بسم الله الرحمن الرحيم
يا جماهير شعبنا العظيم في الوطن والشتات:
إنَّ انتفاضة شعبنا الفلسطيني في الثلاثين من آذار عام ألفٍ وتسعماية وستةٍ وسبعين شكَّلت ولم تزل محطةً مضيئةً في تاريخ شعبنا المدافع عن أرضهِ وحقوقه الوطنية، وبشهدائها الأبطال الثلاثة عشر الذين سقطوا على أيدي السفَّاحين الصهاينة في قرى المثلث الفلسطيني، منحتِ المناسبة بعدًا إنسانيًّا ونضاليًّا لا تمحوه السنين.
قالت الانتفاضة للغزاةِ: إنَّ شعبنا هو النصل المسنون في حلوقكم، فلن يركع هذا الشعب يومًا، لن يستسلم ولن يتنازل عمّا هو حقٌّ له مهما طال الزمن واسودَّت الأيام. فهو موجود بعزيمة بقاءٍ لا نظير لها، صامدٌ بطاقةِ إيمانٍ لا تستكين، وحاضرٌ حيثما دعا الواجب وتطلّبتِ المرحلة.
هذا الشعب هو ابن النزالاتِ التي بدأت منذ بدايات القرن الماضي، والتي سوف تستمرُّ حتى زوال الاحتلال عن كلِّ شبر من أرضنا المقدَّسة.
وإذ يعمل المحتلُّ على نظرية الاستيطان ونهب الأرض والحقوق من أصحابها الشرعيين لفرض الأمر الواقع الذي يصرف نظر العالم عن قضية شعبنا، ويتلطّى وراء عباءةِ إدارةٍ أميركية عنصرية- متصهينة على رأسها تاجر لا يرعوي عن بثِّ خبائثه حيثما حلَّ وأنى وضع إصبعه، إلّا أنه لم يعرف بعد أنّنا شعب لم يركع لغازٍ ولم تحطَّ من عزيمته قوَّة، أيًّا كان جبروتها وطغيانها. نحنُ الساميّون الأصليون، جذر هذه الأرض منذ خلقت، وبذرتها الخالدة وحياتها المستمدَّة من أخيار بنوا وزرعوا وحاربوا ودافعوا عن بقائهم وحفظوا سرَّ وجودهم.
أهلنا وأحبّتنا حيثما كنتم:
إنَّ رهان العدو على تبدُّد شملكم وأفول نجم وجودكم خاسر لا محالة. فللباطل دولة، لن تعمَّر أبدًا، مهما تمادت وأسرفت في غيّها ونكرانها وجرائمها، وللحق دولة المجد القائمة على المحبّة والعدالة والمساواة، هي دولتكم وحقكم الآتي مهما طال الزمن.
إنَّنا في حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" - إقليم لبنان، إذ نناشدكم الصبر والتزام معايير الصحة والأمان من الفيروس الخبيث، ونخصّص نداءنا لأهلنا وإخوتنا في المخيّمات الفلسطينية في لبنان بالتزام قرارات وزارة الصحة التي تدعمها القوى الأمنية اللبنانية وعدم تجاوزها والحط من أهميتها، لأنَّ هدفها زيادة الأمان في المجتمعين اللبناني والفلسطيني، من خلال منع تمادي الفيروس في حصد المزيد من الضحايا البريئة.
في هذه المناسبة العظيمة- يوم الأرض- نعدكم البقاء صفًا واحد خلف قيادتنا الشرعية برئاسة الخلف المؤتمن على الشعب والمسيرة السيّد الرئيس محمود عبّاس. وخلفها في إرادة الوحدة التي لا تتراجع ولا تنهزم، مهما مارس القابضون على غزّة من ظلم وجور وتكفير وتخوين. فلا خيار لدينا نستبدله بخيار الوحدة الوطنية وأيًّا كان الثمن.
كما أنّنا لا نرى تبدّلاً سياسيًّا على مستوى قضية صراعنا مع الاحتلال أيًّا كانت الحكومة العتيدة التي تمارِس لعبة موازينها الآن عبر تمزيق حزب أزرق- أبيض وغيرها من الألاعيب، وأيًّا كان التيار الصهيوني الذي سوف يقود دولة الاحتلال للمرحلة المقبلة، لأنَّ حقوقنا ثابتة ولا تنازل عنها أبدًا.
لنا بالإخوة الأسرى أسوة حسنة، ودعاء بالبقاء سالمين معافين من الفيروس الخبيث وممارسات السجّانين الصهاينة، داعين الله أن تكون حريتهم قريبة. ولنا للأحبة الجرحى الدعاء لهم بالشفاء. والشهداء كل الشهداء، وفي طليعتهم قائدنا الملهم- قائد مسيرة ثورتنا المعاصرة الرئيس الشهيد ياسر عرفات جنات الخلد والعهد على متابعة مسيرتهم الظافرة- المنتصرة بإذن الله.
وإنّها لثورةٌ حتّى النّصر
حركة "فتح" – إقليم لبنان
الإعلام والتعبئة الفكريّة
2020-3-30
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها