في كيفية التعامل مع جائحة "الكورونا" يحق لنا اليوم أن نعقد مقارنة بهذا الشأن، بين أداء وسياسة الرئيس أبو مازن، وأداء وسياسة والرئيس الأميركي دونالد ترامب، لنرى الفارق بينهما بون كوني شاسع، بلا أيّة مبالغة.

 تصدى الرئيس أبو مازن لجائحة الكورونا قبل أن تصل الى فلسطين، وعلى نحو هو من رأى خطر الجائحة، والأزمة التي ستخلفها قبل تشكلها، فيقرر مبكرًا أن تسود فلسطين حالة الطوارئ، واستناداً للقاعدة الصحية المثلى، درهم وقاية خير من قنطار علاج، في هذا الوقت لم يكن الرئيس الأميركي، وبالغطرسة العنصرية ذاتها، يرى من كل ذلك شيئًا، فتأخر كثيراً حتى رأى الجائحة وأزمتها، وهي تكاد أن تأتي على "نيويورك" بعد أن احالتها إلى بؤرة لفيروس "كورونا" الإصابات بالآلاف، والضحايا كذلك، بل إن الرئيس ترامب ونتيجة لهذه الغطرسة، جعل من الولايات المتحدة اليوم، تحتل الرقم واحد بين دول العالم في عدد الإصابات والوفيات مع الأسف الشديد، فحياة الانسان اينما كان، تظل قيمة عليا بالنسبة لفلسطين وأهلها .

ومبكراً أيضًا خاطب الرئيس أبو مازن الأمم المتحدة، لأجل أن تتضافر الجهود الدولية لمواجهة الفيروس الخطير، في الوقت الذي ظل فيه الرئيس الأميركي لا يرى أحداً في المجتمع الدولي بهذا الشأن، وقد ترك حلفاء له في عين العاصفة، فيما واصل اتهام الصين، بأنها من ينشر الفيروس، والأخطر أنه شن هجوماً على منظمة الصحة العالمية مهدداً بقطع التمويل الأميركي عنها، مغلقاً بذلك طريقاً بالغة الأهمية من طرق التعاون الدولي في هذا الإطار!!

وبقدر ما كان الرئيس أبو مازن بسيطاً وصريحاً، ومسؤولاً حميماً، في خطاباته لأبناء شعبه في إطار متابعاته لحالة الطوارئ، وتطورات أزمة "الكورونا" بقدر ما كان الرئيس الأميركي فظاً في مؤتمراته الصحفية، واستعراضياً، بل وعلى نحو ديكتاتوري أعلن لنفسه سلطة مطلقة!! ليحيل الولايات المتحدة إلى دولة شمولية، هذه التي طالما حاربتها أميركا بقيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان!!

ويعرف العالم أجمع ما يملكه الرئيس الأميركي دونالد ترامب من ترسانات القوة المادية جميعها، والتي لا يملك منها شيئًا رئيس دولة فلسطين المحتلة، محمود عباس أبو مازن، ومع ذلك يتفوق رئيس دولة فلسطين، ويتفوق بصلابة وصمود شعبه وتضحياته العظيمة، وبتاريخ بلاده الحضاري، ومكانتها التي تقدست من فوق سبع سماوات، بالأقصى وقبة الصخرة، وكنيسة القيامة ودرب الآلام الذي مشى فيه السيد المسيح عليه السلام، حاملاً صليبه وتاج الشوك يدمي جبهته لأجل خلاص البشرية، ويتفوق الرئيس أبو مازن بسماحة دينه، وقيمه الاخلاقية الرفيعة، ويتفوق بثقافته الفلسطينية، ثقافة الحياة، وسبل عيشها بالعدل والكرامة والمحبة والتسامح والحرية والسلام، بلا عنصرية ولا غطرسة، ولا تباهٍ ولا استعراض، وهو ما جعل الإدارات اليمينية المتطرفة في إسرائيل والولايات المتحدة، ترى في الرئيس أبو مازن الرجل الأخطر على مخططاتها التدميرية، مثلما كتب ذلك ذات يوم، عيسى قراقع وزير شؤون الاسرى السابق، في مقال له حمل عنوان "الرئيس أبو مازن: أنت تقود دولة عظمى اسمها فلسطين".

والواقع ما ثمة مجال للمقارنة بين رئيس دولة فلسطين التي يعلو كعبها بين دول العالم، في محاربة جائحة "الكورونا" برغم الاحتلال والحصار، وبين رئيس الولايات المتحدة، التي تملك كل شيء تقريبًا، عدا إدارة ناجحة لأزمة الجائحة كما هي إدارة فلسطين.