كالعادة خرج د. أحمد يوسف القيادي البارز في حماس ليتحدث بعقل ومنطق، والدكتور أحمد يوسف هو أحد أبرز قادة حمـــاس التي يجب الاستماع لهم، فهو الأوعى سياسيًا والأكثر واقعية.

ومع ذلك فلقد حافظ الدكتور أحمد يوسف على الطبيعة الأصيلة للخطاب الحمساوي بخلط الحابل بالنابل .

في اللقاء الأخير أعترف الدكتور أحمد يوسف بأن حماس قدمت "تنازلات كبيرة"، ولم يحدد الدكتور لمن قدمت حماس هذه التنازلات الكبيرة ولكنني والقارئ الكريم نعلم .

من هو الطرف الذي قدمت له حماس تنازلات كبيرة!

بالأصح من هي الأطراف التي قدمت لها حماس تنازلات كبيرة !

وطبعًا على عادة حمـــاس برّر الدكتور أحمد يوسف التنازلات الحمساوية بسبب (ضغوطات الرئيس محمود عباس) على قطاع غزة وكأنّ الرئيس محمود عباس هو قائد الإنقلاب المشؤوم وهو من تسبب بحروب مدمرة في غزة وهو من أدى إلى حصار غزة بفعل التدخل الغير مقبول بشأن الجوار .

الحقيقة المؤكدة بأنّ حماس تبحث عن مبررات لتمرير التنازلات الكبيرة التي قدمتها فتجدها تارة تُنكر الأمر تمامًا، وأحيانًا أخرى تجد حمـــاس تُبرر الأمر بالتضليل .

يواكب التبرير والإنكار الحمساوي تصريحات نارية مضحكة ومبكية من على شاكلة تصريحات الزهار الأخيرة التي أشار فيها على أن اتفاق حماس المزعوم هدفه الإعداد لمعركة (وعد الآخرة) للقضاء على الاحتلال!

أعود لتصريحات الدكتور أحمد يوسف الواقعية فهو يتحدث عن تنازلات حماس الكبيرة وأن سبب هذه التنازلات هو الرئيس محمود عباس الذي يرفض أن يتحمل تبعات إدارة غزة .

طبعًا هذا الكلام عار عن الصحة وشخص بحكمة وذكاء الدكتور أحمد يوسف يعلم بأن الجزء الأول من كلامه صحيح وهو المتعلق بتقديم حماس لتنازلات كبيرة وبأن الجزء الثاني هو تضليل صرف ومحاولة لإيجاد مبررات لتنازل حماس .

حماس تبحث عن مبررات لتنازلاتهـــا الكبيرة وأفضل مبرر هو السلطة الوطنية الفلسطينية والرئيس محمود عباس خاصة أن هذا الهجوم الحمساوي على السلطة وعلى الرئيس أبو مازن يتساوق مع الضغوط السياسية الأمريكية والإقليمية لتمرير الصفقة التي باتت حمـــاس تشارك فيهــــــا .

بالمحصلة أكرر ما قلت سابقًا..

على حماس أن لا تبحث عن مبررات لتنازلهــــا الكبير بل عليها أن تبحث عن الأسباب التي أدت بها إلى هذه التنازلات، وعلى حمـــاس أن تجد طريقها الوطني الأمن والسليم من خلال الإنصياع للشرعية الوطنية والتنسيق معها والإنصهار بمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية فهذا هو الإتفاق الذي تحتاجه حماس الآن، وأكرر هنا بهذا السياق بأن حل حماس ليس من تلك العاصمة أو في تلك الدولة، الحل الحقيقي لحمــــاس فقط في رام الله بالتنسيق مع الشرعية الفلسطينية للخروج بإتفاق وطني داخلي .