تقتضي الشفافية مع الذات، وكي لا نردد كلامًا في غرف الصدى، لأننا حينها لن نسمع سوى أصواتنا، ولا أن نكرر كلامًا طالما كنا نكرره في حواراتنا الوطنية، ينبغي لهذا السبب، والضرورة تفرض هذه الكلمة هنا أن نحسب احتمالات الخسارة، قبل احتمالات الفوز في الانتخابات المقبلة، وبمعنى أن نتوقع الأسوأ كي لا نسمح له أن يكون، وكي لا نسمح لهذا الأسوأ أن يكون، علينا ألا نركن إلى مطلقات الشعار!! وألا نعتمد على الرغبة منهجًا في الرؤية والتحليل، ولا يصح بالمطلق التغاضي عن الواقع فلا نرى معضلاته ومشكلاته الحقيقية، ما لا يسمح لنا بمعالجتها على نحو إيجابي منتج!! كما لا يجب مواصلة تصدير خطاب المناكفات الحزبية، وبعضه لا يولد غير البغض والكراهية!!!
ومن الضرورة هنا الإشارة إلى أهمية الانتباه إلى منصات الواقع الافتراضي، التي لا ينقل أغلبها سوى التقولات، والشائعات والفبركات، دون أي تفحص ومراجعة، خاصة المغرضة منها، والتي لا تستهدف في المحصلة سوى تعميم الفوضى في الرأي العام، وإشاعة الإحباط بين أوساطه الاجتماعية !!
لا بد من الواقعية بهذا الصدد، واقعية المكاشفة، والمراجعة النقدية المسؤولة، لنمضي إلى أمام نحو انتخابات ديمقراطية، ونزيهة، لضمان تحقيقها المخرجات التي تتماهى مع ديمقراطيتها ونزاهتها وتعبر عنها، ولا مخرجات هذه طبيعتها، وواقعها، سوى المخرجات التي تمضي بنا إلى المستقبل، بوحدة وطنية راسخة، وقد طوينا وإلى الأبد صفحة الانقسام البغيض، وكرسنا قيم ومفاهيم وسياسات الحكم الرشيد، وهذا يعني أن الأسوأ الذي لا بد من محاربته كي لا يتحقق، هو ألا تكون مخرجات الانتخابات، هي المخرجات التي يتطلع إليها شعبنا !!!
وبهذا المعنى ولأجل هذه المخرجات الديمقراطية، فإن الانتخابات الذاهبين إليها، هي انتخابات الفرصة التاريخية، كي نخرج من عتمة الانقسام، وأن نسقط لغة المحاصصة، والمناطقية، والفئوية، ومن أجل أن نحقق أجدى منظومات الأمن والأمان، على طريق تحقيق أهداف مشروعنا الوطني التحرري، بإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف وضمان الحل لقضية اللاجئين، وفق قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية.
لا يحق لنا أن نضيع هذه الفرصة، سيحاسبنا التاريخ إن فعلنا ذلك، ولهذا على الكل الوطني أن ينتبه لحقيقة هذه الفرصة، فلا يذهب إلى غير حساباتها، وألا يعمل لغير تحقيق أهدافها الوطنية والاجتماعية التحررية، كي لا يتوه مرة أخرى في دهاليز الحسابات الضيقة، الحزبية منها، والإقليمية فلا يعود إلى حوار الطرشان، ولا إلى حوار المناكفات الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ولعل المجتمعين في القاهرة يقرأون ذلك اليوم بالعقل والقلب المفتوح، كما هو الرئيس أبو مازن سيقرأ ما سيخرج من هذا الاجتماع من مقترحات وتصورات، لأجل أن تمشي عربة الانتخابات في طريقها الصحيحة، مثلما أكد على ذلك، وما زال على ذلك يؤكد.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها