تقرير: يامن نوباني
الخامس من كانون الأول الجاري، وسط مئات المركبات العالقة في أزمة سير خانقة بمنطقة خلدة في العاصمة اللبنانية بيروت، بفعل السيول، خرج رجل من مركبته صارخا: "ساعدوني مرتي بتولد".
في تلك اللحظة كانت الممرضة الفلسطينية منى لوحيد (39 عاما) ابنة قرية ديشوم (14 كم) شمال مدينة صفد المهجرة عام 1948، داخل حافلة "للأونروا" عائدة من عملها في مخيم مار إلياس، تصادف الوحيد صرخات الرجل وامرأته في المركبة المقابلة، وتقوم بتوليد المرأة بإمكانيات بسيطة، وتنقذ الجنين وأمه.
لوحيد قالت: "حين رأيت الرجل ينزل من سيارته مرتبكا وصارخا، توجهت مباشرة إليه، وشاهدت زوجته في حالة ولادة، لم أتوقع يوما أن أقوم فيه بتوليد امرأة، فقمت مباشرة بالطلب من زملائي محمد ابو حطب وهو سائق الحافلة وزميلتي فرح زيدان بالذهاب إلى صيدلية قريبة، لشراء مواد طبية واسعافات أولية".
وأضافت: قام أبو حطب بجلب غطاء ووضعه بيديه على السيارة، وقمت بتوليد المرأة بالإمكانيات البسيطة المتوفرة بين يدي، رغم أنني لست طبيبة ولا قابلة قانونية، ولا دخلت في يوم من الأيام غرفة ولادة، ولكن لدي بعض الخبرة والمعلومات في هذه الحالة.
وتتابع: في ظرف كهذا، لا تفكر كثيرا فيما الذي درسته أو ماذا تعرف، أو ماذا تحتاج من معدات، فقط ما تفكر به هو الحالة الانسانية التي أمامك، اذا لم تضع المرأة مولودها في تلك اللحظة فستكون في خطر كبير، الجنين والأم.
تظهر لوحيد في مقطع فيديو انتشر بصورة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تبكي من الفرح، لأنها استطاعت انقاذ الأم وجنينها، خاصة أن العائلة كانت بانتظارة منذ 10 سنوات.
بدوره، شكر مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" في لبنان كلاوديو كوردوني، لوحيد، وزيدان والسائق ابو حطب، الذين ساهموا في هذا العمل النبيل.
وكتب السائق أبو حطب: سعادتنا لا توصف عندما تمكّنا من انقاذ الطفل ووالدته.
وتعمل لوحيد، ابنة مخيم نهر البادر، منذ العام 2003، ممرضة لمرضى الضغط والسكري بعيادة مار الياس التابعة "للأونروا"، وانتقلت للسكن مؤخرا في وادي الزينة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها