عاد الهدوء إلى مخيّم عين الحلوة بعد محاولة قتل أحد ضبّاط حركة «فتح» أحمد عبد المجيد عيسى، ابن عم العقيد الفتحاوي «اللينو» وإصابته بجروح في خاصرته.

إتّهم مصدر فلسطيني في مخيّم عين الحلوة عناصر "جند الشام" بإطلاق النار على عيسى، بهدف إشعال الفتنة الفلسطينية - الفلسطينية، مؤكّداً وجود "إجماع على تسليم مطلقي النار الى لجنة المتابعة، لتحاكمهما لجنة تحقيق تشكّلت لهذه الغاية".

بدوره، نقل الناطق بإسم "المبادرة الشعبية" في مخيّم عين الحلوة عاصف موسى، أنَّ مسؤول "فتح الاسلام" في المخيّم اسامة الشهابي اتصل به وأبلغ إليه أن "لا علاقة له او لجماعته، او أيّ من المقرّبين منه، بمحاولة الاغتيال".

وذكرت مصادر فلسطينية لـ"الجمهورية" أنّ القوّة الامنية الفلسطينيّة عزَّزت انتشارها إثر محاولة قتل احمد، اثناء أدائه واجباً اجتماعيّاً في حي طيطبا، حيث تعرّض لإطلاق نار من مقنّع لاذَ بالفرار في الحيّ المذكور الذي كان فرَّ اليه قبل يومين مقنّعان آخران، بعدما اعتديا على عنصر القوّة الامنية محمود ابو بكر وضرباه على رأسه بعقب مسدّس، وحاولا تجريده من سلاحه.

يُذكر أنّ عبوة انفجرت في المخيّم ليل الجمعة - السبت الماضي، عند حي السكّة، أدّت الى جرح رامي الدوخي بعد مرور موكب "اللينو" وفي داخله زوجته، ولم تعرف ما إذا كانت هذه الحوادث على خلفية القرار الفتحاوي بفصل "اللينو" والذي لم يتبلّغه بعد. إلّا أنّ مناصريه زاروا منزله في المخيّم، ونقلوا عنه تهديده بأنّه "إذا لم تضع الفصائل الفلسطينية حدّاً لهذه الاعتداءات، فإنّه سيتدخّل لقطع رؤوس حان قطافها".

في موازاة ذلك، استجاب "اللينو" لطلب "المبادرة الشعبية" في مخيّم عين الحلوة، حيث زاره وفد منها متمنّياً عليه، عدم القيام بأيّ ردّ فعل على محاولة اغتيال قريبه. فأكّد "اللينو" أنّ مناصريه لن يحملوا السلاح، ولن يقوموا بأيّ ردّ فعل، مطالباً كلّ القوى الفلسطينية والقوة الامنية في مخيّم عين الحلوة بتحمّل مسؤوليّاتها في حفظ الأمن والاستقرار.

من جهته، شدّد قائد الامن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب بعد تفقّده القوة الامنية ولقاء رئيسها العقيد احمد ابو النصر، دورها في حفظ الأمن والاستقرار في المخيّم، مستنكراً ما تعرّض له عنصر هذه القوّة من اعتداء، ووضعه في خانة الاعتداء على التوافق في المخيّم. واستنكر كذلك محاولة اغتيال عيسى، مؤكّداً أنّ "الأمن في المخيّم خطٌ أحمر".

وكانت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية في منطقة صيدا - عين الحلوة عقدت اجتماعاً طارئاً في مقرّ أمير الحركة الإسلامية المجاهدة الشيخ جمال خطاب، لدرس الأوضاع الأمنية إثر محاولة القتل، داعية الى التضامن وعدم الانجرار الى الفتنة، وتكليف لجنة تحقيق، مؤكّدة دور القوّة الأمنية ومطالبةً بتعزيزها.