القرار الشجاع والخارق والتاريخي الذي اتخذته القيادة الفلسطينية وعلى رأسها رئيسنا ورأس شرعيتنا أبو مازن، فتح أمام شعبنا الفلسطيني في كل مناطق فلسطين التاريخية، وفي كل مناطق اللجوء والاغتراب القريبة والبعيدة أُفقًا برسم التصاعد والنهوض، بما أنّ شعبنا الذي انخرط انخراطًا شاملا في تأييد هذا القرار، هو جزء عضوي من امتنا العربية والإسلامية، وجزء عضوي من هذا العالم الذي يتعايش منذ عقود مع قضايا كثيرة من أهمها القضية الفلسطينية التي أخذت موقعا راسخا في الشرعية الدولية، وفي القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، فان شعبنا ومن بوابة قرار وقف التعامل مع كل الاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، قد فتح بابا واسعا أمام شعبنا ليصعد إلى المسرح ليغير قوانين اللعبة المعادية التي أدمنها نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي وحليفه دونالد ترامب الرئيس الأميركي، هما الآن في مأزق والخروج منه ليس سهلا، الحليف الأول نتنياهو مقدم على انتخابات هرب إليها مضطرا، والتطورات داخل إسرائيل تخيفه كثيرا، ورهاناته على حليفة ترامب، غير مستقرة، وغير مؤكدة، ولا نعرف من سيخون حليفه أولاً، لان ترامب لا يكاد يجد كذبة لكي يوحى انه المنتصر حتى يغرق في وحل قاتل آخر، سواء أو حال العنصرية التي تهدد أميركا بانقسام حاد، إلى التداول الحاد بخصوص التقارير التي تقول إنّ الانتخابات التي أتت به إلى البيت الأبيض مليئة بالتدخل الأجنبي العميق والواسع، إلى دورات الفشل المتلاحقة مع دول من عيارات مختلفة، الصين، كوريا الشمالية، روسيا الاتحادية، المهاجرين، الإثنيات المكونة لأميركا، وأخيرًا، التعرفات الجمركية الكيدية ضد فرنسا، والتدخل الأميركي الحاد لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وما يرتبط بهذا الخروج من مشاكل، ليس لها حدود.
الشعب الفلسطيني بقواه السياسية ذات العناوين المتعددة، بحاجة ماسة جدا، وضرورية جدًا، لأنّ يكون أول الميادين للخروج من جرح الانقسام، وفي هذا السياق، فإنّني اثمن عاليا الدعوة المقترحة من الأخ المناضل وليد العوضي احد القيادات البارزة في حزب الشعب الفلسطيني، الذي دعا حماس لوقف العمل باتفاقات التهدئة مع إسرائيل، أولا استجابة لقرار الرئيس الفلسطيني أبو مازن بوقف العمل بهذه الاتفاقات، وثانيًا لأنّ اتفاقيات التهدئة التي وقّعتها "حماس" لا تحترمها إسرائيل، وهي التي تحكم عليها من طرف واحد، وهي التي تخترقها كل يوم بدون حتى أن تذكر سبب هذا الاختراق، ولا ادل على ذلك من الرصاص الحي والغاز المسرطن الذي تواجه به إسرائيل مظاهرات سلمية تمامًا داخل حدود قطاع غزة، وعمليات الهدم الجنونية في واد الحمص بالقدس، أمّا السبب الأهم فهو أنّ الانقسام ليس بسيطا، وليس جسما خارجيا ملقى على قارعة الطريق فقط، بل هو عمل عدواني عميق صنعته إسرائيل ومتمسكة به حتى الموت، ولا بد من استغلال أي تطور فلسطيني لتفتيت هذا الانقسام، ودعوة الأخ وليد العوضي هي في هذا السياق، وقف العمل بكل الاتفاقيات مع إسرائيل وحماس حين وقعت مع إسرائيل اتفاق التهدئة فعلت ذلك تحت عنوان الكل الفلسطيني، وهذه فرصة كبرى في نضالنا ان نخرج من كل اتفاق يضرنا أولاً ولا تلتزم به إسرائيل.
لم نسمع جوابا من حماس حتى هذه اللحظة، ولعل إخوتي من كتاب الرأي في غزة والضفة، يعطون اولوية لهذا الموضوع، فإن أول الغيث قطرة وأول الطريق خطوة، وقرار القيادة الفلسطينية لقي صدى كبيرا والمفروض أن نكون فلسطينيا أول المستفيدين.