تقرير: عماد فريج
يترقب الجمهور الرياضي الفلسطيني، بشغف، المباراة التي تجمع منتخبنا الوطني لكرة القدم، مع شقيقه المنتخب السعودي، يوم الثلاثاء المقبل، ضمن الجولة الرابعة من التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023، والتي يحتضنها استاد فيصل الحسيني في بلدة الرام شمال القدس المحتلة.
ومن المنتظر أن تصل بعثة المنتخب السعودي، يوم غد الأحد، إلى رام الله، وتضم ما يزيد عن 100 شخص.
وعلى الصعيد الجماهيري، بدأ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، اليوم السبت، توزيع تذاكر المباراة مجاناً على المشجعين، من خلال نقاط بيع شركة الاتصالات الخلوية الفلسطينية "جوال" في مختلف أنحاء الضفة الغربية، باعتبارها الراعي الرئيسي للمنتخب الفلسطيني لكرة القدم، كما بإمكان الجمهور الحصول على تذاكر دخول على أبواب الاستاد.
وستعمل الشركات الراعية على توزيع آلاف الأعلام الفلسطينية والسعودية على الجمهور في المدرجات، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات الترحيبية بالمنتخب الضيف.
وتأمل الأسرة الرياضية الفلسطينية أن يشكّل اللقاء دفعةً جديدة للرياضة الفلسطينية من جهة، وللجماهير الفلسطينية من جهة أخرى، حيث شهدت المباريات الأخيرة للمنتخب عزوف جماهيري إلى حد مّا.
ويعمل الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كخلية نحل لإخراج المباراة بأبهى صورة، من النواحي التنظيمية والجماهيرية والاستقبال الذي يليق بالمنتخب السعودي الشقيق. وستحظى المباراة باهتمام إعلامي غير مسبوق، حيث وصل عدد الصحفيين المسجلين لتغطية المباراة إلى أكثر من 300 صحفي يمثلون وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية.
وقال الإعلامي الرياضي مجدي القاسم "إن المباراة حدث تاريخي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، فزيارة الأخضر السعودي ستفتح الباب أمام منتخبات أخرى من أجل زيارة فلسطين واللعب أمام المنتخبات والأندية الفلسطينية على ملعبنا البيتي الذي يعد أحد أكبر المكاسب التي تحققت للرياضة الفلسطينية".
وأضاف: "الأسرة الرياضية الفلسطينية ستستقبل الأشقاء السعوديين خير استقبال، فلطالما وقفت السعودية إلى جانب شعبنا في كل المراحل".
وتابع: "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم خاض معركة كبيرة في أروقة الفيفا تكللت بحصولنا على حق الملعب البيتي، بالتالي فإن المنتخب السعودي سيقول للعالم من خلال هذه الزيارة: تعالوا إلى فلسطين لتشاهدوا بأعينكم عظمة هذا الشعب وكرمه، وكذلك قدرة اتحاد الكرة على استضافة الأحداث الرياضية وإخراجها بأبهى صورة ممكنة".
من جانبه، قال المعلق الرياضي خليل جاد الله، إن زيارة منتخب السعودية لأرض فلسطين تُسجّل على أنها "زيارة تاريخية" بكل المقاييس؛ لأن قرار الزيارة نفسه شكّل انعطافه تاريخية في كيفية التعامل مع زيارة فلسطين من قبل الأخوة العرب، والسعودية تشكّل في هذا الإطار ثقلاً كبيراً.
وأضاف: وهي زيارة تاريخية أيضاً لأنه يمكننا تصنيف المنتخب السعودي على أنه من أقوى المنتخبات التي زارت فلسطين قياساً بألقابه وبطولاته والأسماء التي قدّمها تاريخياً، كبطلٍ في ثلاث مناسبات للقارة ومتأهل لكأس العالم في 5 مناسبات.
وتابع: "أرى بأن اللقاء من الناحية الجماهيرية سيكون تاريخياً، فالجماهير الفلسطينية متعطّشة بحقّ لتشجيع منتخب بلادها، وهي من الناحية المزاجيّة، تفضّل لقاءً كبيراً كهذا لكي تحضر بأعداد كبيرة".
وزاد: "على كل فلسطيني أن يكون سعيداً اليوم بأن تمكّنت الرياضة من تحقيق العديد من الأهداف التي لم يكن يتخيّل إلا قلّة بأن تتحققّ في يوم من الأيام. وما في زيارة السعودية إلا تأكيد على حقّ الفلسطيني في اللعب على أرضه وبين جمهوره، وما هي إلا تأكيد أيضاً على فلسطينية هذه الأرض بعيداً عن مسألة التطبيع التي لا أرى بأن لها دخل إطلاقاً بزيارة فريق عربي لمواجهة فريق فلسطيني على أرض فلسطين، بل على العكس من ذلك، زيارة كهذه تقتل وتقهر المطبعّين والمستفيدين من تطبيعهم".
ويسعى الاتحاد الفلسطيني والشركات الراعية إلى حشد جمهور عريض لمؤازرة المنتخبين من مدرجات الاستاد، على اعتبار أن الجمهور هو فاكهة المباريات، واللاعب رقم "12" الذي يرجّح دوماً كفة المنتخب أو الفريق المستضيف.
وقال المواطن حسام العارف إنه متشوّق لمتابعة المباراة من المدرجات وتشجيع المنتخبين. وأن "المباراة ستكون قوية بين الطرفين، مع أفضلية بسيطة للمنتخب السعودي بحكم خبرته كونه تأهل لكأس العالم 5 مرات ويعد واحد من أفضل منتخبات آسيا ويملك مدرب بخبرة كبيرة ولديه عدة انجازات".
وتابع: "في المقابل المنتخب الفلسطيني يلعب على أرضه ومتسلح بجمهوره الكبير والعريض، والفدائي معروف عنه الروح القتالية التي تميزه وهو منتخب صعب على أرضه وسبق له أن أحرج المنتخب الاماراتي سابقا بالتعادل 2-2 على نفس الملعب".
وأكد العارف أن قدوم المنتخب السعودي، أحد أقوى منتخبات آسيا، إلى فلسطين واللعب على أرضها، هو شرف وفخر كبير لشعبنا ورياضتنا الفلسطينية، ويثبت وجودنا أكثر على الساحة الرياضية، مشيراً إلى أن شعبنا والجمهور الرياضي من حقه رؤية منتخبات قوية تزور فلسطين وتلعب على أرضها.
من جهتها، أكدت لاعبة منتخبنا الوطني النسوي فيوليت بنضا، أن الجمهور الرياضي الفلسطيني لطالما حلم باستضافة منتخبات كبيرة وعريقة للعب مع منتخباتنا الوطنية، مشيرةً إلى أن زيارة المنتخب السعودي ستعطي دفعة كبيرة للرياضة الفلسطينية.
ودعت بنضا الجماهير الفلسطينية إلى التواجد بكثافة في مدرجات استاد فيصل الحسيني في الرام، وتشجيع المنتخبين طوال دقائق المباراة، متمنيةً التوفيق لمنتخبنا وتحقيق نتيجة إيجابية تخدمه في مشواره بالتصفيات.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها