بكل ألم نسمع عن إجراءات وقرارات السلطات اللبنانية بحق عمالنا الفلسطينيين.. أنا لست مكان أهلنا في لبنان لكن كل ما أعرفه أنّهم لم يكونوا فقط في مقدمة خط التضحيات وتحمّلوا الحجم الأكبر هذا العبء على الأقل من 1970 حتى 1987م، بل إنّهم كانوا يتضامنون بالفعاليات مهما أتوا من إمكانيات مع شعبنا بكل مصائبه ومحنه.. فأنتَ تراهم، مع احترامي لشعبنا بكل أمان، هم الأوائل بفعاليات التضامن مع أهلنا في الأرض المحتلة بالانتفاضة الأولى ويتابعون فعالياتها.. وتراهم يتضامنون مع أهلنا الذين طُرِدُوا من دول الخليج عقب حرب الكويت.. وما زلت أذكر هبّتهم بالفعاليات يوم مجزرة عمال فلسطين في عيون قارة عام 1990م. لكم المجد يا شعبي في مخيمات لبنان فكم كنتم السبّاقين بالتضامن مع انتفاضة الأقصى بالفعاليات التي تبثّها الفضائيات وبتبرّعاتكم وأنتم بظروف القهر.. وأنتم السبّاقون للتضامن مع أبو عمّار بحصار المقاطعة وملحمة جنين وكنيسة المهد.
لقد كنتم السبّاقين بالتضامن مع شعبكم أينما كان.. وحتى لو كانت بينكم خلافات الإخوة لكنّكم ناصرتم القدس بكل ما أوتيتم أثناء انتفاضة السكاكين.. ووقفتم ولا زلتم مناصرين ومدافعين وجنود مع الرئيس أبو مازن لإسقاط صفقة القرن.. اسمحوا لي يا عمال فلسطين في لبنان أن اختصر أن هذا غيض من فيض وما خفي كان أعظم .. ليس هدفي ومرادي تعداد بطولاتكم بقدر أن أتساءل : لماذا لم نتحرك نحن عمال الأرض المحتلة حتى الآن لنُصرة عمالنا الفلسطينيين في لبنان؟ لماذا لا يطرح الأمر على اجتماعات اللجنة المركزية والقيام بتحركات لحل الأمر يا أهل الدبلوماسية؟ لماذا لا تقوم مفوضيات النقابات العمالية في الحركة في فلسطين والأردن وسوريا وكل أقاليم الحركة بفعاليات تنظيمية منسقة مع الإخوة في لبنان؟ أليس في ذلك شعور بالواجب وهو من صميم انتمائنا الوطني والفتحاوي الأصيل؟ إذا كنتُ منصفًا فأنا لست إلّا جنديًّا في "فتح" لكنّني اقترح ذلك، ولأدعو الإخوة المسؤولين في الحركة بكل أماكن وجودهم لكي ينهضوا سندًا لأهلنا في لبنان.