رغم الإرهاب والحصار، وسياسة التوسّع والاستيطان والاستيلاء على الحقوق، ومحاولات حرمان الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، فإنَّهـم يثبتون يوميًّا أنهم شعب مبدع وشعب قوي منتج ومتعلّم. إرادته لا تكسر وأبناؤه مصرّون على التحصيل العلمي في أصعب الظروف وهم مميزون في مختلف المجالات.
خبر جديد من فلسطين، إياد أحمد السوقي من مدرسة الذكور الأساسية في جنين يفوز بجائزة أفضل 100 معلم في العالم في حفل أقيم في الهند بمشاركة معلمين من 70 دولة، إياد أحد أبرز المعلمين في العالم، وسبقه الى ذلك معلمون ومعلمات كتبنا عنهم وعنهن سابقاً، فكيف سيهزم هذا الشعب؟؟ ماذا لو كان لديه دولته المستقلة ومؤسساته العلمية البحثية والجامعية المتكاملة وكامل التجهيزات والتقنيات؟؟ إنه شعب خلاّق. يقاوم بالسلاح، والطائرات الورقية، والبالونات، والتعليم، والهندسة، والطب، والصبر والإيمان والإرادة، ويحقق أبناؤه إنجازات داخل المؤسسات الفلسطينية وفي مؤسسات عالمية في ميادين مختلفة.
جاد صلاح تلميذ حاز في الوقت ذاته على لقب "الطالب السفير" بعدما قدّم العديد من المنتجات في مجال التكنولوجيا والتي تساعد في إنتاج ألعاب تعليمية وموضوعات تفاعلية في كافة الاختصاصات!!
ومنذ أسابيع، وفي مناسبة اليوم العالمي للأمية، أعلن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني تراجع نسب الأمية بين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة المحاصرة الى 2.8 % خلال العام الحالي بعدما بلغت نسبة 3.3% عام 2017. وبلغ عدد الأميين في فلسطين نحو 83 ألفاً نزولاً من 95 ألفاً عام 2017!! وحسب بيانات الأونسكو فقد بلغ معدل الأمية بين الأفراد (15 سنة وأكثر) في الدول العربية 24.8 % عام 2016 بعدد 64.6 مليوناً!! أما في العالم فقد بلغ المعدل للأفراد ذاتهم 13.8% بعدد 750.1 مليوناً منهم 472.9 مليوناً من الإناث!! أما في فلسطين فبلغت نسبة الأمية لدى الذكور 1.3 % و 4.3 % لدى الإناث!! ومعدل الأمية بين الأفراد (15 سنة وأكثر) 3 % في الضفة و 2.4 % في غزة!!
هذا هو الشعب الفلسطيني. في المناطق المحتلة وفي المناطق المحاصرة. والذي يتعرض لكل أنواع الإرهاب وإقفال المدارس، وتجريف الأراضي، ويحرم من مقومات العيش الكريم والوصول الى مراكز التعليم، يحقق هذه النسب المهمة في رفع مستوى التعليم وخفض نسبة الأمية في العالم العربي خصوصاً وفي العالم عموماً، في وقت نرى فيه دولاً متقدمة وقادرة وتملك كل الإمكانات التقنية، والتجهيزات والأبنية الحديثة ووسائل النقل المتطورة، يسوس أمورها "أميون" بمعنى المعرفة والثقافة والخبرة، ومميزة بأميين يتصرفون ضد الإنسانية والحرية والديموقراطية، وينحرفون نحو مزيد من العنصرية والحقد والكراهية وعلى رأسهم الإرهابيون في اسرائيل، وأركان الإدارة الأميركية المميزون بعبثيتهم وجهلهم بالتاريخ والمعرفة والثقافة.
الشعب الفلسطيني يثبت يومياً أنه شعب مؤمن بقوة الحق والمنطق والمعرفة والثقافة والعلم وقادر على إثبات وجوده في وجه حق القوة والحقد والإرهاب الذي تتسلّح به إسرائيل.
شعب فلسطين لن تقهر إرادته. لن يموت حقه، لم يتخلّ ولن يتخلى عن حقه في إقامة دولته المستقلة على أرضه، وليس صحيحاً ما قاله وزير خارجيتنا في أميركا: "لقد أضاع الشعب الفلسطيني دولته لأنه باع أرضه"!! لو باع الشعب الفلسطيني أرضه أو قبل إغراءات الدنيا للتخلي عنها لما كنا أمام الواقع القائم: لا سلام ولا أمن ولا استقرار في المنطقة دون حل قضيته وإعطائه حقه!!
كل ما يجري في المنطقة سببه الأساس إسرائيل وهدفه الأول فلسطين.
ستبقى فلسطين لأهلها المتفوقين والمميزين في كل ميادين الحياة المشرفة مهما طال الزمن.
مبروك لأفضل معلم "إياد السوقي" ولـلطالب السفير "جاد صلاح".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها