وافقت المرجعية الدينية لـ"يهدوت هتوراه"، مساء يوم الأحد على اقتراح قدمه رئيس الحكومة الإسرائيلية المكلف بنيامين نتنياهو على أمل أن يقود إلى انفراجة في أزمة تشكيل الحكومة، فيما رفضه رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، لتتعثر مجددًا جهود نتنياهو بتشكيل حكومته الخامسة.

وكان نتنياهو قد أعلن أنه سيمضي في محاولة أخيرة لتشكيل حكومة يمينية وتجنب الذهاب لانتخابات مبكرة، مشددًا على أنه قدم مقترحًا لشركائه من شأن الموافقة عليه أن تقود إلى حل أزمة تشكيل الحكومة، وزحزحة في المواقف المتصلبة.

ودعا نتنياهو قادة الأحزاب اليمينية والكتل التي أوصت بتكليفه بمهمة تشكيل الحكومة، إلى الاجتماع مساء اليوم، في آخر محاولة لإنقاذ الانتخابات التي أجريت في أبريل/ نيسان الماضي، فيما أعلن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، أنه لن يشارك في الاجتماع.

وأشار نتنياهو، الذي يحاول تحريك مياه المفاوضات الراكدة بفعل "أزمة قانون التجنيد"، في شريط مصور نشره على صفحته الرسمية بموقع "فيسبوك"، إلى أنه قدم "إلى كافة الشركاء اقتراحًا للحل، استنادًا إلى مبادئ الجيش والمعطيات التي حددها".

وأضاف: "ليس هناك أي سبب مقنع للرفض المقترح، سأدعو جميع قادة الأحزاب الليلة، أريد التحدث معهم ومحاولة منع انتخابات لا ضرورة لها".

وأوضحت التقارير أن الاقتراح الذي عرضه نتنياهو لحل الأزمة، والذي حاز على موافقة المرجعيات الدينية للأحزاب الحريدية بما فيها "يهدوت هتوراه"، التي اجتمعت مساء الأحد لمناقشته، مبني على مقترح وزير الإسكان الإسرائيلي السابق، والقيادي في حزب "شاس" الحريديّ آرئيل أتياس.

وينصّ الاقتراح على تمرير القانون الذي توافق ليبرمان، مع قادة المؤسسة الأمنيّة، على أن تتخذ حكومة نتنياهو قرارًا بتحديد أهداف التجنيد من الحريديين.

وتتيح خطوة مماثلة، تتولى الحكومة الإسرائيلية بموجبها مهمة إقرار أهداف التجنيد، أي عدد الحريديين الذين سيجندون سنويًا في صفوف الجيش الإسرائيلي، إمكانية تعديل الأرقام لاحقًا، بما يتوافق مع طلبات شركاء نتنياهو الحريديين.

في المقابل، أعلن ليبرمان رفضه لحضور الاجتماع الذي دعا له نتنياهو مساء اليوم، وقال: "موقفي من قانون التجنيد بات معروفًا، وأنا لست مستعدًا لتقديم أي تنازلات"، ليعلن لاحقًا عن رفضه لاقتراح أتياس.

وكان الاعتقاد السائد على الساحة السياسية هو أن توافق الحزبين الحريديين "شاس و"يهدوت هتوراه" على المقترح، سيؤدي إلى تركيز الضغوط على ليبرمان لحمله على الموافقة عليه، خصوصًا أنه يلبّي مطالب ليبرمان بتمرير القانون دون تعديلات.

وفي بيان صدر عن "يسرائيل بيتينو"، جاء فيه أن "إعلان المرجعيات الدينية للحريديين عن الموافقة على مقترح نتنياهو، وإعلان الأخير عن دعوته قادة الأحزاب اليمينية للاجتماع مساءً، جاءت للضغط على ليبرمان، وتحميله مسؤولية انتخابات مبكرة".

وأضاف البيان أنه "في الحقيقة، كل اللوم في ما يتعلق بإجراء انتخابات مبكرة يقع على عاتق الليكود وزعيمه (نتنياهو)، الذي فشل في تشكيل حكومة يمين في ظروف مثالية، رغم أننا توقعنا منه أن يمارس بعض الضغوط على الأحزاب الحريدية ومرجعاتهم الدينية. على أية حال، فإن اقتراحنا مطروح على الطاولة، لقد نشرناه وأعلنا عنه مرارًا ولا ننوي التراجع عن موقفنا المبدئي".

انتخابات جديدة؟ ليبرمان وشاكيد في قائمة واحدة

وعلى ما يبدو، فإن ليبرمان لن يستجيب مبكرًا لضغوطات الليكود، وبدأ بالتحضير فعلاً لانتخابات مبكرة، حيث ذكرت تقارير صحافية أن ليبرمان عقد مؤخرًا عدة لقاءات جمعته بوزيرة القضاء الإسرائيلية السابقة، التي تعتبر أكبر الخاسرين في انتخابات الكنيست الـ21، أييلت شاكيد.

وفي تصريح نقله التلفزيون الرسمي الإسرائيلي (كان)، قال ليبرمان مساء الأحد: "يسعدني أن أخوض الانتخابات المقبلة في الشراكة مع شاكيد"، في حين رفضت شاكيد التعليق على التقارير حول اجتماعاتها الأخيرة بليبرمان.

كما أعلن ليبرمان بحسب "كان"، أنه سيتقدم اليوم الإثنين، باقتراح لحل الكنيست، للذهاب إلى انتخابات مبكرة في ظل تعثر جهود تشكيل الحكومة.

وفي وقت سابق اليوم، اتهم نتنياهو، ليبرمان أنه "يبحث عن كل الأعذار لإسقاطه"، بحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت"، وهدد نتنياهو خلال اجتماع عقده لوزراء حزبه الليكود، بتقديم قانون لحلّ الكنيست يوم الأربعاء المقبل، إن لم تحل أزمة تشكيل ائتلافه الحكوميّ.

وقبل ذلك بفترة وجيزة، أعلن وزراء في حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلية عن حزب الليكود، عزمهم تقديم مشروع قانون بحل الكنيست والدعوة إلى انتخابات جديدة، ما لم يتم تشكيل حكومة خلال 3 أيام.

ويسعى الليكود، حال فشله في تشكيل ائتلاف حكومي إلى حل الكنيست، والذهاب إلى انتخابات جديدة خلال 3 أشهر، لتجنب تكليف الرئيس الإسرائيلي روفين ريفلين، مرشحًا آخر، سيما مما يسنى بـ"معسكر اليسار" الإسرائيلي، بموجب القانون، بعد انتهاء مُهلتي نتنياهو.

وذكرت القناة 13 في التلفزيون الإسرائيلي، أن أعضاء الكنيست عن حزب الليكود، تلقوا مساء اليوم رسالة نصية من قيادة الكتلة، تأمرهم بالتواجد اليوم الاثنين، في تمام الساعة الرابعة في الكنيست، للمشاركة في التصويت على مقترح حل الكنيست، وسط تشديد على أن "الحضور إجباري".