في الوقت الذي تواصل الولايات المتحدة الأميركية الضغط على كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي، قال نائب الرئيس الأميركي، مايك بنس، اليوم الخميس إن الرئيس دونالد ترامب، يعتزم لقاء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون في العام القادم.
وحمل بنس "حملة الضغط" الأميركية على كوريا الشمالية إلى قمة تجمع قادة العالم في سنغافورة، اليوم الخميس، وسط تزايد القلق إزاء تخفيف حلفاء بيونغ يانغ الرئيسيين العقوبات المفروضة عليها على خلفية برنامجها النووي.
وقال بنس للصحافيين بعد اجتماعه مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن "التخطيط جار، نعتقد أن القمة بين ترامب وكيم، ستعقد على الأرجح بعد مطلع العام، لكن العمل على تحديد الموعد والمكان ما زال مستمرا".
وأضاف: "لا نريد تكرار الأخطاء التي ارتكبتها الإدارات السابقة، المنتمية في الحقيقة لكلا الحزبين السياسيين، خلال العقود الأخيرة الماضية، حيث صدرت تعهدات ورفعت عقوبات وجاء الدعم الاقتصادي ثم حدث الإخلال بالوعود".
واجتمع بنس ومون على هامش قمة لمنطقة آسيا والمحيط الهادي في سنغافورة.
وعقد الرئيس الأميركي والزعيم الكوري قمة تاريخية في سنغافورة في وقت سابق هذا العام، ووقعا على اتفاق مبهم بشأن نزع السلاح النووي. ولكن لم يتحقق تقدم يذكر وسط خلاف بين الدولتين بشأن تفسير الاتفاق.
وترزح كوريا الشمالية المعزولة تحت عقوبات مشددة فرضت عليها على خلفية برنامجها للأسلحة الذرية، والذي استأنفته في انتهاك للقرارات الدولية.
وتصر واشنطن على إبقاء العقوبات حتى تقوم بيونغ يانغ بنزع سلاحها النووي. لكن المسؤولين الأميركيين يقرون بأن تطبيق العقوبات من جانب شريكي الشمال التجاريين التقليديين، الصين وروسيا، قد تراجع.
وفي كلمة له في افتتاح قمة قادة دول جنوب شرق آسيا، قال بنس إن شراكة الولايات المتحدة الإقليمية "تتضمن أيضا حملة الضغط التي نقوم بها بشأن الشمال".
ومن الشخصيات التي تحضر القمة في سنغافورة رئيس الوزراء الصيني لي كيكيانغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الجنوب مون جاي-إن.
وقال مسؤول أميركي كبير "سنتحدث كثيرا عن ضرورة مواصلة برنامج الضغط". وأضاف "هذا ما أحضر كيم جونغ أون إلى الطاولة، إن مواصلة الضغط بغاية الأهمية".
وأكد رئيس الوزراء الياباني، شينزو آبي، في اجتماع مع اعضاء رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) البالغ عددهم 10 دول، على ضرورة تطبيق العقوبات بالكامل. ونقل عنه المتحدث باسم وزارة الخارجية تاكيشي اوسوغا قوله إنه "حض دول آسيان على التعاون بشأن تدابير ملموسة مثل نقل مواد ممنوعة من سفينة إلى أخرى، ومنها الوقود".
إلى ذلك، يصر المسؤولون الأميركيون على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية بشكل تام، ويمكن التأكد منه قبل رفع العقوبات. ورفض الشمال مطالب قال إنها نزع "أحادي" وسعى في المقابل إلى إجراءات أميركية متبادلة غير محددة، في عملية تدريجية. وطالب أيضا بتخفيف العقوبات مكافأة له لجلوسه إلى الطاولة محذرا من أن موقف واشنطن يزعزع الثقة.
وفيما اتسمت لهجة ترامب بالتفاؤل علنا، برزت مؤشرات على أن بيونغ يانغ لا تتحرك بسرعة نحو التخلي عن أسلحتها النووية. وغاب ترامب عن قمة سنغافورة هذا الأسبوع، مثيرا تساؤلات جديدة حول الالتزام الأميركي بآسيا. وناب عنه بنس الذي أكد بأن التزام الولايات المتحدة بالمنطقة "ثابت وراسخ".
وقال في اجتماع قادة جنوب شرق آسيا "في كل ما نفعله، إن الولايات المتحدة تسعى للتعاون وليس السيطرة". وأضاف "السيطرة والعدوان لا مكان لهما في منطقة (المحيطين) الهندي والهادئ". وتابع "نقف متكاتفين معكم من أجل حرية الملاحة وعزمنا ضمان أن تكون بلدانكم آمنة في حدودها السيادية، في اليابسة والبحر".
وانتقد أيضا بكين، الذي يتزايد نفوذها في بحر الصين الجنوبي مما يتسبب بتوتر مع دول في جنوب شرق آسيا والولايات المتحدة. وتطالب بكين بكامل مساحة بحر الصين الجنوبي تقريبا، بل حتى مساحات تقترب من سواحل دول أخرى. وتقوم ببناء منشآت عسكرية على جزر صغيرة متنازع عليها.
وبعد سنغافورة يتوجه بنس إلى بابوا غينا الجديدة للمشاركة في منتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها