شارك وفدٌ من حركة "فتح" منطقة البقاع، ممثلاً بعضو قيادة المنطقة توفيق الحجيري، وأمين سر منطقة عمار بن ياسر عصام عقيل، وأحمد كايد، وأحمد طه، إلى جانب وفود لبنانيّة شعبيّة ورسميّة، أهل الفقيد المهندس خليل جمعة في الجنازة المهيبة التي انطلقت من حسينية البلدة إلى مثواه الأخير، واضعين إكليلاً من الورد وعلم فلسطين على النعش.

هذا وقد أقيم له حفلاً تأبينياً، تحدَّث فيه كل من فضيلة الشيخ أديب حيدر، والسيد مصطفى سليمان، مثمنين دور الفقيد وعائلته والقيم الوطنية التي نشأ عليها.

ثمَّ ألقى كلمة آل جمعة وبدنايل د. هاني سليمان جاء فيها: "يا خليلاً... يا خليلي... يا ذا الخلال الرائعة، أيها الخل الوفي، تأتيني وتجرّ أذيال المرض وعلى كتفيك هموم القيم والوطن والأمة، وأجيئك فأجر أذيال الحسرة، لأنَّ فارساً من فرسانها يترجَّل قبل أن يحقق أمنيته برؤية فلسطين محررة من البحر إلى النهر".

يا ابن بدنايل التي توأمة نفسها مع القضية منذ عشرات السنين، وتوأمة نفسها مؤخراً مع بلدة فلسطينية شقيقة هي بلدة "العوجا" القريبة من أريحا، قائلة لها: "يا أختُ بالرضاعة، حليب القضية يؤاخينا ويجمعنا على العهد والقسم".

يا خليل، يا نبيل، يا أصيل، أشهد أني ما وقعت عيناي على أصفى من التزامك وأعمق من انتمائك وأنبل من نبلك، كيف لا وأنت من أسرة جعل والدك عبد الحسن جمعة من ظهره جسراً ليعبر الأحرار عليه، هذا الجسر محميٌ بقِيَم خليل، ومدفعية ورشاش علي في فتح، ثمَّ في المقاومة الفلسطينية، وبجهاد الطبيب الدكتور محمد في صفوف المقاومة الإسلامية، التي أرى في نهجها، كما أراكم اليوم، بداية النهاية لكيان هجين مصطنع، أرهب العالم أجمع، فأرهبته المقاومة وعاد إلى حجره كجرذ مذعور، ولا أنسى فروسية الشقيقين حسين وعمار وشهامتهما.

يا حبيب الأخوة، يا مهندس العلاقات الحميمة بين الناس، يدهمك المرض، لكن وأسف، يستسلم الطب أمام مشيئة الباري.

يا علي عجاج (عقيل)، أتذكر كيف عشنا نحن الثلاثة أيام الدراسة على زوادتين أسبوعيتين طيلة سنوات؟ زوادة أم حسين عجاج (عقيل)، وزوادة أم محمد جمعة، وأنا البلا أم، كنت عالة عليكما.

يا خليل أخوتك في حركة "فتح" هنا حضروا، ليعاهدوك الوفاء للقضية، حملوا أكاليل الغار إليك وعلم فلسطين الذي أحببت، وحملوا عهداً دائماً بثورة حتى النصر، وأيَّ نصر يكون، سوى ذلك الذي التزمت على أساسه، وهو تحرير فلسطين كل فلسطين من البحر إلى النهر.

يذكر أنَّ الشَّهيد المهندس خليل جمعة من مواليد العام 1961، انتسب لحركة "فتح" في أواخر العام 1975، وتدرَّج في المراتب التَّنظيمية عضواً متميزاً في شعبة بدنايل، وشارك في معارك التَّصدي للعدو الصهيوني في كل الجبهات وخلف خطوط العدو في البقاع الغربي، لم تغب فلسطين عن قلبه وعقله حتى وافته المنية يوم الثلاثاء 2018/2/27.