خليك بالبيت.. طوّل بالك شوية، وما تفكّر إنه العالم تركك وحدك. العالم وضعه أصعب من وضعك، أكيد عندك فكرة عن عدد الإصابات والضحايا في كل بلدان العالم. أوّل مرة بتحصل إنه العالم كله بدون استثناء يكون في مواجهة خطر داهم مشترك وبحاجة للتحرك السريع وتكاتف الكل حتى يتم التغلب عليه. الكل بعرف إنه جائحة كورونا غيّرت العالم، مثلها مثل كل الأحداث الكبرى. مرّت على العالم مآسي وكوارث لا تعد ولا تحصى، مثل الحروب وتلوّث البيئة والجفاف والجوع والفقر. لكن هاي أول مرة في التاريخ الحديث بكون العالم سواسية أمام غول ما حدا بشوفه، بس الكل بشوف ضحاياه. هذا الوضع المأساوي نتج عنه ظاهرة إيجابية مهمة: الدور الطليعي للعلماء (والأطباء منهم) في مكافحة الجائحة وتكامل الجهود لقهر الفيروس.
خليك بالبيت.. كل الأمراض السابقة أخذت وقت طويل حتى تم التعرّف على خفاياها وأسرارها، وفي جزء منها ما زال العلم والعلماء عاجزين عن إيجاد حل نهائي يريح البشرية منها، مثال على ذلك الفيروس اللي بسبب مرض الإيدز: صار له منتشر اكثر من ٣٥ سنة وحتى الآن ما في علاج ناجع يقضي عليه ولا لقاح فعّال يحمي الناس منّه. بالمناسبة: فيروس الإيدز وفيروس كورونا الجديد متشابهين في بعض الخصائص، أهمها انهم قادرين كل يوم على إحداث تغييرات هائلة في تركيبتهم" وبملايين المرات، والهدف هو حتى جهاز المناعة ما يقدر يتعرف عليهم.. فيروس الإيدز ما زال لغز معقد، بينما الوضع مع فيروس كورونا مختلف.. الكل مستنفر وبوصل الليل بالنهار حتى يحل لغز هذا الوحش الفتّاك.. خليك باليت واحمي نفسك من شرّه، فقط بعزل نفسك عن العالم.. إحمي نفسك وأهلك واولادك بأبسط الوسائل وخلّي الأشياء المعقدة على العلماء.
خليك بالبيت.. يمكن كارثة كورونا تعيد ترتيب الأولويّات، لأنه الإنسان بطّل يفكر إلا بنفسه. الآن الأمر مختلف: إذا فكرت بس في نفسك مش رح تقدر تحمي حالك من الفيروس! ما في طريق للحماية منه أقصر من التعاون بين الناس وتخلّيهم عن الأنانية وعن جزء من راحتهم. من الأشياء اللي بتخلي الإنسان يتفاءل هذا المستوى من التعاون ومساعدة الناس لبعض في كل مجال. يمكن الناس كانت تتمسخر في بداية انتشار الوباء انه دخل لاعب كرة القدم يساوي أضعاف دخل مئات العلماء. لكن لاحظ الآن كيف انقلبت الآية: أمل الناس بالحياة وبقهر الفيروس مرتبط بثقتهم بالعلماء والباحثين من كل أنحاء العالم. تأكد أنهم بيتنافسوا للتوصل لما هو أفضل، وهذا التنافس لصالح الإنسان العادي البسيط.. الإنسان اللي مثلك يعني. خليك بالبيت.. مش غلط تقضي وقتك بمشاهدة مباراة كرة قدم.. تذكّر فقط أنه العلماء ما عندهم وقت يضيعوه في اللعب.
خليك بالبيت.. العلماء درسوا الفيروس بأدق تفاصيله، وصار اللقاح ضده أقرب مما تتصور.. من يومين فقط طلعت نتائج أولية لتجارب على الحيوانات المخبرية للقاح جديد توصلت له شركة ألمانية إسمها Curevav، وهاي شركة معروفة بإنتاج اللقاحات بطريقة مبتكرة بتتغلّب على التغيرات اللي بتصير في تركيبة الفيروس. يعني كلها عدة أشهر وبصير بالإمكان استخدام اللقاح على نطاق واسع. هذا لا يعني إنك تظل في البيت حتى يصير التطعيم متوفّر. لا طبعاً.. الحجر الصحي لفترة قصيرة نسبياً بيوقف انتشار الفيروس، بعد هيك بيجي دور التطعيم في حماية الناس من عودة الفيروس إذا حاول ينتشر مرة ثانية في المستقبل.
خليك بالبيت.. وخلي ثقتك بالخبراء والأطباء والعلماء.. إنت بتقاوم الوباء بطريقتك، وهذا هو الحافز اللي بشجعهم على العمل المتواصل حتى يوجهوا الضربة القاضية لفيروس كورونا.
الفيروس يخشى النظافة، ويخشى العلماء.. كيف لا يخشاهم وهم الذين خصّهم المولى عزّ وجلّ بقوله: إنّما يخشى اللهَ من عبادِهِ العُلماءُ..
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها