قيل أن الأب رجل لن يتكرر بكل الحياة أبدا، قيل أنه معطف أمانك بليالي الزمان المتقلبة.
وبر والديك قصة تكتبها أنت بنفسك ويرويها فيما بعد لك أبنائك، لذلك أحسن كتابتها!
والنصيحة الغالية، لا تغضب والديك لترضي آخرين غيرهم، فالآخرون لم يفنوا حياتهم لبناء حياتك.
القصــــــــــة
قصة حقيقية سعودية النشأة تجسد بر الوالدين، ومدى حب الله سبحانه وتعالى لمن يبر والديه ويحسن معاملتهما…
شاب سعودي في مقتبل عمره، متخرج من جامعته للتو، ونظرا لتفوقه بدراسته على الفور فور تخرجه عمل بإحدى الشركات؛ وكأي شاب آخر يسعى للزواج والاستقرار، كان الشاب يدخر جزءا ليس بيسير من راتبه الشهري.
وذات يوم حضر رجل لمنزله، وكان الشاب يسكن مع والده وكانا وحيدين، وقد كان والده رجلا كبيرا في السن؛ طالب الرجل والده بسداد الدين وقد كان تسعون ألف ريال سعوديا، لقد أخبره بأنه لا يمكنه تأجيل سداد دينه أكثر من ذلك، ورحل الرجل وقد كان مهذبا بالفعل.
على الفور ذهب الشاب خلفه، وقام بإعطائه سبعة وعشرون ألف ريال سعودي، وقد كان المبلغ بأكمله الذي قام بادخاره من أجل زواجه، وعده بأن يسدد المبلغ على فترات، عندما ذهب والده للرجل ليسأله أن ينتظر عليه فترة من الوقت، أخبره بأن ابنه قد سدد جزءا من الدين، وسيسدد بقيته على فترات قد حددها.
في هذه اللحظة عندما سمع الوالد من الرجل عن قيمة المبلغ الذي سدده ابنه تناثر الدمع من عينيه، لقد كان المبلغ بأكمله، توسل إليه والدموع في عينيه أن يعيد إليه المال، ولكن في هذه اللحظة كان الابن قد حضر ليعيد والده، فاضت الدموع من عيني الشاب عندما وجد والده يتوسل الرجل من أجله.
رفض الشاب وقد كان أتى أيضا بأول دفعة من المال المتبقي، نظر إليه والده بعمق ودعا له بدوام العافية وأن يسدد الله له كامل خطاه في الدنيا ويوفقه في الآخرة، فقد جعله الله سبحانه وتعالى قرة عين له.
أثنى على الشاب صاحب الدين، ودعا له أيضا بل وأشاد بوالده الذي رباه بطريقة يتمناها أي إنسان لبنيه؛ ولم يمر إلا ثلاثة أيام وباليوم الرابع قابل الشاب صديق له، ذلك الصديق كان يبحث عنه إذ أنه رشحه للعمل مع رجل أعمال يريد شابا بمواصفاته، أمينا ذكيا متطلعا ويفكر بحكمة وروية ويأخذ بيد من معه للأعلى، أخبره صديقه بأنه أول ما ذكر له رجل الأعمال كل هذه المواصفات أول شخص خطر بباله هو أنت.
وبالفعل ذهب الشاب للقاء رجل الأعمال بنفس اليوم، لقد كان في عجلة من أمره، جلس كلاهما سويا يتحدثان في أمور كثيرة متعلقة بشأن العمل، وقد أعجب رجل الأعمال كثيرا بشخصية الشاب وطريقة تفكيره، وعندما أخبره رجل الأعمال قائلا: “لقد تم اختيارك لإدارة كافة أعمالي براتب شهري قدره عشرون ألف ريال سعودي، وبنسبة خمسة عشرة بالمائة من الأرباح السنوية، علاوة على أني سأعطيك الآن راتب سنة كاملة لتحسين أحوالك المادية”.
دمعت عينا الشاب وأجهش بالبكاء، لقد تذكر دعوات والده، وعندما سأله رجل الأعمال عن السبب وراء بكائه بهذه الطريقة، قص عليه قصة دين والده، وكيف أنه دفع كل الأموال التي كانت بحوزته، وأًصبح يفكر دوما في طريقة لتسديد بقية الدين، وسبحان الله بدعوة واحدة من والده حصل على مكانة لم يكن ليحلم بها يوما من الأيام.
تأثر رجل الأعمال كثيرا بقصة الشاب مع بره لوالده، فقرر أن سدد بقية دين الوالد عرفانا بمدى بر الشاب لوالده، بدأت حياة الشاب في الازدهار.
أمرنا الله سبحانه وتعالى ببر والدينا، وجعل أمره بعد أمر طاعته سبحانه وتعالى نظرا لأهميته عنده سبحانه وتعالى، إذ قال تعالى بكتابه العزيز: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً، رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِن تَكُونُواْ صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأوَّابِينَ غَفُوراً” صدق الله العظيم
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها