برزَ تطابقٌ كاملٌ في المواقف السياسية الفلسطينية والسعودية في لقاءين عقدَهُما الرئيس محمود عبّاس في الرياض مع خادم الحرمين العاهل السعودي الملك سليمان بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بحسب المستشار الدبلوماسي للسيّد الرئيس مجدي الخالدي، والذي كان ضمن الوفد المرافق للرئيس في زيارته للسعودية.

وقال الخالدي في اتصال هاتفي مع "الأيام": "تركَّز الحديث عن الدور المحوري الذي تؤديه السعودية في دعم الشعب الفلسطيني ودعم القضية الفلسطينية سياسياً واقتصادياً وعلى كلِّ الصعد".

وأضاف: "هناك اهتمام كبير من المملكة العربية السعودية لمساعدة فلسطين في دفع الجهود للتوصُّل إلى اتفاق سلام بما في ذلك إنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967".

وأردف: "هناك اهتمامٌ كبيرٌ من قِبَل السعودية بأن تكون في صورة التطورات، والرئيس عبّاس مهتم، كما هو معروف، بإطلاع خادم الحرمين الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على آخر المستجدات في الاتصالات الجارية مع الإدارة الأميركية، وطلب مساعدة الأشقاء في السعودية في تبني الموقف الفلسطيني حيثُ أكَّدت القيادة السعودية دعم الموقف الفلسطيني بالكامل في هذه الزيارة".

وقال الخالدي: "كما تمَّ الحديث حول المصالحة الفلسطينية ودور مصر في تحقيقها، حيث تمَّ التأكيد على أنَّ ما نقوم به الآن هو تمكين الحكومة الفلسطينية من القيام بمهامها في قطاع غزة، كما هو الأمر في الضفة الغربية وصولاً إلى سلطة واحدة وقانون واحد وسلاح شرعي واحد".

وأضاف: "تمَّ شرح تفاصيل خطوات المصالحة الفلسطينية، وأنَّ هناك مراحل لتحقيق هذه المصالحة بما في ذلك الاجتماع المرتقَب للفصائل الفلسطينية في القاهرة في وقت لاحقٍ من هذا الشهر والخطوات الأخرى وَفْقًا للاتفاق الذي تمَّ التوصُّل إليه مؤخّرًا في القاهرة".

وأكَّد الخالدي أنَّ الاجتماعات "أبرزت توافقًا في المواقف الفلسطينية والسعودية"، وقال: "الموقف السعودي داعم للموقف الفلسطيني 100%، وهو يسعى إلى دفع الجهود إلى الأمام من أجل تحقيق طموحات وآمال الشعب الفلسطيني لأنَّ ذلك من شأنه إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام، وأيضًا الحد من الإرهاب والتطرف في المنطقة".

وأشار الخالدي إلى أنَّه تمَّ أيضًا بحثُ العلاقات الثنائية الفلسطينية - السعودية وقال: "تمَّ التأكيد من جانب الأشقاء في السعودية على أنَّ المملكة على عهدها في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني على كلِّ المستويات، وأنَّ المملكة متواصلة في دعم الموازنة الفلسطينية كما كان الأمر منذ العام 2000 إضافةً إلى دعم وكالة "الأونروا" لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فضلاً عن دعم العديد من المشاريع".

كما قال الخالدي: "أكَّد الرئيس عباس لخادم الحرمين وولي العهد تضامن فلسطين مع السعودية في حربها ضد الإرهاب والتطرف، وجهودها الساعية لتعزيز الأمن القومي العربي بما في ذلك حل القضية الفلسطينية وإنهاء جميع المشاكل في المنطقة".

ولفت الخالدي إلى أنَّ زيارة الرئيس عباس إلى السعودية جاءت بعد اتصالين هاتفيين تمّا في الآونة الأخيرة مع ولي العهد السعودي قبل أن يتلقى الرئيس أثناء وجوده في شرم الشيخ الدعوة من الملك سلمان، وولي العهد محمد بن سلمان لزيارة السعودية.

وأقام خادم الحرمين الشريفين مأدبة غداء عمل على شرف الرئيس والوفد المرافق.

وحضر الاجتماع من الجانب الفلسطيني: وزير الخارجية والمغتربين رياض المالكي، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" رئيس هيئة الشؤون المدنية الوزير حسين الشيخ، ورئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج، ومستشار الرئيس للشؤون الدبلوماسية مجدي الخالدي، ومدير عام الإدارة العامة للمعابر والحدود نظمي مهنا، وسفير دولة فلسطين لدى السعودية بسّام الآغا.

ومن الجانب السعودي حضر كلٌّ من: أمير منطقة الرياض الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء ومستشار خادم الحرمين الشريفين الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبد العزيز، ووزير الداخلية الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، ووزير الدولة، عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان الوزير المرافق، ووزير الخارجية الأستاذ عادل الجبير.