بعد سقوط 78 مليون ضحية من الشباب بالرصاص والسيوف والجوع والبرد وقنابل الطائرات والسجن والتعذيب ونقص الدواء، جلس مشعلو الحرب أنفسهم (رئيس أمريكا فرانكلين روزفلت ورئيس وزراء بريطانيا ونستون تشرشل ورئيس الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين). جلسوا في قصر ياليفا في جزيرة يالطا باوكرانيا ليتحدثوا عن السلام. وطار الصحفيون الذين غطوا اخبار الحرب لتغطية أخبار السلام في مشهد احتفالي ماسوني مهيب يبتسم الجميع فيه للكاميرات باعتبارهم صنّاع السلام وصنّاع الموت أيضا.
روزفلت كان مشلولا، وتشرشل كان يعاني من التعب والسمنة، وستالين كان مهووسا بالتجسس. وكل واحد يعرف نقطة ضعف الآخر ويعمل على تعميقها. روزفلت كان يريد عقودا تجارية انتهازية لضمان تشغيل الأيدي العاملة المنكوسة في الولايات المتحدة، وتشرشل يريد إعادة إعمار ما قصفه هتلر وستالين يريد أن يضمن البقاء حتى لو عن طريق الفناء.
تماما مثل هذه الأيام عندنا، وفي ظروف قد تكون مشابهة. أخفى كل طرف نقطة ضعفه وبالغ في الإدعاء بالقوة من أجل الحصول على حصة أكبر من جسد ألمانيا وايطاليا واليابان التي سقطت بعدما حكمت وأرعبت العالم بقوتها.
كان ستالين يعلم ان روزفلت يكذب، وأن تشرشل يكذب أكثر. فصار يسابقهما للحصول على المرتبة الأولى. وقام بزرع مايكروفونات تجسس في القصر ليسمع ما يقوله خصماه. زرع أجهزة تجسس في الغرف والحمامات والبلكونات وفي أصيص الزهور وعلب الإضاءة. ولكن روزفلت وتشرشل كانا أخبث منه ولم يتحدثا خلال المفاوضات داخل القصر، بل خرجا للحدائق الخارجية يتهامسان وسط الأشجار والزهور. فكان ستالين الأخطر لأنه زرع مايكروفونات في الأشجار وفي جميع الزهور فسمع كل شيء.
ولكن ستالين لم يعرف سرا واحدا أقلق مضجعه.. لان روزفلت على طاولة المفاوضات لم يتحدث مع تشرشل. بل قام بكتابة قصاصة ورقة وأعطاها لتشرشل بينما كانت عينا ستالين تتطايران شرا.
قرأ تشرشل قصاصة الورقة باهتمام بالغ وخبأها في جيبه وقام بتعديل جلسته لتدخل المفاوضات مرحلة صعبة.
نظر ستالين بطرف عينه إلى مدير استخبارته في القاعة لعله يعرف ماذا كتب روزفلت لتشرشل ولكن دون جدوى.
انتهت المفاوضات وظل بال ستالين مشغولا لمعرفة ماذا كتب الرئيس الأمريكي لرئيس وزراء بريطانيا خلال جلسة المفاوضات؟
ولغرض معرفة السر بأية طريفة قام بتكليف جهاز كي جي بي بعمل المستحيل للحصول على صورة لقصاصة الورقة.
وبعد فترة طويلة نجحت استخبارات كي جي بي في قراءة الورقة وإحضار صورة عنها لستالين الذي كان يموت شوقا لمعرفة هذا السر.
وكانت الحقيقة صادمة فقد كتب روزفلت لتشرشل بخط يده: أنت نسيت سحاب بنطلونك مفتوح. أغلق سحاب بنطلونك.
خلاصة الأمر .. لا تتوقعوا أن هناك أسرار كثيرة فوق عند المسؤولين الفلسطينيين والقادة، لان الأسرار الحقيقة هي عندكم أنتم وليست عندهم فوق.
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها