قال مراقب الدولة الإسرائيلي يوسيف شابيرا، في تقريره الذي نشره، إن الجهاز الصحي غير مهيأ وغير مجهز لمواجهة حالات الطوارئ وينقصه الكثير من الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.
ويأتي نشر التقرير على ضوء التصعيد على جبهة غزة، ووفقا للمعطيات الواردة في التقرير، ففي حالات الطوارئ هناك نقص بمئات سيارات الإسعاف، ويتوقع نقص كذلك بنسبة 53% في الطواقم الطبية والمسعفين والسائقين لسيارات الإسعاف.
وأوضح التقرير إلى أن وزارة الصحة تعتمد سياسة المماطلة في تنظيم مجال طب الطوارئ في البلاد، وتفتقر إلى اليد التوجيهية في هذا المجال والمنقذ للحياة، وفقا لما خلص إليه مراقب الدولة الذي بحث الطريقة التي تشرف بها وزارة الصحة على طب الطوارئ، والطريقة التي يكون بها الجسم مسؤولا عن الرعاية الطبية الطارئة، وخلال الحرب والأحداث.
وبحسب التقرير، فإن المراقب فحص منظومة الإسعاف في الوضع العادي وحالة الطوارئ وسبل مراقبة منظومة الإسعاف من قبل وزارة الصحة، حيث أتضح أن الوزارة لم تقم على مدار سنوات بتحديث سيناريو التأهب لحالات الطوارئ والحرب.
كما لم تقم الوزارة بإجراء مراجعة لفحص استعداد منظمة الإنقاذ والإسعاف في البلاد (نجمة داوود الحمراء)، ولم تعمل على السماح باستخدام سيارات الإسعاف الخاصة أثناء الطوارئ، وذلك بغرض مضاعفة عدد السيارات والقوى العاملة بمجال الإسعاف.
ووفقا لتوصيات وزارة الصحة وقرارها، هناك حاجة إلى 1351 سيارة إسعاف تعمل بشكل متواصل وعلى مدار الساعة، لكن لدى نجمة داوود الحمراء هناك 1091 سيارة إسعاف فقط، وعلى الرغم من التوصيات السابقة، فإن وزارة الصحة لم ترتب سبل التعاون بين نجمة داوود الحمراء وشركات الإسعاف الخاصة، التي لديها 480 سيارة إسعاف.
وحذر مراقب الدولة في تقريره من أنه في حالة الطوارئ، فإن النقص بنسبة 53% بالمسعفين وبالسائقين لسيارات الإسعاف، والطواقم المختلفة، سيتسبب باستعمال 50% من سيارات الإسعاف فقط في حالة الطوارئ.
كما لم تقم وزارة الصحة ومنذ 30 عاما بتحديث أوقات انتظار سيارات، ولم يتم تحديد أي أهداف في هذا المجال، ووجد المراقب في تقريره أن سيارات الإسعاف تتأخر لمدة نصف ساعة في المتوسط في غرف الطوارئ بسبب الضغط الزائد في المستشفيات ولا يمكنها الاستمرار في المهام التالية، مما يعوق توفر سيارات الإسعاف، حيث لم تقم وزارة الصحة بترتيب الموضوع وتنظيم العمل بهذه القضية.
ويتضح أيضا من التقرير أن وزارة الصحة حاولت صياغة خطة لإخلاء سيارة الإسعاف خلال 10 دقائق، لكن الخطة كانت جزئية وغير كاملة، حيث لم يتم تحديد مصادر التمويل للمشروع، ولم يعالج بالخطة مختلف الحالات الطبية والمناطق الجغرافية.
كما ولم يعد يتواجد برنامج "الإسعاف في المجتمع"، والذي كان يهدف إلى التوفير بربع عمليات نقل المرضى وزيادة فرق الإسعاف، ويعود ذلك للخلافات ما بين صناديق المرضى وإدارة نجمة داوود الحمراء بكل ما يتعلق بتسعير الخدمة.
ويتبين من التقرير أن وزارة الصحة لا تشرف بشكل صحيح على العاملين في مجال طب الطوارئ، حيث لا يوجد ترخيص لأخصائي الإسعافات الأولية وليس هناك أي إشراف على الدورات في هذا المجال، وعليه فمن المستحيل ضمان كفاءة المشاركين في هذا المجال، علما أنه لا توجد قاعدة بيانات للمسعفين في البلاد، التي تمكن وزارة الصحة والجيش الإسرائيلي من الاتصال والتواصل بجميع المسعفين في حالات الطوارئ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها