كان إطلاق الصاروخ من قطاع غزة لمدى يزيد عن 100 كيلومتر باتجاه منطقة غير محمية بمنظومة "القبة الحديدية" مفاجئا لإسرائيل، وخاصة في هذا التوقيت، حيث أنها مقبلة على انتخابات، كما أن رئيس حكومتها، بنيامين نتنياهو، يتواجد في واشنطن، علاوة على أنه كان من المفترض أن يتوجه الوفد الأمني المصري إلى قطاع غزة لمناقشة شروط التهدئة مع حركة حماس، علما أن هناك أنباء عن إلغاء هذه الزيارة.
وأشارت تحليلات إلى أن عملية الإطلاق هذه مست بشكل خطير بما يطلق عليه "الردع الإسرائيلي"، الأمر الذي يدفعها إلى "رد فعل قاس"، ولكن مع الأخذ بالحسبان الحيلولة دون اشتعال الأوضاع إلى حرب واسعة النطاق، بيد أن ذلك لا يمنع التصعيد خاصة في ظل أوضاع متفجرة في الضفة الغربية.
وقال المتحدث العسكري باسم الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، إن الصاروخ أطلق من رفح، وقطع مسافة تصل إلى 120 كيلومترًا، مضيفًا أن الصاروخ من إنتاج حركة حماس.
وأضاف أن الصاروخ أطلق من موقع لحركة حماس، وأن الجيش يحمل الحركة المسؤولية عن كل ما يحصل في قطاع غزة.
كما لفت إلى أنه في أعقاب سقوط الصاروخ، وبعد إجراء تقدير للوضع من قبل قادة الجيش الإسرائيلي، تم استنفار قوات برية وقوات مدرعة نظامية إلى منطقة الجنوب.
وبحسب صحيفة "هآرتس" فإن الجيش يستعد لتجنيد آلاف الجنود من قوات الاحتياط للدفاعات الجوية والقوات البرية والقوات المدرعة.
من جهته كتب المحلل العسكري لموقع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، رون بي يشاي، اليوم الإثنين، بأن الصاروخ الذي أطلق، فجر اليوم، وأصاب منزلا في "موشاف مشميرت" قد فاجأ إسرائيل، مضيفا أن الصاروخ أطلق بهدف التسبب بإيقاع إصابات.
ورجح أن يكون الصاروخ من طراز "M-75"، وهو من إنتاج حركة الجهاد الإسلامي، وأطلق إلى أبعد مدى له، وهو يتراوح ما بين 80 إلى 140 كيلومترًا.
وبحسبه، فإن الصاروخ يحمل رأسا متفجرا بزنة عشرات الكيلوغرامات من المواد المتفجرة ذات المواصفات العالية، وأصاب صالون المنزل، بينما كان ساكنوه في غرفهم الداخلية، ما أدى إلى إصابات طفيفة نسبيا، مشيرا إلى أن المنزل من الإسمنت المسلح، كما أن موجة صدمة الانفجار قد انتشرت عن طريق الشبابيك والفتحات الكبيرة الأمر الذي منع وقوع إصابات خطيرة.
ويضيف أن الصاروخ هو نموذج مماثل لصاروخ "فجر 5" الإيراني، الذي يصل مداه إلى 75 كيلومترا، ويتم إنتاجه في قطاع غزة بإرشاد إيراني. كما أن زيادة طول الصاروخ أتاح المجال لإضافة وقود صاروخي بكميات أكبر وبالتالي زيادة مداه ببضع عشرات الكيلومترات.
ولفت في هذا السياق إلى أنه كان من المفترض أن يصل الوفد الأمني المصري، صباح اليوم، إلى قطاع غزة لتجديد المفاوضات مع حركة حماس بشأن التسوية على مراحل، وذلك بهدف تجنب حصول تصعيد في نهاية الأسبوع الحالي الذي يصادف مرور عام على بدء مسيرات العودة.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها