ندخل اليوم بعد قرار وقف العمل بالاتفاقات الموقعة مع الجانب الإسرائيلي، الذي اعلنه الرئيس أبو مازن في ختام اجتماع القيادة الفلسطينية، الذي عقد الخميس الماضي بمقر الرئاسة في رام الله، ندخل بعد هذا القرار الذي اعلنه الرئيس في كلمة بالغة الوضوح والحسم، في مرحلة جديدة من الصراع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي بسطوة يمينها العنصري المتطرف لم تعد ترى في هذه الاتفاقات سوى وسيلة لفرض الأمر الواقع على الأرض بالقوة الغاشمة!!
وأن ندخل في مرحلة جديدة من هذا الصراع، فهذا يعني أنّنا مقبلون على خوض مواجهات حاسمة فيه، هي في الواقع مواجهات ربع الساعة الأخيرة من هذا الصراع، بكونها التي لم تعد تقبل أية أحابيل ولا أية مناورات سياسية، والموقف في اللحظة الراهنة، هو موقف الإرادة الفلسطينية الحرة لا سواه، وقد اعلن بقرار قيادته الشرعية، إنّنا "لن نستسلم ولن نتعايش مع الاحتلال" ولن نرضخ للإملاءات وفرض الأمر الواقع، الذي تعمل (إسرائيل) اليمين العنصري المتطرف بدبابتها وجرافتها الاستيطانية والتهويدية على تشكيله، وبدعم محموم من الإدارة الأميركية الراهنة الأقبح تطرّفًا وعنصرية!!
وأن ندخل في مرحلة جديدة من هذا الصراع فهذا يعني أيضًا أنه ما عاد بعد الآن ذريعة لأحد في الساحة الفلسطينية، كي لا يرصّ صفوف الوحدة الوطنية، نحو جعل قرار وقف التعامل بالاتفاقات الموقعة مع إسرائيل، قرارا موجعا للاحتلال، بالمقاومة الشعبية السلمية أولاً، وبتعزيز سبل الصمود ومقوماته ثانيًا، وثالثًا بمركزية القرار الوطني في أطره الشرعية، كضرورة انتصار في هذه المرحلة، الذي لاشك انه سيكون انتصار ربع الساعة الأخير، التي "سيندحر فيها الاحتلال البغيض، وتستقل دولتنا العتيدة" وبمعنى آخر المرحلة الجديدة هي مرحلة الحسم التي لا وقت فيها للمناكفات والاستعراضات الشعبوية والحزبية، وتنظيرات الأستذة الثورجية، وأسئلة التشكيك الملغومة بالنوايا المعتمة في مقالات الجهالة السياسية!! مع المرحلة الجديدة لا شيء أبلغ في وطنيته من موقف التكاتف والوحدة في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ومن هنا بسط الرئيس أبو مازن يده مجددا، لمبايعة المصالحة الوطنية، على أساس اتفاق 2017، وكي لا نعود لمأساة اجتماع موسكو الذي رفضت فيه حماس الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية، وتساوقت بذلك مع أميركا وإسرائيل!!
الوقت إذن في هذه المرحلة هو وقت الخطاب السياسي والوطني الموحد، ووقت القرار المركزي في أطره الشرعية، والعمل ببرنامج نضالي موحد، انه وقت الدفاع عن فلسطين، وعن مشروعها التحرري من اجل انتصاره، وليس وقت الدفاع عن عواصم تتاجر بالقضية الفلسطينية، وهي تعمل على شرذمة صفوفها!!
لا اتفاقات حاضرة بعد الآن مع دولة الاحتلال، وليس غير المواجهة المحتدمة في المرحلة الجديدة ومن يتخلف عن هذه المواجهة، وبأي ذريعة كانت، لن يجد له مكانًا في مستقبل فلسطين الدولة السيدة وعاصمتها القدس الشرقية.