- الدفعة الثانية من المساعدات الصينية إلى فلسطين ستصل نهاية الأسبوع الجاري
أشاد سفير الصين لدى دولة فلسطين قواه واي، بإجراءات الحكومة الفلسطينية في مواجهة فيروس "كورونا"، مؤكدًا وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني في مواجهة الوباء، وتقديم المساعدات.
جاء ذلك خلال ورشة رقمية نظّمها المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية "مسارات"، عبر برنامج زووم، وبثّت مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حول تجربة الصين في مواجهة فيروس كورونا، والعلاقات الصينية الفلسطينية، بمشاركة العشرات من السياسيين وخبراء الاقتصاد والتعليم والصحة والأوبئة، ومسؤولين في وزارة الصحة، وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني والشباب في الضفة وقطاع غزة،.
واكد السفير الصيني، أن بلاده ستواصل دعم فلسطين من أجل مواجهة وباء "كورونا"، وستدرس الخطوات اللاحقة، خاصة في ظل عودة العمال من إسرائيل.
وأوضح أن الدفعة الأولى من المساعدات الطبية الصينية التي وصلت إلى فلسطين لمواجهة وباء كورونا، تضمنت أنانيب اختبار لفحص الفيروس، في حين ستصل الدفعة الثانية نهاية الأسبوع الجاري، مشيرًا إلى أن بكين قدمت مساعدات طبية لـحوالي 130 دولة.
وحول موقف بكين من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد ضرورة إحلال السلام في المنطقة، سواء عبر مفاوضات ثنائية بين فلسطين وإسرائيل، أو من خلال مؤتمر دولي للسلام كما طرح الرئيس محمود عباس في كلمته أمام مجلس الأمن، بحضور عدد واسع من الدول، ولا يقتصر على اللجنة الرباعية الدولية.
وتطرق السفير الصيني، إلى تجربة بلاده في مكافحة الوباء، وقال إن الصين تمكّنت من محاصرة الوباء، وقامت في وقت مبكر بتحليل التسلسل الجيني للفيروس، ومعرفة طرق العدوى، وفترة الحضانة، وحالات الإصابة الخطرة، وشاركت ذلك مع منظمة الصحة العالمية وبقية دول العالم، مؤكدًا أهمية مشاركة العلماء وأطباء الخط الأول لمعارفهم ونتائجهم حول الفيروس على نطاق عالمي.
واستعرض تداعيات كورونا على نمو الاقتصاد العالمي الصيني والعالمي، موضحًا أن دخول الربع الثاني من العام 2020 أصبح محور اهتمام السوق، لا سيما في ظل تحذيرات صندوق النقد الدولي من دخول الاقتصاد العالمي في حالة ركود، قد تكون أسوأ من الركود الذي تلا الأزمة المالية العالمية في العام 2008، غير أنه قال إن الاقتصاد الصيني لديه سوق محلية هائلة رغم تراجع التصدير للأسواق الخارجية، ويتمتع بطاقات للتعافي واستئناف الحياة الاقتصادية وعودتها إلى طبيعتها ابتداء من الربع المالي الثاني 2020.
وأوضح قواه واي، إنه وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن تطوير لقاح جديد ومصادق عليه يستغرق من 12-18 شهرًا، مشيرًا إلى أن بكين اختارت خمس طرق فنية للإسراع في تطوير لقاحات جديدة لفيروس كورونا، ومنها: اللقاحات المعطّلة، ولقاحات الوحيدات المؤتلفة المهندسّة وراثيًا، ولقاحات ناقلات الفيروسات الغُدِّية، ولقاح الحمض النووي وغيرها.
وأضاف: أن بكين طوّرت "لقاح كورنا المؤتلف"، وقد دخل مرحلة التجارب السريرية، وهو من تطوير أكاديمية العلوم الطبية العسكرية بالأكاديمية الصينية للعلوم العسكريةmRNA-1273)، الذي طورته شركة أنفويو الأميركية للأدوية، مرحلة التجارب السريرية، وكذلك لقاح(INO-480، ونوه إلى تزايد الجهود لتطوير اللقاحات في جميع أنحاء العالم، إذ هناك ما لا يقل عن 52 لقاحًا مرشحًا ما زال في المرحلة قبل السريرية حتى يوم 26 آذار/مارس 2020.
وأوضح السفير أن اللقاحات المطورة حاليًا في مرحلة ما قبل التجارب السريرية، وفقًا لدراسة أعدّها تشن تشي وي، أستاذ قسم علم الأحياء الدقيقة بجامعة هونغ كونغ، ومدير معهد بحوث الإيدز، تصنف إلى نوعين: لقاحات غير معروفة في السابق، وهي تتعلق بشكل رئيسي بلقاحات الحمض النووي، وتنقسم إلى لقاحات الحمض النووي الريبي (حمض الريبونوكليك) ولقاحات الحمض النووي (حمض الديوكسي ريبونوكلييك)، من خلال إدخال أجزاء بروتينات مضادة للحمض النووي أو الحمض النووي الريبي مباشرة إلى الخلايا البشرية. أما النوع الآخر، فهي اللقاحات التقليدية التي استخدمت على نطاق واسع من قبل، مثل لقاحات الفيروسات المعطلة، ولقاحات الوحيّدات المهندسة وراثيًا، ولقاحات ناقلات الفيروس المؤتلف، موضحًا أن معظم أنواع لقاحات فيروس كورونا الجديد قيد البحث في الوقت الحالي ضمن هذه الفئة، بما فيها اللقاح الصيني.
ودعا إلى ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولي والوحدة، وتجنب الخلافات للتغلب على الوباء، مستهجنًا بعض تصريحات السياسيين حول ربط الفيروس بدول معينة، أو تسميته بمرض العرق الأصفر، أو أنه لا يصيب إلا الآسيويين.
وطرح العديد من الحضور أسئلة حول الدور الذي من الممكن أن تقوم به الصين لمواجهة الوباء عالميًا، ودعم الدول المتضررة، وخاصة الفقيرة، وكذلك دعم فلسطين، من خلال مساعدات طبية، وتدريب كوادر طبية، والتعاون مع الباحثين الصينيين في مجال الذكاء الاصطناعي لتطوير خوارزميات من أجل تطوير طرق في التشخيص والعلاج للوباء، إضافة إلى ممارسة ضغوط على إسرائيل لمنع إجراءاتها التمييزية ضد الفلسطينيين في مواجهة كورونا، وخاصة العمال والأسرى والمقدسيين وقطاع غزة، وضرورة تخصيص مساعدات طبية للقدس من أجهزة تنفس وشرائح الفحص.
وكان مدير عام "مسارات هاني المصري، قد رحب بالسفير الصيني، مشيدًا بالتجربة الصينية في مواجهة الوباء، مشيدا بالعلاقات الصينية الفلسطينية، داعيًا إلى تطويرها والبناء عليها.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها