ليست المرة الأولى التي تنتفض فيها مخيَّمات لبنان دعمًا لمواقف الرئيس محمود عبّاس الذي يواجه أشرس حملةٍ تقودها الإدارة الأمريكية وحكومة اليمين المتطرِّف لدى ما تُسمّى بـ(دولة إسرائيل) بقيادة (النتن ياهو) لإجباره على التوقيع على صفقة القرن، أو صفقة إنهاء القضية الفلسطينية وإلغاء حق العودة وشطب الهُويّة الفلسطينية.
فمع اشتداد الهجمة على السيّد الرئيس محمود عباس، انتفضت مخيَّمات بيروت بشيبها وشبابها ونسائها وأطفالها، للمشاركة في الوقفات والاعتصامات التضامنية مساء اليوم الأحد 24-2-2019، بدعوةٍ من "م.ت.ف" وحركة "فتح" في مخيَّم برج البراجنة وتجمُّع سعيد غواش، وفصائل الثورة الفلسطينية في مخيَّم شاتيلا، حيثُ رفعوا أعلام فلسطين ورايات حركة "فتح" وصُوَر الرئيسَين أبو عمّار وأبو مازن، وهتفوا لفلسطين والقدس وللرئيسَين.
وشارك في الاعتصامات عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان د.سرحان سرحان، وأمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في بيروت العميد سمير أبو عفش وأعضاء قيادة المنطقة، ومدير المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان والشتات خالد عبادي، وعضو ومقرِّر الحملة الأهلية لنُصرة فلسطين وقضايا الأمة د.ناصر حيدر، والشُّعَب والأطر الفتحاوية التنظيمية والأمنية والعسكرية كافّةً، وفصائل الثورة الفلسطينية، واللجان الشعبية، وقوات "الأمن الوطني الفلسطيني"، والمؤسَّسات الأهلية الفلسطينية، ومؤسّسات المجتمع المدني الفلسطيني، والفرق الكشفية، وأشبال وزهرات حركة "فتح".
ففي مخيَّم برج البراجنة، ومن أمام جامع الفرقان، ألقى عضو إقليم لبنان د.سرحان سرحان كلمة حركة "فتح" قال فيها: "#بايعناك.. #فوضناك.. #اخترناك سيادة الرئيس. نعم جِئنا لنُجدِّد البيعةَ والعهدَ والوفاءَ للرئيس أبو مازن في وقتٍ تتصاعد فيه التهديدات من قِيل (إسرائيل) وأمريكا بل والبعض الفلسطيني ضدّ القيادة الفلسطينية وضدّ حركة "فتح"، ضدَّ الشهداء والأسرى، بسبب موقفنا الرافض للتنازل عن الثوابت الوطنية.
وانطلاقًا من وعينا واستشعارًا بخطورة الوضع الذي تمرُّ به قضيتنا وما يتعرَّض له الرئيس أبو مازن من هجمة شرسة للتنازل عن الحق الفلسطيني، والموافقة على صفقة القرن، وضخامة حجم المؤامرة التي تحاك ضد شعبنا الفلسطيني وقيادته، وضد المشروع الوطني الفلسطيني، لهذا نُؤكِّد من هُنا، من مخيَّماتنا في لبنان، التفافَ شعبنا وحركتنا حركة "فتح" حول قيادتهم الشرعية المتمثِّلة بالرئيس أبو مازن ولجنتنا المركزية ومنظمة التحرير الفلسطينية الممثِّل الشرعي الوحيد لشعبنا".
وناشدَ د.سرحان أطياف العمل الوطني الفلسطيني كافّةً العمل على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية وخاصّةً في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، كي لا تُطِلَّ بعض رؤوس الفتنة والخارجين عن الصف الوطني وتطابق شعاراتهم التي يرفعونها شعارات العدو.
وأكَّد وقوفَ الشعب الفلسطيني في لبنان إلى جانب الرئيس وتفويضهم له ودعمهم لمواقفه الثابتة في الدفاع عن الحقوق الوطنية في الحرية والعودة والاستقلال، ودعم عوائل الشهداء والأسرى، ومواجهة الاحتلال والتهويد والاستيطان.
ثُمَّ ألقى د.ناصر حيدر كلمةً ممَّا جاء فيها: "في ظلِّ هذه الظروف والهجمة الكبيرة وهذا التآمر من القريب قبل البعيد، نُطالب الإخوة في "م.ت.ف" وكل الفصائل الفلسطينية أن يضعوا صب أعينهم شعار التكامل في ما بيننا، وأن نكون أقوياء على الأعداء ورحماء فيما بيننا، فنحنُ إذا أردنا أن نواجه وأن نعمل من أجل فلسطين يجب أن نتكامل في ما بيننا".
وتمنَّى حيدر على الرئيس أبو مازن أن يشرك في "م.ت.ف" كلَّ الهيئات والمؤسسات الثقافية والنقابية من المجتمع الفلسطيني، وبذلك يكون تكامل الفكر السياسي مع البندقية والرصاصة. وطالبَ جميع الفصائل داخل "م.ت.ف" وخارجها أن يكون شعارها فلسطين هي الأساس وفلسطين الأبقى والأهم، مؤكِّدًا أنَّ "لا المراكز ولا المناصب ستعود عليهم بأي نفع".
وكانت كلمة لمنسِّق الحركة الشبابية في جامعة بيرزيت رباح خليل الذي أعرب عن فخره بالوقوف على أرض مخيَّم برج البراجنة، مخيَّم الشرف والمقاومة والتضحية، وأضاف: "لقد كانت بيروت الشاهد الأول على الركائز الأساسية في "م.ت.ف" بوجود الرئيس الرمز ياسر عرفات في هذا المخيَّم".
وتابع: "إنَّنا نُدين هذه الهجمة الشرسة والمؤامرة المندسة على "م.ت.ف"، وعلى رأسها الرئيس أبو مازن "محمود عباس"، ونؤكِّد أنَّهم لن ينالوا من عزيمتنا وعزيمة الرئيس، ولن يثنونا ولن يثنوا القيادة الفلسطينية عن تحقيق الحلم الفلسطيني بإقامة الدولة الفلسطينية، وعن حقنا الأساسي، حق عودة اللاجئين إلى وطنهم. إنَّ هذا الموقف اليوم هو موقفٌ مُشّرفٌ وموقفٌ وطنيٌّ يجمع الفلسطينييين، فنحنُ ندعمكم ونشدُّ على أيديكم لتزول كلُّ المؤامرات والهجمات التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني".
وفي مخيَّم شاتيلا ألقى أمين سر حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في المخيَّم كاظم حسن كلمةَ الحركة، ممَّا جاء فيها: "نلتقي اليوم هُنا في مخيَّم الشهداء، مخيَّم شاتيلا، مخيَّم العِزّة والكرامة، وقوفًا مع أهلنا في فلسطين، وقوفًا مع مقدَّساتنا، ودعمًا للمناضلين الكبار الذين بالأمس اقتحموا باب الرحمة الذي أُغلِقَ منذ ١٦ عامًا. هؤلاء الفلسطينيون المقاتلون والمقاومون وحدهم على أرض الرباط، والذين سيفتحون الشارع المغلَق، شارع الشهداء في الخليل، هؤلاء لا يستخدمون المدافع والدبابات".
وأضاف: "نحن كشعب فلسطيني لدينا آراء كثيرة لكنَّنا لا نختلف على فلسطين، فلسطين هي التي تجمعنا جميعًا. من هُنا من مخيَّم شاتيلا نحن نعتزُّ بكلِّ قيادتنا التاريخية التي تقف وحدها تقارع هذا العدو الصهيوني الأمريكي الغاشم وأدواته المتآمرة على الشعب الفلسطيني، والذين بالأمس عقدوا مؤتمر وارسو للتطبيع مع العدو، واستثنوا كل الجانب الفلسطيني، كل الأطياف الفلسطينية، كلُّنا مستهدفون، فنحن في الفصائل نعتز بكل القيادة، ونحن مع قيادتنا المعارضة لأجل فلسطين، كُلُّنا ندعم وجهة نظر كلِّ واحدٍ فيهم من أجل المصلحة العامة على أن تجمعنا فلسطين".
وأكَّد حسن ولاءَ كلِّ فصائل المنظمة لوحدانية "م.ت.ف" على أساس كونها الممثِّل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، ورأى أنَّ أعضاء اللجنة التنفيذية هُم وزراء لهذا الشعب الفلسطيني، وأعضاء المجلس الوطني الفلسطيني هم برلمان الشعب الفلسطيني، مضيفًا: "لذا نقول ليرحل الاحتلال.. لينهزم الاحتلال.. لا لرحيل الفلسطينيين".
وخاطبَ الكلَّ الفلسطيني قائلاً: "لتكن التناقضات ضد العدو الصهيوني، لا للتناقض مع بعضنا البعض، فالهدف فلسطين، والمطلوب القضاء علينا جميعًا، فمَن يستهدف "م.ت.ف"، ومَن يستهدف التحالف، إنَّما يستهدف قضية العودة وقضية فلسطين وقضية القدس".
أمّا كلمة التحالف فألقاها مسؤول الجهاد الإسلامي في مخيَّم شاتيلا علي أبو عزقة، الذي أكَّد أهميّة تحقيق الوحدة الوطنية ورصّ الصفوف، وأضاف: "نحنُ في الربع الأخير ممَّا يُدبَّر لنا كشعب فلسطيني وكقضية فلسطينية. نحنُ في الربع الأخير من المؤامرة الكبرى على فلسطين وعلى القدس وعلى تاريخ الشعب الفلسطيني".
وأكَّد أبو عزقة أنَّ "م.ت.ف" هي إنجاز وطني فلسطيني ومشروع للشعب الفلسطيني وهي تضمُّ الكلَّ الفلسطيني، وأنَّ أحدًا لا يمكنه أن ينكر هذا الإنجاز لفصائل المنظمة، لافتًا إلى أنَّ "م.ت.ف" هي ملك للشعب الفلسطيني وإنجاز وطني كبير يتحرَّك به الشعب الفلسطيني على أرضية التحرير.
وختمَ أبو عزقة قائلاً: "فلسطين والقدس أكبر من الكل، نحن الآن بِاسمكم جميعًا نقفُ هنا للتضامن مع فلسطين، مع القدس في ظلِّ ما يحصل من مؤامرة كبرى لتهويد القدس وإعلان ترامب، لنقول لهم إنَّنا شعب واحد، وإنَّنا بصدورنا وسلاحنا ومقاومتنا سنستمر حتى النَّصر وحتى العودة إلى فلسطين".
وفي تجمُّع سعيد غواش ألقت عضو الشعبة الغربية إيمان الصعيدي كلمةً قالت فيها: "إنَّنا في حركة "فتح" نُدين الهجمة الشرسة التي تستهدف الرئيس أبو مازن و"م.ت.ف" وحقوقنا الوطنية المعمَّدة بدماء شهدائنا الأبرار. وإيمانًا منّا بواجبنا الحتمي وبضرورة رصِّ الصفوف فإنَّنا ندعم قائدنا الرئيس أبو مازن وهو يخوض معركة الدفاع عن ثوابتنا الوطنية، وفي وقت توظِّف فيه (إسرائيل)، ومِن خلفها الدول الداعمة لها، شتّى أساليب الضغوطات، وتُلوِّح بفرض عقوبات اقتصادية وسياسية على شعبنا الفلسطيني.
إنَّنا نقفُ خلفَ الرئيس أبو مازن لنقول له: #اخترناك يا ابن فلسطين.. يا قبطان سفينتنا إلى بَرِّ الأمان.. اخترناك لو خضتَ البحر فينا لخُضناهُ معك. كتبت التاريخ بأحرف من نور ونار، وأعطيت لكلمة (لا) معناها الحقيقي في وجه الإدارة الأميركية وكلِّ مَن حاول الضغط عليك ليجعل من القضية الفلسطينية صهوة يمتطيها كيفما شاء".
وأضافت: "ولأنَّ السكوت خيانة.. اخترناك قائدا ورئيسًا لدولة فلسطين شاء من شاء وأبى من أبى.. اخترناَك للدفاع عن شرعية "م.ت.ف" والتصدي لكلِّ المشاريع التصفوية.. فأنتَ باقٍ والآخرون إلى مزابل التاريخ".
من جهته، وجَّه مسؤول المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان والشتات خالد عبادي رسالةً حيَّا فيها بِاسم مخيّمات وفلسطينيي لبنان السيّد الرئيس محمود عبّاس، وأعلنَ وقوفَهم إلى جانب سيادته في ظلِّ الهجمة التي يتعرَّض لها من القريب والبعيد.
كما أكَّد عبادي وقوفَ مخيّمات لبنان إلى جانب "م.ت.ف" الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في أماكن وجوده كافّةً لما تُمثِّله من تاريخ وطني عُمِّد بدماء الشهداء والأسرى والجرحى وتضحياتهم، مُجدِّدًا العهد والوفاء للرئيس أبو مازن ولـ"م.ت.ف".
خبر: حسن بكير
#إعلام_حركة_فتح_لبنان
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها