وصلت في يوم 17 أبريل طائرة عارضة طبية إلى فلسطين حاملة دفعة من كمامات من فئة N95 وطقم اختبار الفيروس والملابس والنظارات الواقية، مع المحبة والمودة من الصين حكومة وشعبًا. تتضامن الصين وفلسطين في مكافحة الفيروس في الفترة الصعبة، بما سجلت آيات جديدة للعمل يدًا بيد على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

في بداية اندلاع وباء الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا المستجد في الصين، تكرم سيادة الرئيس محمود عباس باستقبالي، موجهًا من خلالي دعمًا ثابتًا إلى الصين رئيسًا وحكومة وشعبًا في مواجهة الوباء، مُبديًا ثقته بأن الصين ستكون أقوى بعد التغلب على الوباء. كما وجه دولة د. محمد اشتية رئيس الوزراء برقية التضامن إلى رئيس مجلس الدولة لي كهتشيانغ وتكرم بزيارة مقر مكتبنا، مُعربًا عن نية الجانب الفلسطيني لتقديم مساعدات بقدر الإمكان للصين في مكافحة الوباء. إضافة إلى ذلك، عبر معالي د. الرياض المالكي وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني عن التضامن والدعم إلى السيد وانغ يي مستشار الدولة ووزير الخارجية الصيني.

أثناء الفترة الحاسمة للصين في مكافحة الوباء، توافد الأصدقاء الفلسطينيون من القيادة والحكومة والفصائل السياسية وغيرها من مختلف أطياف المجتمع الفلسطيني على المكتب، معربين عن التضامن والدعم للصين. رفعت جمعية الصداقة الفلسطينية الصينية لافتة مكتوب عليها "ووهان قوية.. الصين قوية" أمام مقر المكتب. تبرعت شركة قرش بـ 15000 قفازة طيبة و5000 كمامة جراحية إلى الجانب الصيني. نظم نادي شباب رام الله فعالية الشباب الفلسطينيين للتضامن مع الصين، حيث تتوارث الصداقة الصينية الفلسطينية جيلًا بعد جيل، وأنا متأثر جدًا مما يكنه الشباب الفلسطينيون من المحبة والتضامن مع الصين.

منذ وصول الوباء إلى فلسطين في أوائل شهر مارس، يتزايد عدد المصابين بفيروس كورونا، ما أدى إلى تعاظم الضغوط في الوقاية من الوباء والسيطرة عليه، وذلك يشاطره الجانب الصيني، فيقدم للجانب الفلسطيني دعمًا علميًا وماديًا بقدر الاستطاعة فيما يستمر في حسن الوقاية من الوباء والسيطرة عليه داخل الصين.

تقاسم الجانب الصيني تجربته في مكافحة الوباء مع الجانب الفلسطيني بدون أي تحفظ، إذ يشاركه الملفات التقنية عن معلومات الوقاية من الوباء والسيطرة عليه وخطة العلاج في اللحظة الأولى. في يوم 26 مارس، عقدت الصين مؤتمرًا بالفيديو بين خبراء الصحة من دول الشرق الأوسط والصين حول وباء فيروس كورونا، وأجاب الخبراء الصينيون بكل دقة على أسئلة فلسطينية حول ساعات عمل الطاقم الطبي والاستخدام المدور للمعدات الطبية والخ.

إلى جانب ذلك، تم تخصيص مؤتمر الفيديو بين الخبراء الصينيين في مجال الوقاية من وباء فيروس كورونا والسيطرة عليه من مدينة شينغهاي وخبراء الصحة الفلسطينيين حول كيفية مكافحة الوباء لمدة 3 ساعات في يوم 14 إبريل. في نفس اليوم، وصلت إلى وزارة الصحة الفلسطينية طقم اختبار الفيروس التي تبرع بها صندوق جيك ما الصيني وعددها يكفي لفحص 50016 شخصًا، كما وصلت إلى فلسطين المؤن المتكونة من الملابس الواقية والكمامات وطقم الاختبار التي تبرعت بها الحكومة الصينية. أنا على يقين بأن هذه المؤن الطبية ستساهم بدور مهم في تلبية الحاجة الملحة للجانب الفلسطيني.

إن الوباء عديم الرحمة ولكن الإنسان كثير المحبة. يعتبر تقديم المساعدات للدول الأخرى لمكافحة الوباء من المتطلبات اللازمة للصين في التمسك بوجهات النطر الصحيحة للعدالة والمنفعة وتنفيذ مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، كما يجسد روح المسؤولية للصين بكونها دولة كبرى المسؤولة.

لغاية الآن، تبرعت الحكومة الصينية بمؤن طبية لـ140 دولة أو منظمة دولية إضافة إلى إرسال 14 فريقًا من الخبراء الأطباء إلى 12 دولة، وتبرعت الصين بـ20 مليون دولار أميركي لمنظمة الصحة العالمية، إضافة إلى الحكومة المحلية الصينية والشركات والمجتمع المدني والمواطنين الصينيين الذين يبادرون إلى تقديم مساعدات للدول المنكوبة.

لا يدوم الشتاء إلى الأبد بينما يحتم الربيع أن يتبع. نثق بأن البشرية ستكون صامدة أمام اختبار الوباء ويخرج منه في نهاية المطاف طالما تتوحد دول العالم في التعاون والتضامن بإرادة موحدة. إن الصداقة الصينية الفلسطينية المتمثلة في التضامن والتآزر تترك بصمة عميقة لا تنسى في هذا الربيع، وهي تجسيد حي لمفهوم مجتمع المستقبل المشترك بين الصين وفلسطين. وأنا على قناعة بأنه تحت الجهود المشتركة من حكومة فلسطين وشعبها، ومع المساندة المتبادلة بين بلدينا وشعبينا، سينتهي الوباء وسيأتي النصر في النهاية.