قتل جيش الاحتلال الإسرائيلي ثمانية أفراد من عائلة أبو ملحوس (السواركة)، حين قصف مسكنهم المصنوع من الصفيح، فجر الخميس الماضي، دون التحقق من وجود مدنيين، إذ أدرج الجيش الإسرائيلي الموقع الذي تقطنه العائلة منذ 20 عاما على قائمة أهدافه، بناء على معلومات غير مؤكدة لم يتم التحقق منها منذ أكثر من عام.
جاء ذلك حسبما كشف تحقيق لصحيفة "هآرتس"، نشر مساء اليوم، الجمعة، بيّن أن المتحدث باسم جيش الاحتلال لوسائل الإعلام العربية، أفيحاي أدرعي، سارع بعد القصف إلى اختلاق اسم ادعى أنه لقائد وحدة القذائف الصاروخية في الجهاد الإسلامي، قال إنه المستهدف، للتغطية على المجزرة.
وأوضح التحقيق أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وضع مسكن عائلة أبو ملحوس على لائحة الأهداف بناء على "معلومات وتقارير غير مؤكدة تستند إلى إشاعات تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي " قبل فترة طويلة.
ولم يجر جيش الاحتلال الإسرائيلي أي إجراءات للتحقق من وجود مدنيين في "الهدف" (في إشارة إلى مسكن عائلة أبو ملحوس)، الذي صُنف على أنه "منشأة"؛ قبل أكثر من عام على قصفه قبيل انتهاء جولة التصعيد الأخيرة في قطاع غزة، ولا حتى قبل استهدافه.
كما أن المستهدف الذي ادعاه أدرعي للتغطية على المجزرة التي ارتكبها الجيش بقتل ثمانية مدنيين بينهم أطفال ونساء حين استهدف مسكن الصفيح في دير البلح، وسط قطاع غزة، لم يكن معروفًا لدى الجيش الإسرائيلي، لا كناشط ولا حتى كعضو في حركة "الجهاد الإسلامي"، وفقًا لما أوردته "هآرتس" نقلا عن مصدر في جيش الاحتلال.
وذكر مصدر الصحيفة أن هدف القصف هو "منشأة"، وليس شخص بعينه، وأن المسكن الذي يقع وسط أرض زراعية، أدرج منذ مدة طويلة على لائحة أهداف الجيش على أنه "معسكر تدريب لحركة الجهاد الإسلامي، استنادا لمعلومات غير مؤكدة ومصادر غير موثوقة، دون أن يتم التحقق من ذلك مطلقا".
أشارت الصحيفة إلى أن مصادر أمنية إسرائيلية أكدت أن المعلومات التي نشرها المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي كاذبة، وأكد مسؤولون أمنيون أنهم لا يعرفون رجلاً يدعى "أبو ملحوس" على الإطلاق، وأنه لا يوجد رجل بهذا الاسم معروف لدى الجيش على أنه قائد وحدة القذائف الصاروخية في الجهاد الإسلامي.
وبعد أن حصل سلاح الجو الإسرائيلي على الموافقة من قيادة جيش الاحتلال، والتي صدرت في تمام الساعة الواحدة والنصف ليلة الأربعاء الخميس الماضية، قصفت الطائرات الحربية منزل عائلة أبو ملحوس، باستخدام قنابل "هيبرليتك"، بواسطة نظام التوجيه JDAM (نظام ملاحة يضاف للقنابل غير الموجهة ويحولها إلى ذخائر موجهة "ذكية").
وقصفت طائرات الاحتلال المنزل، ما أدى لتسويته بالأرض، فوق رؤوس ساكنيه وهُم نائمون. واستشهد 8 مواطنين في هذه المجزرة، بينهم والد ووالدة الأسرة وعدد من أبنائهم وأقاربهم. وانتشلت قوات الإنقاذ جثامين الشهداء من تحت الأنقاض بعد جهد كبير.
وشهداء هذه المجزرة هم: رسمي سالم أبو ملحوس (45 عاما)، يسرى محمد أبو ملحوس (39 عاما، مريم سالم أبو ملحوس (35 عاما)، وسيم محمد سالم أبو ملحوس (12 عامًا)، مهند رسمي سالم أبو ملحوس (13 عامًا)، معاذ محمد سالم أبو ملحوس (7 أعوام)، فارس محمد سالم أبو ملحوس وسالم محمد سالم أبو ملحوس (4 أعوام). كما أصيب عشرة آخرون غالبيتهم أطفال.
وتأتي مزاعم الاحتلال بأن التقديرات كانت تشير إلى أن البيت خاليا، في وقت تباهى فيه بقدراته الاستخبارية والتي وصفها بأنها "عالية جدا"، وفي موازاة مزاعم بعدم استهداف "غير الضالعين في القتال"، لكن جريمة الحرب هذه تفند مزاعم الاحتلال.
واعتبر جيش الاحتلال في تعقيب على هذه الجريمة، بالقول إن "الادعاء بشأن استهداف غير ضالعين (بالقتال) في وسط القطاع معروف لنا ويتم التحقيق فيه. وقد تم بذل مجهود استخباري وعملاني كبير من أجل عدم استهداف غير الضالعين".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها