما تجلى في حسن اختيار مواضيع الجلسات التي بادرت بتنظيمها، تأكيدا لمفاهيم الأمن الجماعي والمصير المشترك، وأهمية تفعيل التضامن الإنساني، والعمل الدولي الجماعي الموحد والمنسق.
ذكرى الاستقلال ارتبط بحدث وطني مهم
وهنأ بن فرح التونسيات والتونسيين في كل أنحاء العالم، وخاصة العائلات التونسية في فلسطين، لمناسبة الاحتفال بذكرى الاستقلال، مثنيا على كل المؤسسات الرسمية، وغير الرسمية، والجمعيات الفلسطينية، خاصة "جمعية الأخوّة الفلسطينية التونسية" و"جمعية خريجي الجامعات التونسية" و"منتدى قرطاج-فلسطين"، وجمعية "البيت التونسي الفلسطيني" على اهتمامهم بتونس وأبنائها في فلسطين، وعلى كل ما يبذلونه من مبادرات لتعزيز مكانة تونس وخدمة جاليتها في فلسطين.
وقال: "إن ذكرى الاستقلال ارتبطت منذ 20 آذار 1956 في أذهان التونسيين بحدث وطني مهم في تاريخ تونس وفي وجدانهم بأسمى مشاعر الوفاء للشهداء ولنضال زعماء الاستقلال، وفي مقدمتهم الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة وحرصه ورفاق دربه في الكفاح ومن تلاهم من المسؤولين على دعم أركان دولة الاستقلال و"صيانة مؤسساتها ومكاسبها".
التعاون الثنائي بين تونس وفلسطين
وأشار إلى أن تونس تواصل العمل على استكمال جهود تطوير مجالات التعاون الثنائي مع فلسطين الشقيقة، وفق ما توليه من أهمية خاصة لالتزامها المبدئي بدعم دولة فلسطين، والتضامن مع شعبها، وقضيته العادلة، وتطوير الإطار القانوني وفق الأولويات، والمجالات المستحدثة للبلدين، في سياق الجهود المكثفة التي بذلتها تونس منذ العام 2015 للتركيز على إعادة هيكلة متدرجة للعلاقات الثنائية، ونقلها تدريجيا من التعاطف الوجداني والتضامن إلى تجسيم إلتزام تونس المبدئي بالقضية الفلسطينية العادلة، واعترافها ودعمها لدولة فلسطين، ومؤسساتها، عبر تأسيس متدرج لعلاقات تعاون ثنائي تستجيب للتطلعات والأولويات الحالية للبلدين، وفق آليات العمل الدبلوماسي التي تعتمدها تونس مع باقي الدول.
وتابع: شهد العام 2017 تطويرا للإطار القانوني للعلاقات بين تونس وفلسطين، إذ جرى التوقيع لأول مرة في تاريخ العلاقات الثنائية على اتفاقية إنشاء لجنة تعاون مشتركة ومشاورات سياسية منتظمة برئاسة وزيري الخارجية (تعويضا للاتفاق الإطاري السابق لسنة 1994 مع منظمة التحرير الفلسطينية).
وأوضح أنه منذ عام 2015 تم توقيع 28 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات، مبينا أن تونس تقدم كل عام 200 منحة جامعية ( 100 لطلبة البكالوريوس و100 لطلبة الماجستير والدكتوراه الفلسطينيين للدراسة في الجامعات التونسية)، إضافة إلى 10 منح مخصصة لطلبة القدس.
وفي خطوة جسدت المستوى المتميز للعلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين الشقيقين، قال إن الجامعة التونسية لكرة القدم اعتبرت اللاعب الفلسطيني لاعبا محليا وليس أجنبيًا، في تأكيد واضح لدعم الاتحاد التونسي لجهود الاتحاد الفلسطيني للنهوض بالشأن الرياضي بشتى الوسائل.
وتمنى بن فرح الصحة والعافية والسلامة للشعبين التونسي والفلسطيني، وأبناء الجالية التونسية بفلسطين، سائلا الله عز وجل أن يحفظهم جميعا من كل مكروه في ظل استمرار تفشي "فيروس كورونا".
كما أشاد بالإعلام الرسمي الفلسطيني، المرئي والمسموع والمكتوب، مثمنا اهتمامه المستمر بتونس والمشاعر الطيبة التي يحمولنها تجاه تونس وشعبها وثورتها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها