بدعوة من المجلس البلدي في النبطية، واللجنة الوطنية للدفاع عن الأسرى والمعتقلين أقيم اعتصام تضامني في المركز البلدي في مدينة النبطية يوم الخميس 7/3/2019.
تقدَّم الحضور عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" ومسؤل الإعلام المركزي في لبنان الحاج رفعت شناعة، وممثِّلو القوى والأحزاب، اللبنانية والفلسطينية، ورئيس البلدية وأعضائها وممثِّلو الجمعيات والمجتمع المحلي، ورئيس جمعية التواصل اللبناني الفلسطيني عبد فقيه.
تخلل الوقفة كلمة لحركة "فتح" ألقاها الحاج رفعت شناعة جاء فيها: "بداية أوجه التحية إلى رئاسة البلدية وأعضائها وإلى قيادة الهيئة المعنية، أتوجه بالتحية إلى الأسرى والمعتقلين في المعتقلات الإسرائيلية، أتوجه بالتحية إلى أبناء شعبنا الفلسطيني في كل بقاع الوطن، وخاصة هناك في القدس الشريف، في هذا اليوم الذي نلتقي فيه فلسطينيين ولبنانيين لنجددَ وقفة الضمير العربي الذي عشناه في مقاومة متواصلة في فلسطين، وفي هذه المدينة التي هي قلعة من قلاع الصمود والتحدي للعدو الاسرائيلي، وأنا أقف اليوم بينكم لا بد أن أذكر بأن المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال هي تتراوح بين ستة آلاف، وستة آلاف وخمسماية منهم مئتان خمسون طفلاً ومنهم ثلاثة وخمسون امرأة؛ أمهات وفتيات وزوجات، أيضاً هناك عدد كبير من المرضى الذين يعانون الأمرين، ويمتنع الاحتلال الإسرائيلي من إعطائهم الأدوية لمعالجة أمراضهم، بدون أي رقابة صحية دولية لمعرفة الأمراض التي أوصلت أصحابها إلى الموت، أوضاع مأساوية يعيشها الأسرى، وأيضاً تعيشها المرأة الفلسطينية في المعتقل، فالمرأة هناك مهانة، والعدو لا يميز في اجراءاته بين رجل وامرأة أو بين طفل وطفلة، إنه يستهدف الكرامة الفلسطينية العربية الإسلامية من خلال استهدافه للأسير والأسيرة الفلسطينية، وخاصة أنه يتعمد إبقاء الكاميرات مفتوحة على مدار ٢٤ ساعه في غرف الأسيرات وهو ما يجعلهن في استنفار دائم يلبسن ثيابهن حتى لا ينكشفن على هذا العدو الذي يستهدفهم، وهناك الاشعاعات السرطانية التي يبثها الاحتلال ويستهدف المعتقلين سواءً كان في المهجع أم في الزنازين وهذه الاشعاعات هي التي تقرؤون عنها اليوم والتي سببت حالات الموت المتعددة, لانها اشعاعات على مستوى عالٍ من التأثير والسيطرة على جسد الانسان وعلى عقله لذلك حالات الأسرى المرضى ليست حالات عادية، وأكثر من ذلك نقول أن هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها أسرانا إنما هي تأكيد على هذه الهجمة الصهيونية على أسرانا البواسل الصامدين أمام المحققين الإسرائيليين المجرمين الذين يتعاملون مع الطفل الفلسطيني كما يتعاملون مع الرجل وكما يتعاملون مع المرأة، لافرق في المعاملة اطلاقاً".
وأضاف: "في الواقع إن القيادة الفلسطينية معنية اليوم ايضاً ومعها كل الأحرار في العالم أن يسعوا بإتجاه تفعيل عملية التضامن مع الأسرى البواسل وتأمين الحماية الدولية لأن الجانب الإسرائيلي حتى اللحظة لم يسمح اطلاقاً لأية لجنة دولية حتى الصليب الأحمر الدولية أن يقوم بأية مبادرات جديدة يمنعون أية هيئة دولية من الدخول إلى المعتقلات وإلى الزنازين حتى لا يعرف العالم ماذا يجري هناك في الزنازين الجهنمية التي صنعت من أجل تدمير إرادة الإنسان الفلسطيني، نحن مازلنا نتذكر أسرانا البواسل من البداية من فاطمة البرناوي الأسيرة الأولى من العام ٦٧، وأيضاً نتذكر اليوم الأسرى الذين أفرج عنهم ونهنئهم ، ونوجه التحية إلى خالدة جرار، وإلى أولئك الأسود الرابضين هناك في غياهب السجون والمعتقلات يعانون الأمَّرين من أجل كرامتنا نحن الذين نقف اليوم خارج المعتقلات ومنا من كان بالأمس هناك".
وتابع شناعة: "نحيي الأخ مراون البرغوثي، وأحمد سعدات، وفؤاد الشوبكي، نحيي إسراء الجعابيص هذه المرأة إبنة الستة والثلاثين عاماً هذه المرأة التي اعتقلت في ال ٢٠١٥ عندما أطلق العدو الرصاص على سيارتها وكانت تحمل في سيارتها قارورة غاز فانفجرت وانفجرت السيارة وأثرت على الحاجز العسكري القريب منها، وهي ايضاً احترقت جسدياً بما نسبته خمسين بالمئة ومازالت حتى الآن صامدة في الزنزانة لكنها لا تتلقى العلاج كما هو مطلوب انتقاماً منها، نعم إسراء الجعابيص هي مثال ونموذج عن المرأة الأم التي ينتظرها ابناؤها متى تعود وقد حكمت عليها محكمة الاحتلال ١١ عاماً، نعم هناك قصص كبيرة وعظيمة، ونقرأ التاريخ العربي والفلسطيني والإسلامي".
وأضاف: "نعم أيها الأخوة في هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في الزنازين والمعتقلات فإن قيادتنا الفلسطينية التي تخوض المعركة بكل أمانه وبكل شرف يتوازايا مع شرف الاسرى والشهداء، والرئيس أبو مازن اليوم يبلغ العالم بأسره أننا في ثوابتنا الوطنية لانبيع ولا نشتري، وأن القدس لنا، وأن الأقصى من مقدساتنا، ولن نتنازل عنها ولن نتنازل عن حقوق أسرانا، ونحن متمسكون بثوابتنا. نعم والرئيس أبو مازن اليوم يبلغ العالم بأسره أننا في ثوابتنا الوطنية لانبيع ولا نشتري، وأن القدس لنا، وأن الأقصى من مقدساتنا ولن نتنازل عنها ولن نتنازل عن حقوق أسرانا، ونحن متمسكون بثوابتنا. نعم الرئيس ابو مازن اليوم رئيس دولة فلسطين، ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وهو يمثل هذا الكل الفلسطيني يقولها صريحةً وواضحة لن نساوم على حقوقنا، والأسرى والشهداء هم قبلنا جميعاً لأنهم هم الذين صنعوا مجدَنا وصنعوا عزتنا ولم نقف في يوم من الأيام مترددين من أجل نيل هذه الحقوق بكل تفاصيلها ونحن على ثقة بأن أسرانا البواسل سيخرجون من هذه المعتقلات وهم يحملون راية النصر والعزة وأنها لثورة حتى النصر".
سمية الجرشي