انطلقت في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، اليوم الأحد، برئاسة فلسطين، أعمال الاجتماع المشترك 29 بين مجلس الشؤون التربوية لأبناء فلسطين في دورته 81، والمسؤولين عن شؤون التربية والتعليم بوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا".
وشارك في الاجتماع، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة سعيد أبو علي، ومدير قطاع التعليم في "الأونروا"، كارولين بونتفراكت، ومدير مكتب الوكالة بالقاهرة سحر الجبوري.
وترأس وفد دولة فلسطين في الاجتماع: وكيل وزارة التربية والتعليم بصري صالح، ومدير دائرة شؤون اللاجئين بمنظمة التحرير أحمد إسماعيل، والمستشار جمانة الغول من مندوبية فلسطين بالجامعة العربية .
ومن جانبه، أكد أبو علي أن اجتماع اليوم يأتي في ظل حرب إسرائيلية شاملة ضد الوجود والحقوق الفلسطينية وامعان سلطات الاحتلال في محاولات فرض الأمر الواقع على الأرض، والتي كان آخرها ما جرى صباح اليوم من اقتحام حوالي 400 مستوطن لساحات المسجد الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال، حيث يشهد المسجد الأقصى تصاعدا خطيراً في وتيرة الاقتحامات، وسط قيود مشددة تفرضها سلطات الاحتلال على دخول الفلسطينيين للمسجد الأقصى في إطار محاولات طمس الهوية الفلسطينية والتي تشكل استهداف العملية التعليمية للشعب الفلسطيني.
وقال أبو علي، إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى بكافة السبل للعمل على تعطيل المسيرة التعليمية الفلسطينية وتجهيل وإفقار المجتمع الفلسطيني، وخصوصا في المناطق المصنفة مناطق (ج) ولا سيما مناطق الأغوار المهددة بالمصادرة والضم القسري اللاشرعي وإلحاق هذه المنطقة التي تمثل ثلث مساحة الضفة بالقدس استيطانا وتهويدا، وبما يشمل استهداف مدارس الوكالة بالقدس، ومحاولات النيل من التعليم في المدينة المحتلة وشطب جزء كبير من مكونّات الكتب ومحاولة تغيير المنهاج الفلسطيني إلى المنهاج الإسرائيلي، وذلك بربط تحويل ميزانيات مالية إلى مدارس في القدس المحتلة من أجل تنفيذ أعمال ترميم، وإنشاء وحدات تعليمية جديدة، بتطبيق هذه المدارس للمنهاج الإسرائيلي، كما لا تزال سلطات الاحتلال تحول دون توفير الاحتياجات الأساسية للعملية التعليمية في قطاع غزة المحاصر وخاصة على مستوى إعادة اعمار المدارس وبناء جديدة بات يفرضها الواقع، إضافة إلى احتياجات الكتب وغيرها كمتطلبات أساسية وضرورية في نطاق امعان الاحتلال لتدمير العملية التعليمية.
وأضاف أبو علي، أن الدور الحيوي الذي تضطلع به الأونروا في تقديم الخدمات للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس في إطار ولايتها وفقا لقرار إنشائها هو ما جعلها في مرمى المحاولات المتصاعدة لتصفيتها وإنهاء عملها، بداية من وقف الولايات المتحدة الأمريكية لتمويل الوكالة بهدف إحداث ازمة مالية طاحنة تؤدي لتوقف عمل الوكالة، وبالتالي تقويضها على طريق استكمال تنفيذ مخططات تصفية قضية اللاجئين جوهر القضية الفلسطينية، وهو ما أفشله التحرك العربي الدولي المنسق والمتكامل من خلال الدعم الذي حظيت به الوكالة من كافة دول العالم والذي انعكس على التبرعات الإضافية التي تلقتها من العديد من الدول خلال العامين الماضيين مما مكن الوكالة من الخروج من أزمتها ومواصلة القيام بدورها.
وأوضح، أن الخطوة الثانية المتمثلة في قيام الإدارة الأمريكية وإسرائيل كانت باستهداف إدارة الوكالة واطلاق اتهامات بهدف التشويه في محاولة لمنع الدول من التبرع للوكالة، إلا أن مؤتمر المانحين الذي عقد في نيويورك في 25 سبتمبر 2019 قد أسفر عن تقديم أكثر من 23 دولة لتبرعات بلغت اكثر من 110 ملايين دولار مما عكس ثقة المجتمع الدولي ودعمه للأونروا ورفضه لكل محاولات إنهاء دورها او المساس بولاياته، وذلك ما ندعو دول العالم إلى التعبير عنه مجدداً في تصويت واسع النطاق من أجل تمديد ولاية الأونروا وفق تفويضها الأصلي، ويحدونا الأمل والثقة بأن ذلك ما سيتحقق حتى يتمكن المجتمع الدولي من تنفيذ قراراته الخاصة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وخاصة القرار 194 .
كما أعرب، عن أمله أن يخرج الاجتماع، الذي تستمر أعماله 3 أيام، بتوصيات هامة لدعم صمود الطلاب الفلسطينيين في وجه الانتهاك الإسرائيلي المتواصل.
ومن جانبه قال صالح، إن انعقاد الاجتماع هو رسالة تجدد الاهتمام والمتابعة والتأكيد على قضية هامة وهي الهجوم على الاونروا ومحاولة نزع شرعيتها وانهاء قضية اللاجئين التي هي صلب القضية الفلسطينية، حيث أن التعليم في فلسطين يحتل المرتبة الثانية للفلسطينيين بعد زوال الاحتلال، وذلك وفق دراسة للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وهذا يدل انه برغم الانتهاكات والعراقيل التي تقوم بها اسرائيل فان التعليم سيبقى عنوان وديمومة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني .
واوضح ان الاجتماع سيناقش اليوم الجهود التي تقوم بها وكالة الغوث، معربا عن شكره الكبير للجهود التي تقوم بها الجامعة العربية بهذا الشأن خاصة فيما يتعلق بالواقع التعليمي بفلسطين ومحاولة وضع بعض الحلول في الفترة المقبلة .
وسيناقش الاجتماع، تقارير وفد "الأونروا" فيما يتعلق بقطاع التعليم بمناطق العمليات الخمس، ومن ثم مداخلات الوفود والمنظمات العربية الاعضاء في مجلس الشؤون التربوية، بالإضافة الى مجالات التعاون المشترك مع مجلس الشؤون التربوية الفلسطينية وأوضاع المعلمين والعاملين، في وقت أن التعليم في فلسطين خاصة في مدينة القدس يواجه استهدافا إسرائيليا شرسا للهوية والتاريخ والثقافة الفلسطينية وهجمة غير مسبوقة على العملية التربوية والمناهج الفلسطينية في القدس المحتلة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها