خليك بالبيت.. هاي حصتك من الحمِل اللي على ظهر الوطن. أكيد كل واحد بفكّر إنها حصته أثقل حصّة، هذا شي عادي. في الأحوال الطبيعية مش مطلوب من الإنسان يقدّم أكثر من طاقته، لكن في الأوقات الصعبة مطلوب منك أكثر من طاقتك بكثير. تخيل لو إنه إبنك لا سمح الله موجود في غرفته وصار فيها حريق، بتهرب من البيت وبتتركه؟ مستحيل! أكيد ما بتفكّر بحياتك ولو لحظة وبتدخل غرفته بسرعة البرق بدون تردد. فيروس كورونا ممكن يكون أخطر من النار، لكن الشجاعة في مقاومته هي شجاعة الاعتماد على العقل والتفكير بمصلحتك وبمصلحة كل اللي بتحبهم. حصتك من الحِمل إنك تقعد في بيتك. في ناس حصتهم أكبر من حصتك بكثير. خليك بالبيت!
خليك بالبيت.. فكّر بحصّة الرئيس ورئيس الوزراء والحكومة والمحافظين وكل واحد مسؤول. في الأوقات الطبيعية -هذا إذا في أوقات طبيعية في بلد تحت الاحتلال- بكون المطلوب من القائد أو المسؤول هو إدارة شؤون الناس بطريقة تحتمل الخطأ والصواب، لكن في الأزمات الكبرى مش مسموح للقائد إنه يغلط (القائد مش "الحاكم" لإنه كلمة "حاكم" ممكن تنطبق على سويسرا أو سنغافورة مش على فلسطين). إعلان حالة الطوارئ ووقف حركة المواطنين وفرض الحجر المنزلي.. هاي قرارات بحاجة للشجاعة والحكمة، والأهم من كل هذا إنها قرارات لازم يتم اتخاذها في اللحظة المناسبة. إحمد ربّك إنه رئيسنا ورئيس حكومتنا عندهم الشجاعة الكافية لاتخاذ كل هاي القرارات بلا تردد وفي الوقت المناسب، والهدف هو حمايتك إنت وأهلك وأولادك، وحماية شعبنا ووطننا وحلمنا. عشان هيك خليك بالبيت!
خليك بالبيت.. فكّر بحصة ناس كثار من اللي حاملين معك حمِلنا المشترك.. فكّر بالأطباء والممرضين ورجال الإنقاذ.. حصّتهم من الحمل هي حصة الأسد، لأنهم فعلاً أسود واقفين في خط الدفاع الأول لحمايتك من خطر جائحة كورونا. ما عندهم وقت للراحة ولا للإطمئنان على أهلهم وأولادهم. إنت ممكن تحمي نفسك بالتزامك بالحجر، لكن كل واحد يعمل في القطاع الصحي معرّض للإصابة في أي لحظة. تخيّل إنه عدد المصابين من هاي الفئة في ايطاليا اكثر من عشر آلاف طبيب وممرض وممرضة ورجل إنقاذ! الحمد لله إنه عدد الإصابات في فلسطين ما زال محدود، وهذا بفضل ربنا وبمجهود كل العاملين في مجال الصحة بلا استثناء، وبفضل التزامك بعدم الخروج من بيتك.. خليك بالبيت!
خليك بالبيت.. صحيح إنه بلدنا تحت الاحتلال، لكن تكريس السيادة والحرية وانتزاعها مش مسألة سهلة. معركتنا الآن هي وحدة من المعارك الكثيرة اللي خضناها لإثبات جدارتنا وانتزاع حقنا بالعيش في دولة مستقلة مثل كل شعوب الأرض. رجال الأمن الفلسطيني بكل مكوّناته هم الآن ذراعنا الطويل لترسيخ الالتزام بالقانون وبكل القرارات اللي تم اتخاذها لمحاربة الوباء. هذول هم اللي بخلوك تقدر تقعد في بيتك بأمان، وبخلوا الأطباء والممرضين يتفرغوا لعلاج الناس وحمايتهم من العدوى. نجاحهم في مهمتهم يعني نجاحنا في امتحان القدرة على حماية مشروعنا الوطني بإمكانيات متواضعة ولكن بعزيمة وتصميم وإرادة تليق بشرف بالانتماء لوطن جميل إسمه فلسطين.
خليك في البيت.. تخيّل مدى الجهد اللي بتبذله كل مؤسساتنا الوطنية وأذرعها المختصة لمتابعة وحل مشكلة لا مثيل لها في أي بلد آخر: عودة عمّالنا من وراء الخط الأخضر. طبعاً أكيد إنت سيد العارفين إنه "إسرائيل" بدها تخلّي عودة عمّالنا لبيوتهم تصير مشكلة داخلية فلسطينية، مش بس مشكلة صحية، ولكن -وهذا هو الأخطر- مشكلة اجتماعية تؤدي إلى تحميل العامل نفسه مسؤولية الإصابة بفيروس كورونا إذا ثبت لا سمح الله أنه مصاب. لازم نتذكر إنه العامل المصاب تعرّض للإصابة وهو يبحث عن قوت أولاده مش لإنه كان في رحلة استجمام في يافا وحيفا.. طبعاً هذا لا يعفي عمالنا من حمل حصّتهم من الحمل الثقيل اللي لازم نحمله حتى نخلص من خطر الجائحة. المطلوب منهم هو نفس المطلوب من كل مواطن: الالتزام التام بالحجر وإعلام الجهات المختصة اذا ظهرت عندهم أي أعراض مَرَضيّة: الحمّى والسّعال وصعوبة التنفّس. عمّالنا هم إخوتنا العائدين من رحلة العذاب اليومي، هم جزء أصيل من نسيجنا الوطني والاجتماعي، وهم مصدر أساسي من مصادر دعم اقتصادنا الوطني. عمالنا شركاء في حمل همّ الوطن.
خليك بالبيت.. حصتك من الحِمل الوطني المشترك هي حماية بيتك وأهلك وأولادك
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها