من يتوقع استخراج اللؤلؤ والمرجان من الصحراء يتوقع بروز صور إنسانية عند أعضاء التنظيمات والجماعات المستخدمة للدين، فالآدمي في هذه الجماعات إما مجرد منها طبيعيًا، أو يتم سلخها منه تمامًا قبل اعتماده كعنصر، ذلك أن العنصرية على كل أنواعها وغريزة سفك الدماء التي يتم تنميتها وتطويرها أو حتى غرسها هي الشرط الأول ليكون عضوًا عاملًا يعتمد عليه في المهمات القذرة التي يستحي الشخص العادي تنفيذها أو التطوع للقيام بها حتى لو كان مجرمًا جنائيًا.

الآدمي المتخرج من كهوف هذه الجماعات اعتبر جريمة ذبح معلم فرنسي عملًا "بطوليًا" ونشر مديحًا بالمجرم في وسائل التواصل الاجتماعي، من البديهي أن تكون شماتته بمرض الإنسان المناضل والقائد الرمز الوطني صائب عريقات وكذلك قدح وذمه عبر رسومات ومنشورات هي الانعكاس الطبيعي لدروس العدائية للإنسانية التي لا يوجد غيرها في كتب (الضلال المبين) لمؤلفه الشيطان الرجيم التي ينهلون منها صبحًا وعشية جرعات ثقيلة، تحول الآدمي إلى نوع من الكائنات أشد فتكًا من أي حيوان مفترس أو جرثومة أو فيروس عرفته البشرية، فلهذه المخلوقات أدوية وعلاجات وعقارات وأسلحة، أما هؤلاء فإنهم يحتمون بجدار الإنسانية ذاتها التي يناصبونها العداء.

لم تفاجئنا حملة الإشاعات المنظمة، وحجم الشماتة من هؤلاء بالقائد الوطني الدكتور صائب عريقات التي انطلقت منتظمة ومرتبة مع اللحظات والساعات الأولى لنقله على جناح السرعة ما بين الحياة والموت إلى مستشفى متخصص في القدس المحتلة، فبدا لنا كلامهم بكل وضوح وصراحة تعبيرًا لا صلة له إطلاقًا بأخلاق المجتمع الفلسطيني الفردية أو الجمعية، ولا بأي قيم إنسانية معروفة.

رسموا عدائيتهم لأنفسهم ولخالقهم رب الناس الرحمن الرحيم بأبجدية عربية وبخطوط ورسومات كرتونية، وهذا ما نشكرهم عليه لأنهم أفصحوا بلغة نفهمها لا جدال فيها، وبذلك يوفرون الجهد والعناء على الباحث عن بقايا كلمات أو معان أو مفاهيم أو ثقافة انسانية في تلافيف أدمغتهم، الذي لو بقي وأقرانه الف عام يبحثون وينقبون فانهم لن يجدوا أكثر من حجر صوان يشبه الدماغ يقدح شررًا لصنع الحرائق في بيت عائلة الشعب الفلسطيني كلما بدت زادت محاولات صيانته وتحصينه وتأمينه وحمايته، إنهم حجر حاد يصلح للذبح والسلخ، ولرمي الوطنيين والوطنيات المحصنين والمحصنات والطاهرين والطاهرات، والمؤمنين والمؤمنات بالوطنية كمعتقد وسر للخلود والبقاء.

يشمتون ويتمنون الموت لمناضل وقائد فلسطيني وطني بات رمزًا ليس بحكم موقعه ومهمته الكفاحية كونه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحسب، بل لأنهم يرون أنفسهم أصغر مليون مرة من أي واحد من أبناء آدم في العالم مقارنة بهامته وقامته المنتصبة بالانتماء والالتزام الوطني النقي، ولأنهم يرونه كنهر عظيم يفيض بالإنسانية والمحبة والسلام، بينما لا يملكون إلا أن يكونوا كحمم بركانية تنشر الموت والدمار في المكان والجوار.

يطلقون ألسنتهم بطول خط الاستواء عند حديثهم عن حرية الرأي والتعبير فإذا بهم ينفثون ويتنفسون ويأكلون ويشربون كراهية وأحقاد عنصرية جهوية، سياسية، وجنسية، ويحاولون التسلل إلى صدر بيت العائلة الفلسطينية الوطنية مستترين تحت يافطة الوحدة الوطنية، ويصمت كبارهم على تعابير صبيانهم الذين لا يتقنون التحايل والاستبطان بعد، فيتبين القاصي والداني خداعهم، وخنجر الغدر المخبوء في تلافيف اثوابهم التي يبدلونها حسب تبدل المناخات والمواسم، فهؤلاء يقصدون النيل من رأس منظمة التحرير، لكن ليس قبل كشف ظهر رئيسها، ويظنون أن رحيل أو استشهاد قائد أو مناضل سيمكنهم من تحقيق مبتغاهم!! لكن للقدير سبحانه وتعالى مشيئة لا تقوى عليها ولا تعلو عليها مشيئة الشامتين، الذين يتمنون الموت لمناضلي وقادة فلسطين الوطنيين المخلصين.. أما نحن فكلنا رجاء من الله القدير رؤية الدكتور المناضل القائد (صائب العريق.. آت) على قدميه لنستكمل المسيرة نحو قدسنا ومقدساتنا، فنحن بالإنسانية وآمالها نحيا، أما فإنا نأسف عليهم أنهم بعنادهم، وبجمر العدائية في قلوبهم مصممون على إحراق أنفسهم رغم الدعوات والنصائح.