أوقدت حركة التحرير الوطني الفلسطيني"فتح"-قيادة منطقة بيروت- الشعبة الرئيسة، شعلة انطلاقتها الـ٥٦ في ساحة قاعة الشعب في مخيّم شاتيلا، اليوم الخميس ٣١-١٢-٢٠٢٠، ورفع المشاركون صور الرئيس الشهيد أبو عمار والرئيس أبو مازن، وازدان المخيم بألوان العلم الفلسطيني ورايات حركة "فتح" وصور الشهداء وأخرى من وحي الانطلاقة. 

 

وعلى وقع أنغام وأناشيد حركة "فتح" الوطنية أوقدت الشعلة، وشارك في إيقادها: عضوا قيادة حركة "فتح" في لبنان د.سرحان يوسف وأبو إياد الشعلان، زأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة منطقة بيروت، وعضو الحملة الأهلية د.ناصر حيدر، وقادة فصائل الثورة والقوى الإسلامية الفلسطينية، ومشايخ ورجال دين، وممثّلو اللجان الشعبية وقوى الأمن الوطني الفلسطيني، والجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني، والأطر الفتحاوية التنظيمية والعسكرية والأمنية والمكاتب الحركية والأندية الرياضية والفرقة الكشفية التابعة لحركة "فتح"، ووجهاء وفاعليات وأهالي المخيّم. 

 

وألقى كلمة القوى الوطنية اللبنانية عضو المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي سماح مهدي، جاء فيها: "في مثل هذه الليلة بالذات ليلة الخميس الجمعة في ٣١ كانون الأول من العام ١٩٦٤ انطلقت مجموعات من أبناء شعبنا الفلسطيني المقاوم لتنفذ عمليات بطولية ضد مغتصبي أرضنا الفلسطينية التي احتلت عام ١٩٤٨، فكانت تلك الليلة بما تضمنته من فعل مقاوم نقطة انطلاق جديدة على طريق تحرير كل شبر من أرض فلسطين بكل مدنها وقراها وحاراتها وبياراتها، نقطة انطلاق لتحرير كل أسير لا بل لتحرير كل حبة زيتون وكل حبة برتقال. فلسطين التي يتسابق الآن العديد من الأنظمة على خيانتها لا لسبب سوى أنهم لم ينالوا يومًا شرف الجهاد والتضحية في سبيلها".

وأضاف: "لكل أولئك ومعهم لكل عدو من أعداء فلسطين نقول مهما تآمرتم على فلسطيننا وعلى شعبنا من أبنائها، ومهما ضيقتم علينا الخناق ومنعتم عنا كل مقومات الحياة، مهما ضغتم على وكالة الأونروا للتملص من أدائها لواجباتها بهدف تصفية القضية الفلسطينية، ومهما راهنتم على عامل الوقت ليكون كفيلاً بإنهاء ذلك الإنتماء الجذري التاريخي العميق لأرض فلسطين، نطمئنكم نحن هذه الأمة، كلنا فلسطينيون وفلسطينننا من البحر الى النهر بمساحة ٢٧،٠٢٧ كيلو مترًا مربعًا لا تنقص شبرًا واحدًا".

 

 كلمة فلسطين ألقاها العميد سمير أبو عفش، جاء فيها: "يحتفل الشعب الفلسطيني في 1/1 من كل عام، في الوطن والشتات، بعيد انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، واليوم نجتمع هنا لنوقد الشعلة السادسة والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" التي وحّدت الفلسطينيين حول الهوية والهدف، وارتقت بهم من حالة الشتات والتشتُّت إلى مستويات الكفاح من أجل تحقيق الأماني بالتحرّر من نير الاحتلال وتقرير المصير.

وتابع أبو عفش: "لم يكن الكفاح المسلح مجرد شعار فضفاض ترفعه الثورة الفلسطينية؛ بل كان جملة من المضامين والتوجُّهات المثمرة، فحيث تواصلت العمليات الفدائية في عمق الكيان المحتل لتقض مضاجعه، كانت"فتح" تدير جملة من المسارات الهادفة إلى بلورة الهوية الوطنية للشعب الفلسطيني عبر منظومة متكاملة من الأنشطة السياسية والإعلامية والنقابية والثقافية التي حوّلت واقع الشتات البائس إلى كينونة وطنية ترقى في بعض تجلياتها إلى مصاف الكيانات السياسية الراقية في العالم".

 

وأكد أبو عفش أنه كان لحركة "فتح" وسلوكها السياسي بعد انتقالها من المنافي إلى أرض الوطن أثراً كبيراً على الحياة السياسية والإجتماعية لأهلنا على أرض الوطن من خلال ما كرّسته من مفاهيم ثورية جديدة حول إشراكهم في عملية بناء الوطن وصنعه، واختيار قادتهم و ممثليهم من خلال إنتخابات ديمقراطية وحُرّة ونزيهة بشهادة جميع المراقبين.

 

 وأضاف أبو عفش: "أما على صعيد الوضع الداخلي لحركة "فتح"، فإنّ نجاحها في عقد مؤتمرها السادس في ظل التعقيدات والمعيقات التي رافقت ذلك، أكدت على حيويتها وقدرتها على النهوض بأعباء ومتطلبات المرحلة، كونها الرافعة الأساسية للمشروع الوطني بما في ذلك إعادة إنتاج التجربة الديمقراطية بما يتلاءم مع طبيعة شعبنا وتطلعاته للحرية والاستقلال".

 

وختم أبو عفش: "بعد 56 عامًا من النضال والتضحية والفداء، ما زالت حركة "فتح" التي نسجت خيوط الحلم الفلسطيني هي المعبرة عن ضمير الشعب بأفكارها الوطنية والوحدوية والواقعية، وما زالت بيدها الدفّة، وبوصلتها اليوم تتجه نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة بعد أن تمكنت من المحافظة على الهوية الفلسطينية".