أكد المبعوث الصيني الجديد للشرق الأوسط السفير تشاي جيون، اليوم الأحد، رفض بلاده لكل الإجراءات الاسرائيلية الهادفة لضم الأغوار الفلسطينية وتهويد البلدة القديمة من مدينة الخليل.
وأضاف المبعوث الصيني في لقاء صحفي بمقر السفارة الصينية في مدينة رام الله، ان على إسرائيل أن توقف كل إجراءاتها التي من شأنها تصعيد العنف في الأرض الفلسطينية، ومن بينها التوسع الاستيطاني وما يجري في القدس.
وفيما يتعلق بالقرارات الأميركية أحادية الجانب، قال المبعوث الصيني، "في الفترة الأخيرة تقوم الولايات المتحدة الاميركية بالتنمر بالعلاقات الدولية وتعتدي على العدالة الدولية، وتعمل بشكل أحادي، ما ألحق صدمات متلاحقة بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأضاف ان تصريحات وزير الخارجية الأميركي بومبيو حول شرعنة الاستيطان في الضفة الغربية مخالفة لكل القوانين الدولية.
قال: إن المسؤولين في الولايات المتحدة الأميركية أدلوا في الآونة الأخيرة بكثير من التصريحات غير المسؤولة تجاه القضايا في الشرق الأوسط، وهي وتصريحات لا تخدم تحقيق السلام والأمن في هذه المنطقة وعلى رأسها تصريح بومبيو بخصوص المستوطنات.
وبين أن المواقف الأميركية الأحادية والانانية والمتكبرة توتر الأوضاع في الشرق الأوسط، خاصة نقل السفارة للقدس والتخلي عن الالتزامات التي تعهدت بها أميركا تجاه عملية السلام.
ورأى أن على الجانب الأميركي تحمل مسؤوليته والقيام بدور بناء وإيجابي، بدلا من الدور السلبي الذي يلعبه في الوقت الراهن تجاه القضية الفلسطينية.
وعن موقف الصين من مساعي الاحتلال لضم الأغوار وتأثير ذلك على حل الدولتين، قال المبعوث الصيني: إن موقفنا واضح جدا ورافض لأي تصرف أحادي الجانب يؤجج الخلافات بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف "نطلب من الجانب الاسرائيلي العدول عن أفعاله التي تصعد الموقف بشكل يضر بعملية السلام في الشرق الأوسط".
وفيما يتعلق باجراءات تهويد مدينة الخليل، قال المبعوث الصيني: "سواء في الخليل أو في القدس أو أي مكان آخر يجب تبني موقف مسؤول تجاه السلام، يجب علينا إعلاء قيم السلام وتحقيقه بين الجانبين".
وفيما يتعلق بمبادرة السلام الصينية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط التي أطلقها الرئيس الصيني مؤخرا، قال إن "موقف الحكومة الصينية ثابت تجاه القضية الفلسطينية، والمجتمع الدولي توصل إلى تفاهمات مهمة وأهمها مبدأ حل الدولتين والأرض مقابل السلام والقرارات الأممية ذات الصلة، وبصفتي مبعوثا خاصا لعملية السلام سأبذل قصارى جهدي لدفع عملية السلام للأمام واعزز التواصل مع كافة الأطراف المعنية".
وقال إنه اجتمع في زيارته الأولى لفلسطين مع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، وعدد من المسؤولين الفلسطينيين، وزار عددا من المدن الفلسطينية بينها مدينة الخليل.
وأشار إلى أنه استمع من القيادة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس عباس، إلى شرح وافٍ حول تطورات القضية الفلسطينية، ومواقفها مما يجري في المنطقة.
وأشار إلى أن الصين صديق وشريك حقيقي لفلسطين وتدعم مطالبها العادلة ضمن خيارتها الاستراتيجية، وستواصل دعم الحكومة بكل ثبات، وكذلك مساندة القضية الفلسطينية العادلة حتى يستعيد الفلسطينيون حقوقهم الوطنية المشروعة ويقيمون دولتهم على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وذكر بتصريحات مستشار الدولة الصينية في وزارة الخارجية، لدى مشاركته في مؤتمر أمن الشرق الأوسط الذي عقد مؤخرا في العاصمة الصينية بكين، واكد فيها أهمية تحقيق السلام لإنهاء العنف في الشرق الأوسط، ولإنصاف الشعب الفلسطيني ولتحقيق الاستقرار والوصول إلى السلام الدائم.
وتطرق المبعوث الصيني إلى المساعدات التي تقدمها بلاده لفلسطين، مذكرا بإعلان الرئيس الصيني العام الماضي عن تقديم مساعدات مالية كبيرة لفلسطين في الاجتماع الوزاري الصيني العربي الثاني، وكذلك زيادة قيمة التبرع لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا".
وقال إن الصين تحرص على العمل مع الأطراف المعنية في المجتمع الدولي بالقضية الفلسطينية من أجل إيجاد حل عادل وشامل لقضية فلسطين.
وأضاف ان الصين ستواصل تقديم ما بوسعها للجانب الفلسطيني سواء في المجالات الاقتصادية أو في مجالات التواصل الشعبي والثقافي، وستبذل قصارى جهدها لتلبية مطالب السلطة الفلسطينية.
ولفت السفير جيون إلى أن الشرق الأوسط منطقة هامة بالنسبة لبلاده، وفلسطين شريكة وصديقة للصين، وهناك إمكانية لتعزيز التعاون بين الجانبين في إطار خطة "الحزام والطريق" الصينية الهادفة لتوسيع التبادل التجاري مع الشرق الأوسط.
ولفت إلى ان تعزيز التعاون بحاجة لتعزيز السلام والاستقرار، فالتنمية مرتبطة بتحقيق السلام والأمن وهما اساس تحقيق الاستقرار، وانه سيكون لدولة فلسطين دور مهم في إطار خطة الحزام والطريق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها