تقرير: نديم علاوي
تجوب مجموعة تضم العشرات من الأطفال والشبان المقدسيين تطوعوا للتنقل بين أحياء مدينة القدس المحتلة وقراها، يشكلون أنفسهم على هيئة سلسلة بشرية رافعين العلم الفلسطيني، ويشرعون برسم جداريات تحوي معلومات تاريخية تُعرف الوافدين إلى تلك المناطق بأبرز معالمها التاريخية والتراثية وبمدى ارتباطها بالقدس.
"القطار الثقافي المقدسي" هذا ما أطلقه المتطوعون على فعاليتهم هذه، والتي يهدفون من خلالها إلى إثراء الحياة الثقافية في الأحياء المحيطة بالقدس التي يحاول الاحتلال تغيير معالمها وتغيير الحقائق التاريخية فيها، كذلك تأكيد أهمية الثقافة ودورها في حماية المدينة من التهويد والحفاظ على الهوية الفلسطينية في المناطق القريبة من المستوطنات التي أصبحت عرضة للاستهداف من قبل الاحتلال الذي يسعى لتغيير هوية ساكنيها.
وتنشط المقدسية إسراء الخضور (22 عامًا) في فعاليات القطار الثقافي حيث كانت أولى مشاركاتها من خلال كتابة أسماء أسرى بلدة بدو شمال غرب القدس على ورق، وإطلاقها في الهواء بواسطة بالونات للتعريف بهم.
ويقول مدير المركز الثقافي المقدسي، المشرف على تنفيذ فعاليات القطار حسام الشيخ، إن الفكرة تسعى لتفعيل الحالة الثقافية في القدس التي تتعرض لهجمة احتلالية وتنشيط الفعاليات والنشطاء في تلك القرى لإحداث وعي حيث أن هناك دور ومسؤولية مجتمعية بالدخول الى الجانب الثقافي في القرى المقدسية.
ويضيف الشيخ: "أطلقنا فعاليات القطار الثقافي قبل أسبوعين من بلدة بدو، ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية الشهر الجاري، ونحاول تعزيز الثقافة في قرى شمال غرب القدس وزيادة الوعي عند الشباب المقدسي تجاه الموروث الثقافي الفلسطيني المهدد بالنسيان".
ويتابع: "سيكون هناك فعالية في بلدة أبو ديس شرق القدس لتشكيل مكتبة ثقافية، وإشراك أكبر عدد من الشبان والأطفال، باتجاه تمثيل جزء من الثقافة لعدد من المحطات في القرى، وتعزيز العلاقة لإحداث وعي في الجانب السياسي والمشاركة المجتمعية، وتعزيز العمل التطوعي الفلسطيني الذي يعمل على تنمية المجتمعات وتفعيل العقل والوعي الثقافي لدى أهالي تلك القرى".
من جهته، يؤكد منسق ملتقى الشراكة الشبابي، وأحد القائمين على الفعالية رامي مسعد، أهمية استخدام الفن والثقافة كأداة فعالة للتعبير عن قضايانا الوطنية والاجتماعية التي نعيشها، وتسليط الضوء وإبراز معاناتنا نتيجة لسياسات الفصل العنصري للاحتلال، وبناء الجدار الفاصل وما ترتب عليه من تقسيم القرى والبلدات التي ساهمت في قطع الروابط الاجتماعية بين أهلها.
ويوضح أن فعالية القطار الثقافي ستشمل 16 بلدة وقرية يسكنها نحو 60 ألف نسمة، تعاني من سياسات عنصرية احتلالية شبه يومية خاصة وان لكل منها قصة ومعاناة مختلفة.
يشار إلى أن فعاليات القطار الثقافي ستتوج بمهرجان ليالي الصيف المقدسية، الذي سيشمل العديد من الفرق المحلية ومن أراضي الـ48، كمحطة ثقافية للتعرف بمناطق شمال غرب القدس.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها