(من مخيَّمات لبنان، لكَ تحيّة المجد والوفاء يا سيادة الرئيس محمود عبّاس، "أبو مازن")
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات...
يا شعب الجّبارين يا من دافعتم عن الشرعية الفلسطينية في كلِّ المحطات الصعبة، والمؤلمة، وكنتم خلف قيادتكم في كل معارك القرار الوطني المستقل، حتى وصلنا إلى أرضنا أرض فلسطين، وكنتم دائمًا مع قيادتكم من أجل بناء دولتكم الوطنية على الأرض الفلسطينية رغم أنف الاحتلال .
يا جماهير شعبنا في لبنان، أنتم الذين أجَّجتم الثورة من مخيّماتكم، وقاتلتم على كلِّ الجبهات ضد العدو الإسرائيلي المغتصِب لأرضنا، وأنتم الذين قدَّمتم أبناءَكم شهداء وجرحى وأسرى، ولم تبخلوا بالتضحيات من أجل حماية الثورة وقيادتها التاريخية، واستطعتم بثباتكم، ومواقفكم الوطنية، وقناعاتكم الفلسطينية التي لم تتأثَّر بالإعلام المعادي، الذي كان همُّه تدمير البنية الداخلية للمخيمات، وللحالة الوطنية الفلسطينية، سواء في لبنان أو في الداخل. واليوم نحن جميعًا، وكما عرفتمونا في حركة "فتح"، ملتزمون بثوابتنا الوطنية، ملتزمون بالقرار الوطني الفلسطيني المستقل، متمسّكون بالوحدة الوطنية، وبجمع الشمل الفلسطيني لمواجهة أعتى وأعنف المؤامرات السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية التي يمارسها، ويبرمجها التحالف الأميركي الإسرائيلي الصهيوني لتصفية القضية الفلسطينية، وفرض صفقة القرن الصهيونية على الشعب الفلسطيني وقيادته السياسية وحقوقه الوطنية .
وللأسف فإنَّه وبسبب التراخي دوليًّا وعربيًّا وإسلاميًّا تمكَّن الكيان الصهيوني، ومن خلال الدعم الأميركي، والإعلام الصهيوني الدولي أن يُحقِّق أمنيةَ ترامب بنقل السفارة الأميركية إلى مدينة القدس، عاصمة فلسطين الأبدية .
واليوم وبدلاً من أن نشهد تماسكًا داخليًّا فلسطينيًّا لمواجهة هذا المشروع الجهنمي، فإنَّنا للأسف نجد بعض القوى ولحسابات خاصّة بها يتجاهلون الصفقة الأميركية المدمّرة، ويعدون كلَّ عدتهم الإعلامية، والسياسية، والاجتماعية لخوض المعركة المشبوهة ضدَّ سيادة الرئيس أبو مازن، في محاولة لا تخدم سوى العدو الصهيوني، وذلك من خلال محاولة تشويه موقف الرئيس الوطني، ومواقفه السياسة المشرِّفة، ومحاولة تخوينه علمًا أنَّه الرجل الأول اليوم دوليًّا، وعربيًّا، وإسلاميًّا، وفلسطينيًّا، الذي قال لا للمشروع الأميركي، ولا لترامب وصفقته، وما زال يتصدَّر مشهد مواجهة السياسة الصهيونية وكلّ التهديدات من كل الأطراف المتساوقة مع الموقف الأميركي .
إنَّ بعض التحركات المشبوهة والمسمومة في شعاراتها وهتافاتها عليهم أن يعيدوا حساباتهم حتى لا يُدخلوا الساحة الفلسطينية في صراعات وخلافات داخل الساحة، تساعد في ارباك الساحة الفلسطينية وإشعال الخلافات .
على الجميع أن يدرك بأن الجانب الاسرائيلي والاميركي هما اللذان ساعدا في حصول الإنقلاب في 14/06/2007 في قطاع غزة، عندما سحب الاسرائيليون جيشهم ومستوطناتهم لتسهيل العملية، ولقتل أبناء حركة فتح في القطاع، والتخلص من السلطة، واقامة سلطة بديلة بسيطرة كاملة ووحيدة لحركة حماس، وما زالت اليوم هي التي تقود عملية الانقلاب والانقسام، وترفض عملية إنهاء الانقسام لأسباب سياسية هي أدرى بها .
واليوم وحتى نكون واقعيين فإنَّ الجانب الأميركي ومعه الكيان الصهيوني يسعون إلى إنعاش قطاع غزة اقتصاديًّا، شريطة أن يكون القطاع هو الكيان الفلسطيني القادم و(إسرائيل) لا تعترف بإقامة دولة فلسطينية مستقلّة على أراضي الضفة، خاصّةً أنَّها مصرة على السيطرة الكاملة على الحدود مع الاردن، وعلى منطقة الأغوار وهي مستمرة بالاستيطان، وتدمير البيوت وتهجير الاهالي .
إنَّ الممارسات الشاذّة التي شاهدناها في قطاع غزّة من اعتداء بالعصي على المحتجين على استمرار الانقسام، واستهداف الأخوات قبل الأخوة، هو أمر مشين أخلاقيًّا ووطنيًّا، لكنّه يثير العديد من الأسئلة حول الخلفيات.
ألا يحقُّ لنا بعد هذه الممارسات، والاستمرار في الانقسام، وعدم التجاوب مع القوى الوطنية في انقاذ القطاع من المشروع القادم الأميركي والإسرائيلي الذي يراهن على قيادة غزّة أن تكون هي البديل؟!
والذي يؤكّد ذلك هو أنَّ الرئيس محمود عبّاس الذي رفض صفقة القرن جملةً وتفصيلاً، ورفض الاقتراحات الأميركية بحلِّ مشكلة قطاع غزة إنسانيًّا على حساب الحل السياسي، وهذا ما جعل الولايات المتحدة تبحث عن البدائل، وعن مقاولين جُدد، يقومون بدور الضغط على قيادة "م.ت.ف"، وتحديدًا الرئيس محمود عبّاس .
إنَّ الجانب الإسرائيلي متفائل، أنه بعد جريمة محاولة قتل رئيس حكومة فلسطين، ورئيس المخابرات الفلسطينية، ستكون الجبهة الفلسطينية الداخلية مضعَضعة ويسهل تمزيقها، ولذلك رأينا محاولات ضرب الوحدة الداخلية في الضفة الغربية، حيثُ كانت سلطات الاحتلال تنتظر مزيدًا من تدهور الأوضاع المربكة للسلطة في الضفة الغربية .
يا جماهير شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات...
أنتم مدعوون لتفُّهم الظروف الفلسطينية الداخلية، والمؤامرات المحيطة بها، والضغوطات التي تتعرَّض لها القيادة الفلسطينية اقتصاديًّا، وسياسيًّا، وأمنيًّا، وماليًّا. وعدونا الصهيوني المُمثّل بترامب الحاقد على شعبنا مصرٌّعلى تحقيق خطته على حساب شعبنا، ومأساته، وحقوقه الوطنية، ولذلك هو يستهدف رأس الشرعية الفلسطينية محمود عبّاس بكلِّ الوسائل والأساليب، ونأمل أن لا يجد بين شعبنا من ضعاف النفوس، ومن الحاقدين، مَن يلبي له رغباته .
المجد والخلود لشهدائنا الأبرار
تحيّة الاعتزاز والعنفوان لأسرانا البواسل
الشفاء لجرحانا الأبطال
وإنَّها لثورةٌ حتى النّصر
حركة "فتح" – الإعلام المركزي- لبنان
2018-6-19
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها