أكد تقرير صدر عن مؤسسة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، الخميس، وجود تمييز في كميات المياه المخصصة للفرد الفلسطيني مقابل تلك المخصصة للإسرائيلي.

وأشارت "بيتسيلم"، في تقريرها إلى أن الإسرائيليين يحصلون على كمية أكبر بكثير من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وذكر التقرير  أن سلطات الاحتلال امتنعت عن العناية بالبنى التحتية القائمة الواقعة تحت سيطرته، ما يؤدي إلى تآكل كبير في المياه، وعدم تشييد بنى تحتية للبلدات غير الموصولة بشبكة المياه في الضفة، ورفض تصديق مشاريع للعناية بشبكة المياه في المناطق الواقعة في الضفة، بالإضافة إلى عدم الالتزام بالكميات المحددة من المياه للفلسطينيين ضمن اتفاقية "أوسلو".
وبين تقرير "بيتسيلم" أن المعطيات الإسرائيلية تشير إلى أن معدّل الاستهلاك المنزلي للشخص في إسرائيل يراوح بين 100-230 لترًا في اليوم، أمّا بخصوص الفلسطينيين فيحصل مواطنو الضفة على 73 لترًا، في حين توجد فجوات كبيرة بين المدن المختلفة (169) لترًا للشخص يوميًا في أريحا مقابل (38) لترًا للشخص يوميًا في جنين).

وتحدث التقرير عن وجود 113.000 مواطن فلسطيني يعيشون في 70 تجمعًا سكنيًا، نحو 50.000 منهم يعيشون في المناطق المصنفة "ج" غير متصلين بشبكة المياه، كما أن المواطنين في جنوب الضفة يستهلكون أقلّ من ستين لترًا من الماء للشخص يوميًا، فيما تستهلك جماعات الرعي في شمال غور الأردن نحو 20 لترًا للشخص يوميًا فقط.

وبينت "بيتسيلم" أن معدل استهلاك المياه في قطاع غزة يتراوح بين (70-90) لترًا للشخص يوميًا، إلا أنّ جودة المياه متدنية جدًا، و90% من المياه التي تُضخّ في قطاع غزة غير صالحة للشرب، وذلك وفق منظمة الصحة العالمية.
وتحدث التقرير عن وجود تآكل في شبكة المياه العامة في الضفة وتسرب هائل للمياه، تبلغ نسبته نحو 30%، وفي بعض الأماكن تزيد هذه النسبة عن ذلك.

وكان رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز وجه خلال الخطاب، الذي القاه الكنسيت، انتقادات حادة لإسرائيل بسبب انتهاكها غير العادل للمياه، إلى جانب سياستها الاستيطانية وحصارها على غزة.
يشار أن اتفاق المياه بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقع كجزء من اتفاقيات "أوسلو"، وكان من المفترض أن تكون هذه مؤقتة، إلا أنها لم تتغير منذ ذلك الحين، وبقيت المياه رهينة لعدم إحراز تقدم في عملية السلام وفق تعبيره.
وبقيت الضفة الغربية خاضعة للمادة 40 من اتفاقية "أوسلو"، وظل الفلسطينيون يرزحون تحت قيد نظام مائي شحيح.

وسمحت اتفاقات "أوسلو" للفلسطينيين بضخ 28 مليون كوب إضافي سنويًا، علمًا أنهم كانوا حتى توقيع الاتفاق يضخون 118 مليون كوب.

وتقول نعمة بومغارتن شارون، وهي باحثة في منظمة "بتسيلم": إن الفلسطينيين في الضفة الغربية قادرون على ضخ 100 مليون متر مكعب فقط سنويا اليوم، لمجموعة متنوعة من الأسباب، ويقومون بشراء 53 مليون متر مكعب إضافية من شركة المياه الإسرائيلية.

ومن إجمالي 153 مليون متر مكعب من المياه، يخصص 90 مليون للاستخدام الشخصي، وفي حال احتسبنا عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية 2.3 مليون شخص وهو رقم أعلى بكثير من معظم التقديرات الإسرائيلية، سيحصل كل شخص على 100 لترا في اليوم.

وقالت بومغارتن شارون إن "نحو 30 في المئة من المياه، تتسرب بسبب اعتماد أنابيب النقل القديمة ما يترتب على ذلك وصول حصة الفرد الى 73".