ليس لنا سواها، وطنًا، وقضية، ماضيًا، وحاضرًا ومستقبلًا، وليس لنا سوى مشروعها، مشروعًا للتحرر والعدل والكرامة والحريّة والاستقلال، ولا تاريخ لنا خارج تاريخها المفعم بالبطولة، والتضحيات العظيمة وما بدلت اسمها يومًا، دلالة على الصمود الملحمي لشعبها، والذي كشف عنه شاعرنا حينما قال "كانت تسمى فلسطين، وصارت تسمى فلسطين".

لهذا ولأجل أن نكون، ننتخب فلسطين، بوطنيتها الجامعة، وتطلعاتها الحضارية، العادلة، والمشروعة، والإنسانية النبيلة، ولن ننتخب سواها وهي التي انتخبت شعبها فرسانًا ينازلون قوى العدوان والاحتلال والعنصرية، في سبيل الحق والعدل والسلام.

وننتخب فلسطين، كي نعود إلى واقع وحدتنا الوطنية، واقعا يعزز مسيرتنا التحررية، وعقدا اجتماعيا يكرس الأمن والأمان بمختلف منظوماته في حياتنا اليومية، وحتى في أحلامنا كي تمشي على قدمين، في دروب التقدم والازدهار الاجتماعي، والاقتصادي، والتقني، والثقافي، والأدبي والفني.

وننتخب فلسطين لنؤكد للعالم أجمع أننا جديرون بالديمقراطية، وعاقدون العزم على تكريسها نهجًا وأسلوبًا في حياتنا السياسية، والحزبية، والاجتماعية، ولعلنا سنقول لجمع المراقبين الذين نريدهم من كل مكان في هذا العالم، إننا خير من سعت بهم الأقدام في هذه الطريق، وشكرًا لشاعر العرب الأكبر أبو الطيب المتنبي الذي دلنا على هذا القول.

ننتخب فلسطين، وصوتنا أمانة جراحها، فلا ننسى الأمانة، وحراسها الشهداء، ودموع الثكالى من أمهاتهم وأخواتهم، وبناتهم وزوجاتهم، ولا ننساها ولن ننساها والأسرى البواسل يعيدون خطها كل يوم على جدران الزنازين الاحتلالية، كمثل آية للصمود والمقاومة.

وننتخب فلسطين كي نخرج من نفق الانقسام المعتم، وتعود الحياة ممكنة ومتواصلة بين الضفة وغزة تحت راية سلطة واحدة، على طريق تكاملهما في حدود دولة فلسطين، من رفح حتى جنين، ومن أجل أن نمضي في دروب الحياة، بفرص أبهى للعيش الحر الكريم.

وننتخب فلسطين، حين الكل الوطني يشارك في هذه الانتخابات، وعلى برنامجها البليغ هذا، برنامج الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال، بخطابه الوطني، وحراس مشروعه الوطني التحرري.