وفقاً لمقال نشر على الموقع الإلكتروني الأمريكي “Defense News” فإن ضباطاً إماراتيين اكتشفوا بأن الأقمار الاصطناعية “Falcon Eye” و المستخدمة لأغراض المراقبة العسكرية و التي ستقوم فرنسا بتسليمها إلى هذه الدولة الخليجية عام 2018 تحتوي على على قطع أمريكية هي عبارة عن نظام سيسمح لاعتراض البيانات سراً .

أحد المسؤولين الإماراتيين و الذي رفض الكشف عن اسمه أخبر الموقع المذكور بقوله :

” إن لم تحل هذه القضية فربما توقف الإمارات كل الصفقة , تم الكشف عن هذه الأمور في أواخر العام الماضي طلبنا حينها من فرنسا تغيير هذه المكونات ” .

إذا ما خسرت الصفقة التي وقعت في يوليو – تموز الماضي ستعتبر نكسة كبيرة لفرنسا لأنها تعتبر الأكبر بالنسبة للجيش الفرنسي منذ العام 2007 عندما تغلبت فرنسا على منافستها الرئيسية الولايات المتحدة لتصبح المزودة الأولى عسكرياً للإمارات .

شركتا “Astrium” و “Thales” المسؤولتان عن تصنيع هذه الأقمار رفضتا التعليق على هذه الأنباء .

الكشف الذي قامت به “Defense News” طرح العديد من التساؤلات فبعض الخبراء ادعوا بانزعاج بعض المنافسين كالولايات المتحدة , روسيا , كندا من هذه الصفقة المربحة لفرنسا فوقاً لـ “ألكسندر فاترافرز” الباحث في مركز جنيف للسياسات الأمنية فإن وجود أجزاء أمريكية في منتجات مطورة فرنسياً لا يكاد يثير أي دهشة فالعولمة (حسب تعبيره) في التكنولوجيا المتقدمة تعني أنه يكاد يكون من المستحيل انتاج أي جزء منها دون دراية الولايات المتحدة .

لكن هل يعني هذا وكالة الأمن القومي الأمريكية “NSA” بعد عمليات التجسس الكبيرة التي كشف عنها “إدوارد سنودن” العميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية “CIA” العام الماضي من أجل إبقاء عيون لها في دولة الإمارات العربية المتحدة  ؟ .

يقول “ألان شاري” و هو ضابط كبير سابق في القوات الجوية الفرنسية و المتخصص في الحرب الإلكترونية :

” هذه الأقمار الاصطناعية هي بقصد المراقبة , لا أجد أي داعي لوضع الولايات المتحدة أجزاء للتجسس للحصول على معلومات بإمكانها الحصول عليها من أقمارها الخاصة , المصلحة الوحيدة لهم في معرفة ما تقوم به الإمارات ” .

وفقاً للخبرين السابقين فإن إيجاد قطع مخفية بعد شهرين فقط من توقيع العقد كانت بدون علم الخبراء الفرنسيين و لا الإماراتيين على حد سواء , حيث أضاف “شاري” محاولة كهذه لا يمكن أن تفسر سوى عملية تخريب للصفقة , حيث و وفقاً للموقع المذكور فإن المحادثات بدأت من جديد بين أبو ظبي و روسيا من جهة و أبو ظبي و الصين من جهة أخرى .

يقول “فاترافرز” :

” شراء أقمار اصطناعية من هذه الدول قد يكون أرخص لكنها لن تقدم سرية إضافية لدولة الإمارات ” .

لا شلك أنها لعبة مزدوجة و غريبة ألا و هي التكشيك بسرية تقنياتها من أجل تقويض اتفاق ما بين باريس و أبو ظبي بالتحديد بسبب وجود مكونات أمريكية , لكن تحصل هكذا أمور كثيراً في هكذا مجالات .