تقرير: عماد فريج
في الوقت الذي تشتد فيه إجراءات الاحتلال المدعومة من قبل الإدارة الأميركية على القيادة الفلسطينية وأبناء شعبنا في الوطن والشتات، تخرج أصوات مشككة بوحدانية تمثيل منظمة التحرير، لتقدم هدايا مجانية لأعداء شعبنا الساعين إلى تمرير ما يسمى صفقة القرن وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية وتصفية حقوق شعبنا المشروعة.
هذه الحملة الممنهجة والمسعورة التي تستهدف منظمة التحرير، كعنوان وهوية لشعبنا الفلسطيني، تستدعي وقفة جدّية من كافة الفصائل الوطنية التي تتشكّل منها المنظمة، لمواجهة كل المؤامرات الهادفة لتقسيم أرضنا وسرقة حقوقنا.
في هذا السياق، قال أمين سر المجلس الثوري لحركة "فتح" ماجد الفتياني إن "الهجمة التي تشن على منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا والبيت المعنوي للفلسطينيين ليست بصدفة، وزادت حدتها مع قدوم هذه الإدارة الأميركية التي يقودها ترمب وقراراتها الهادفة إلى تصفية المشروع الوطني الفلسطيني ودفن الهوية الفلسطينية، وللأسف الشديد يتساوق البعض داخليا وإقليميا مع هذه السياسة والخطة التي صنعت في الأروقة الصهيونية وتبنتها إدارة الرئيس ترمب".
وأوضح أن: "منظمة التحرير التي انطلقت في العام 1964 لتمثل شعبنا وتتحدث باسمه، أسست بنضالات شعبنا وقياداته الوطنية التاريخية التي خرجت من رحم النكبة لتعود إلى العالم وتقول إن هذا الشعب الفلسطيني بهويته وشخصيته وكينونته ووطنه لم يمت ولم ينس على الاطلاق".
وأضاف: "إن فصائل منظمة التحرير خاضت معارك التصدي لكل أولئك الذين حاولوا أن يشكّكوا أو يساهموا في شطب الهوية الوطنية، إلى أن أخذت إجماعا في الوطن العربي عام 1974 بقمة الرباط بأنها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وتوالت الاعترافات الدولية والمكانة الدولية إلى أن كرست بإعلان الاستقلال في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988، وما زالت المنظمة ومؤسساتها تدافع وتتصدى لكل محاولات شطب الهوية الفلسطينية ومشروعنا الوطني".
وأكد الفتياني أن "منظمة التحرير ليست بحاجة لشهادة وافدين جدد على ساحة العمل الوطني، فهناك تاريخ أكثر من 5 عقود من النضال لفصائل العمل الوطني الفلسطيني الذين عمّدوا بالدم هذا القرار الوطني الفلسطيني"، مشيرا إلى أن المطلوب داخليا وفي إطار منظمة التحرير بعد أن كشفت اللقاءات الأخيرة في موسكو عورات هؤلاء، أن نتصدى مجتمعين لمحاولات شطب هذه الهوية الفلسطينية والتشكيك بمن يمثلها فلم يعد مقبولا أنصاف المواقف من أحد، أو المراهنة على هذا الإقليم أو هذه الدولة أو تلك.
وشدد الفتياني على أن كل فصائل منظمة التحرير مستهدفة وليست "فتح" وحدها، التي تعتبر تنظيما قائدا في منظمة التحرير وعمودها الفقري.
وقال: إن الكل الفلسطيني مستهدف وعليهم جميعا أن يتصدّوا مجتمعين وأن يخرجوا من دائرة اللا موقف إلى دائرة الموقف لفضح وتعرية كل هؤلاء الذين ربطوا ورهنوا مشروعنا الوطني وقرارنا الوطني وموضوع هويتنا ودولتنا بمحاور على حساب دم أبناء شعبنا وتضحيات أسرانا وقضيتنا الوطنية".
من ناحيته، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أن هناك معركة مفتوحة تقودها الولايات المتحدة الأميركية ضد القيادة وشعبنا الفلسطيني بهدف تقويض الوضع الفلسطيني وتمرير ما يسمى صفقة القرن الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وثوابت شعبنا، لافتا إلى أن حكومة الاحتلال تعتقد أنها تستفيد من هذه الأجواء من خلال تصعيد عدوانها وجرائمها ضد شعبنا، سواء في القدس أو توسيع مشاريعها الاستيطانية، أو انفلات المستوطنين الاستعماريين واعتداءاتهم على أبناء شعبنا، أو التنكّر لكل حقوق شعبنا بما فيها التنصّل وعدم الالتزام بأي من الاتفاقات الموقّعة، وآخرها عدم التجديد لبعثة التواجد الدولي في الخليل وقرصنة أموال الضرائب الفلسطينية بحجة أنها تقدم للأسرى وعائلات الشهداء.
وقال أبو يوسف: إن الهجوم على منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا أينما تواجد، وهي التي تتمسك بثوابت شعبنا المعمّدة بدماء مئات الآلاف من الشهداء والجرحى وبتضحيات آلاف الأسرى، والمتمثلة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين وحق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس وبالتالي عندما يتم المساس بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد لشعبنا أينما تواجد، يجعل أعداءنا يعتقدون أنه يسهّل ضرب كل ما يتعلق بثوابت شعبنا وحقوقه وتمرير ما يمكّن أن يشكّل تصفية للقضية الفلسطينية بما فيها ما يسمى بصفقة القرن الأميركية.
وأضاف: "منظمة التحرير هي إنجاز وطني، والخيمة والمظلة والجامع لكل الشعب الفلسطيني، في سياق كفاحه ونضاله، وفي سياق وصوله إلى حريته واستقلاله ونيل كافة حقوقه".
وشدد أبو يوسف على ضرورة توحيد الجهد الفلسطيني وإزالة العقبات التي برزت أمام وحدة فصائل منظمة التحرير في إطار التمسك بالمنظمة واستمراريتها، والوقوف على استراتيجية وطنية جامعة تشكّل نبراسا لكل فصائل منظمة التحرير لمواجهة والتصدي لكل ما يمكن أن يمس القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن برنامج منظمة التحرير هو برنامج الاجماع الوطني للجميع، وبالتالي يجب التمسك به والمضي قدما لإنجاحه ورفض أي مساس بالتمثيل الفلسطيني للمنظمة.
وقال: "إن التشكيك في تمثيل منظمة التحرير يقدم هدايا مجانية لأعداء شعبنا بما فيهم الولايات المتحدة والاحتلال".
بدوره، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني، إن الهجمة الممنهجة والمركّزة على منظمة التحرير الهادفة لتقويض مكانتها وسمعتها ودورها على المستويين الداخلي والدولي تقف وراءها جهات معروفة بمعاداتها لحقوق شعبنا وتطلعاته في الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، لافتا إلى أن كل ذلك يأتي في سياق المشروع الأميركي التصفوي المسمى بصفقة القرن.
وأضاف: "أن كل من يحاول الانتقاص من تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا يصب في خانة وفي خدمة هذه الأهداف التي تسعى إلى تمزيق وحدة شعبنا".
وأكد أن منظمة التحرير كانت ومازالت العنوان لشعبنا داخل وخارج الوطن، وهي ليست فقط ائتلافا سياسيا بقدر ما هي هوية وطنية للشعب الفلسطيني تكرست خلال السنوات الماضية ليس فقط بالاعتراف الدولي والعربي والإسلامي بها كممثل شرعي ووحيد لشعبنا، وإنما بنضالات وتضحيات شعبنا خلال عقود عديدة منذ تأسيسها إلى يومنا هذا.
وشدد مجدلاني على أن "ما يثير الاستهجان حاليا هو تركّز هذه الحملة انسجاما وتساوقا مع المشروع الأميركي التصفوي، ومع الحملات المكثفة التي تدار من قبل أطراف إقليمية ودولية وللأسف الشديد تنخرط بها أطراف فلسطينية تحت شعارات متطرفة تخدم المشروع بشكل مباشر أو غير مباشر"، مشيرا إلى أن فصائل المنظمة تواجه هذه الحملة بتأكيد التزامها بمنظمة التحرير ووحدتها وبرنامجها الوطني الذي يشكّل القاسم المشترك الأعظم لقوى شعبنا وتطلعاته الوطنية المشروعة، تأكيدا على وحدة هذا الشعب وقضيته وأرضه.
وأكد مجدلاني ضرورة تطوير العلاقات الوطنية والديمقراطية داخل أطر ومؤسسات المنظمة، وتفعيل مؤسسات المنظمة ودوائر العمل فيها باعتبارها العنوان الذي يتم التعاطي معه لتمثيل شعبنا أمام المجتمع الدولي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.
من جهتها، لفتت الأمين العام لحركة "فدا" زهيرة كمال إلى أننا نعي أهمية تطوير مؤسسات المنظمة، لكن ذلك لا يتعارض مع كونها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأضافت: "لا نقبل كحزب سياسي أي بديل عن منظمة التحرير، وكل فصائل المنظمة مع الشرعية الفلسطينية".
وأوضحت أن اختلاف فصائل المنظمة في بعض القضايا لا يعني أي انتقاص من دور وتمثيل المنظمة لشعبنا، ولا أحد يستطيع القبول بالانتقاص من دور المنظمة.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم، إن التشكيك في تمثيل منظمة التحرير لشعبنا هو محاولة مشبوهة تخدم ما يسمى صفقة القرن الهادفة لتصفية حقوق شعبنا المشروعة، من خلال إيجاد تمثيل جديد يمكن من خلاله تمرير هذه الصفقة، مؤكدا أن منظمة التحرير هي العنوان الموحّد لشعبنا.
وأشار إلى أن المطالبة بإصلاح وتطوير مؤسسات المنظمة وضم جميع القوى الفلسطينية تحت رايتها وتعزيز مبادئ الشراكة في صنع القرار داخل أطرها، لا يتعارض بأي شكل من الأشكال مع ضرورة الحفاظ على المكانة التمثيلية لمنظمة التحرير.
وأكد ضرورة أن تتوجه فصائل المنظمة نحو إعادة ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني من خلال حوار وطني شامل يعيد تأكيد التزام الجميع ببرنامج الإجماع الوطني الذي سبق وتم التوقيع عليه بوثيقة الوفاق الوطني (وثيقة الأسرى) في عام 2006 ويعيد تأكيد التزام الجميع باتفاقات وتفاهمات المصالحة والبدء بعملية تنفيذها وصولا إلى انتخابات عامة وشاملة، مشيرًا إلى أن "أي محاولة لتعميق وتوتير العلاقات في الإطار الوطني الشامل لا تخدم هذا التوجه".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها