يشهد حزب الليكود اليميني الإسرائيلي خلافات كبيرة، في أعقاب الكشف أمس عن حذف الحزب عضوية ما يزيد على 1000 عضو، قبيل الانتخابات التمهيدية الداخلية المقررة في السادس والعشرين من الشهر الجاري.
ووفقًا لقناة 12 العبرية، فإن غالبية من تم حذف عضويتهم وطردهم، هم ممن يسمون داخل الحزب بأنهم من "الليكود الجديد" الذين يدعمون جدعون ساعر الذي ينافس بنيامين نتنياهو على زعامة الحزب.
وقالت مصادر من داخل الحزب إن الحديث يدور عن المئات وربما الآلاف الذين تعرضوا للطرد في الأشهر الأخيرة وبشكل منهجي.
وتحدث بعض ممن طردوا من الحزب، بأنهم تلقوا رسائل تفيد بأنهم غير مؤهلين لعضوية الليكود بسبب نشاطهم في حراك "الليكود الجديد" وتأييدهم لساعر. مشيرين إلى أنهم مُنحوا تقديم استئناف ضد القرار، وأنه يمكن فحص ذلك خلال مدة ستكون حتى قبل يوم واحد فقط من الانتخابات الداخلية.
واعتبر ليئور مئير من الليكود الجديد أن ما جرى محاولة لسرقة الانتخابات قبل خوضها.
وقالت المتحدثة باسم الليكود، إن هذه ادّعاءات مبالغ فيها، وأن عملية استقبال العضوية تتم بشفافية ووفقًا للقانون.
ويأتي ذلك بعد أن أعلن ساعر الليلة الماضية بدء حملته الانتخابية الخاصة بحزب الليكود، والتي سينافس فيها نتنياهو. حيث حضر الحفل نحو 2000 من أنصاره.
ودعا ساعر إلى تغيير قيادة الليكود لفشل نتنياهو مرتين في تشكيل حكومة إسرائيلية بعد ترؤسه قيادة الحزب وقائمته في الانتخابات العامة.
وقال "الأمر بسيط، اختياري سيضمن حكم الليكود، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة الحزب، أما انتخاب نتنياهو مرةً أخرى يعني أن الليكود سيكون في المعارضة". مشددًا على أن هدفه "تحقيق النصر" في مواجهة نتنياهو.
وتتزامن تلك التطورات داخل الليكود، مع تغييرات تجري داخل الأحزاب السياسية الإسرائيلية، حيث ظهر نفتالي بينيت أحد قادة حزب اليمين الجديد، بمفرده خلال مؤتمر للحديث عن الانتخابات، بدون شريكته وزعيمة الحزب إيليت شاكيد التي ترجح الأنباء أنها تنوي الانضمام لحزب الليكود.
ووفقًا لصحيفة يسرائيل هيوم، فإن شاكيد لم تحسم أمرها بشأن شراكتها مع بينيت، بينما قالت مصادر مقربة من شاكيد إنه لا توجد أزمة وما يجري مجرد تكتيك.
وترى شاكيد أن وجود حزب كبير ومتحد هو أفضل خيار لجلب مزيد من المقاعد والأصوات في الانتخابات المقبلة، لكن بينيت يعارض ذلك ويريد موقفًا حاسمًا من شاكيد التي فيما يبدو تطمح إما للعودة للبيت اليهودي أو لحزب الليكود وهو الخيار الأقرب رغم وجود اعتراضات داخل الحزب، وخاصةً من نتنياهو بسبب خلافات سابقة بينها وبين زوجته سارة.
وتطرقت الصحيفة ذاتها في تقرير آخر، إلى أن الكتلة اليمينية باتت أكثر ضعفًا من الانتخابات السابقة، وأن هناك حالة تشاؤم في ظل استطلاعات الرأي الجديدة التي تظهر حظوظًا أكثر لصالح معسكر الوسط واليسار.
ورأت الصحيفة، أنه بالرغم من ذلك فإن الكتلة قادرة على الخروج بـ 55 مقعدًا، إلا في حالة حصول مفاجأة قد تكون بشكل غير متوقع وتمثل انهيارًا، قد يدفعها في النهاية لإفشال تشكيل أي حكومة وإجراء انتخابات أخرى.
واعتبرت الصحيفة أن تصريحات أفيغدور ليبرمان بأن الكتلة اليمينية قد تفككت وأن الأحزاب المتدينة الأرثوذكسية المتطرفة توصلت لاتفاق مع بيني غانتس زعيم حزب أزرق - أبيض من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، مجرد دعاية بسبب تنافس ليبرمان مع تلك الأحزاب.
وأشارت إلى تصريحات زعيم حزب شاس أرييه درعي الذي أكد أنهم سيعملون مع نتنياهو مجددًا، معتبرًا أن ما يتلقاه نتنياهو من دعم مطلق من قادة الكتلة اليمينية يفوق بكثير الولاء الذي يتلقاه من أعضاء حزبه.
وفي تقرير ثالث، قالت صحيفة يسرائيل هيوم، إن هناك تغييرات ستحصل على مستوى قيادة حزب أزرق - أبيض، بحيث سيتولى يائير لابيد قيادة الحزب ميدانيًا خلال حملة الانتخابات بدلًا من غابي أشكنازي. مشيرةً إلى أن ذلك يعود للنشاط الكبير الذي يقوم به لابيد الذي ترأس لثماني سنوات حزب هناك مستقبل، والذي كان لديه شعبية كبيرة.
من ناحيتها ذكرت صحيفة هآرتس العبرية، أن حزب ميرتس اليساري يتجه يوم الأحد لإلغاء الانتخابات الداخلية والبقاء كما هو عبر القائمة التي شاركت في الانتخابات الأخيرة بزعامة نيتسان هورويتز.
ووفقًا للصحيفة، فإنه الحزب قد يلغي شراكته مع المعسكر الديمقراطي الذي دخل معه في قائمة موحدة خلال الانتخابات الأخيرة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها