إثر اجتماعه وفصائل العمل الوطني في قطاع غزة المكلوم مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية، حنا ناصر، وقع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية بيانًا أعلن فيه التمسُّك بالانتخابات الشاملة، هو وهذه الفصائل، وعلى نحو بدا وكأنه الناطق الرسمي باسم هذه الفصائل، التي من بينها حركة الجهاد الإسلامي، التي أعلنت غير مرة، أنها ليست مع هذه الانتخابات، وكأنَّ هنية بات صاحب قرارها!!!

 

بالطبع لفصائل العمل الوطني، أن تقول كلمة بهذا الشأن إن أرادت، ولا نظن أنها ستقبل في المحصلة، بمصادرة إرادتها وقرارها، وبهذه الصورة التي لا تليق بمكانتها وتاريخها النضالي!! 

 

وعلى أية حال، المهم في هذا السياق أن البيان الحمساوي هذا، يكشف وبصورة جلية أن "حماس" لن تذهب إلى أية انتخابات، وأن عبارة التمسك بالانتخابات التي وردت في البيان، لا تعني الموافقة على إجرائها في مناخها الديمقراطي، والقبول بنتائجها، بدلالة ما أدرج البيان من شروط التعطيل للانتخابات، اكثر مما ادرج من مستلزمات الموافقة والاستعداد لاجرائها، وعلى النحو الذي يمكنها أن تكون حرة ونزيهة وشفافة، بل انه لم يدرج أيًّا من هذه المستلزمات، وقد تحدث عن شروط تستلزم حوارات ماراثونية مرة أخرى!!!

 

ولكي تغطي "حماس" موقفها المناهض للانتخابات، تلبست ثوب فصائل العمل الوطني، ونعتقد أنها فعلت ذلك عنوة، وليس من أجل ذلك فقط، وإنما لكي توحي أنها لن تسمح لهذه الفصائل أن تعلن موقفًا مغايرًا، وقد الزمتها بهذا البيان الذي أرادته كذلك رسالة، للجنة الانتخابات المركزية، أن قطاع غزة المكلوم بكل قواه سيظل تحت سيطرتها الانقلابية!!

 

وباختصار شديد التمسك بالانتخابات شيء، والاستعداد والحرص على اجرائها شيء آخر تمامًا، وهذا ما لم يرد في البيان الحمساوي الحزبي بامتياز!!