أقرّ عنصران في شرطة الاحتلال، في تسجيل مسّرب، أنَّ هدف حملات التفتيش التي تقوم بها شرطة الاحتلال في العيسوية هدفها "الاستفزاز فقط"، بحسب ما ذكرت صحيفة "هآرتس"، يوم أمس الأحد.
ووفقًا للتسجيل الذي اطّلعت عليه الصحيفة، فإنَّ أحد العنصرين قال للآخر: "هذا بشكل فاضح استفزاز بدون هدف. لماذا نفعل ذلك عن قصد؟"، فوافقه العنصر الآخر وقال: "سياساتنا مضروبة من أساسها".
وبعد دقائق، توجّه العنصر الأول إلى عنصر ثالث كان قريبًا منهما، وسأله: "لدّي سؤال لك، لا يؤدي ما نفعله هنا إلى مشكلات إضافيّة؟"، فأجابه: "هذا هو الهدف"، فردّ عليه الأوّل: "التسبب بمزيد من المشاكل؟" فأجابه الثاني: "نعم".
وحول قذف الحجارة على عناصر الشرطة، قال أحد الأفراد: "هذا ليس عملاً تخريبيًا عدائيًا، إنّها لعبة بالنسبة إليهم.. لا يقذفون الحجارة للإضرار".
وشنّت شرطة الاحتلال في الصيف الماضي، حملةً واسعة في العيسوية بشكل يومي، اقتحمت خلالها قوات مدجّجة الأحياء، ونصبوا حواجز وكمائن، وأوقفوا سيارات ومارّة، قبل أن يقتحموا المنازل ليلاً ويعتقلوا بعض الشبان.
وبلغ عدد المعتقلين جراء هذه الحملة أكثر من 350 من أهالي العيسويّة، قُدّم عشرة منهم للمحاكمة فقط.
وقال أهالي الحيّ إنّ هدف الحملة الأمنيّة هو "استفزاز السكان فقط، وإن الشرطة تعمل بشكل استفزازي، من أجل التسبب بالعنف".
ووفقًا لـ"هآرتس"، فإنَّ الشريط سُجّل خلال مداهمة لقوات الاحتلال للعيسوية في نيسان/ أبريل الماضي، أي قبل أسابيع من بدء الحملة الأمنيّة المكثّفة.
ويصرّ الأهالي أن هدف الحملة، كذلك، هو "ملاحقة الأهالي، وعرقلة الحياة اليوميّة، كجزء من عقاب جماعي وممارسة ضغط عليهم".
ورغم أن شرطة الاحتلال تنفي اتهامات الأهالي، إلا أنّ تقارير شُرطية تعود إلى العام 2016، جاء فيها أن "هدف نشاطات الشرطة الإسرائيليّة في العيسوية هي الاحتكاك مع الأهالي".
وفي العام 2017، أدخلت شرطة الاحتلال إلى العيسوية حافلة مليئة بأفراد الشرطة على أنهم جنود، من أجل دفع الأهالي إلى قذف الحافلة بالحجارة، وفعلا، اعتقل الاحتلال قاصرًا حينها ودين بالسجن لـ19 شهرًا.
وتواصل شرطة الاحتلال الإسرائيلي عمليات اقتحام تعسفية يومية لقرية العيسوية في القدس.
ويؤكد سكان القرية الفلسطينية، وكذلك ناشطو سلام إسرائيليون، أن لا سبب واضحا لهذه الحملة، سوى التنكيل بالسكان، كما أن شرطة الاحتلال نفسها لم تعلن عن سبب هذه الحملة، باستثناء القول إنَّ الحملة هدفها فرض النظام، أي وقف إلقاء الحجارة، علما أنه طوال سنة كاملة قبل البدء الحملة، لم يتم إلقاء ولو حجر واحد في القرية، أو من أطراف القرية باتجاه سيارات إسرائيلية.
وتصل قوات كبيرة من شرطة الاحتلال ووحداتها الخاصة، "يسام" وحرس الحدود، إلى العيسوية يوميا في ساعات المساء الأولى. وتتجمع القوات عند مدخل القرية، ثُمَّ تسير دوريات في الشوارع، من دون هدف واضح. وفي مرحلة معينة، يبدأ إلقاء الحجارة وزجاجات حارقة، ثُمَّ يتوارى الشبان عن أنظار الشرطة، وتنسحب من القرية، لتعود في ساعة متأخرة من الليل، أو فجر اليوم التالي، لتنفيذ حملة اعتقالات.
ولم تعثر الشرطة على أي قطعة سلاح، خلال الاقتحامات الليلية لبيوت سكان القرية. وفي حالة واحدة عثرت في سيارة على زجاجة فيها مادة مشتعلة، وفي حالات أخرى صادرت الشرطة هواتف محمولة وكتبا. ولم تعلن الشرطة عن إصابة أيّ من افرادها طوال الحملة، باستثناء إصابة شرطيين اثنين جراء إلقا زميلهما قنبلة صوتية.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها