وضعت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية والمغتربين فارسين اغابيكيان شاهين، وفدا برلمانيا إيطاليا رفيع المستوى، في صورة حالة حقوق الإنسان في فلسطين، في ظل الانتهاكات الممنهجة التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك تقطيع أوصال الضفة الغربية المحتلة بالحواجز العسكرية والبوابات الحديدية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقد في مقر الوزارة بمدينة رام الله بحضور مديرة المنظمات الدولية في الوزارة رنا حمودة، إضافة للوفد الإيطالي الذي ضم: لاورا بولدريني (الحزب الديمقراطي)، ورئيسة لجنة حقوق الإنسان في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الإيطالي، وإيمانويل لوبيرفيدو، وستيفانو تاباكي (حزب إخوة إيطاليا)، نائبي رئيس لجنة العلاقات الخارجية وحقوق الإنسان، يرافقهم القنصل العام الإيطالي دومينيكو بيلاتو.

وتناولت الوزيرة خلال الاجتماع سياسة الحبس المنزلي التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين في القدس المحتلة، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا لأبسط حقوق الإنسان.

وفي سياق متصل، أكدت فارسين أن النساء الفلسطينيات يتحملن أعباء مضاعفة تحت الاحتلال، قائلة: "النساء الفلسطينيات يواجهن قيودا قاسية تعيق حياتهن اليومية وتمثل انتهاكا لحقوقهن الأساسية في التنقل والعمل والحياة الكريمة".

وأشارت الوزيرة إلى أهمية احترام القرارات الدولية، مؤكدة أن "الجميع ينادي بحل الدولتين، لكن الواقع على الأرض يشهد تقويض هذا الحل بفعل السياسات الإسرائيلية".

وأضافت: "بدلا من الامتثال لقرارات الشرعية الدولية، ترد إسرائيل بمضاعفة الاستيطان بشكل يخالف القانون الدولي ويهدد استقرار المنطقة".

كما ركزت الوزيرة على الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة، بالقول: "لدينا مليونا فلسطيني يعانون من نقص حاد في المساعدات العلاجية والإنسانية. نريد لأطفالنا أن يروا العالم بعين الأمل والسلام، وليس القتل والدمار".

وفي رسالة واضحة للمجتمع الدولي، دعت وزيرة الدولة إيطاليا إلى اتخاذ موقف تاريخي بالاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة إلى أن "الاعتراف بدولة فلسطين هو خطوة أساسية لإعادة الأمل إلى الشعب الفلسطيني، وإرسال رسالة بأن المجتمع الدولي لا يتسامح مع الظلم".

وتابعت: "ما هو الوقت المناسب للاعتراف إذا لم يكن الآن؟ على العالم أن يتوقف عن السماح لإسرائيل بالبقاء فوق القانون".

من جهتها، عبرت بولدريني عن قلقها البالغ إزاء توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدة ضرورة التحرك العاجل لوقف الانتهاكات المستمرة، خاصة في مناطق مثل مسافر يطا. كما شددت على أهمية تطبيق حل الدولتين لتحقيق سلام عادل وشامل.

وأكدت التزامها بنقل ما شاهدته من معاناة للشعب الفلسطيني إلى البرلمان الإيطالي، ودعت إلى تبني استراتيجية واضحة لإعادة إعمار قطاع غزة ودعم حقوق الإنسان الفلسطيني.

واختُتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون الدولي لتحقيق العدالة، ودعم الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوقه المشروعة.