بقلم: حالد جميل المسمار

عار بريطانيا ..

بريطانيا العار !

استعمرتنا بريطانيا نحن والأردن والعراق ومصر وتقاسمت النفوذ في منطقتنا مع فرنسا وصالت وجالت وتجبّرت وفسدت وأفسدت بنظرية " فرق تسد " التي اتبعتها في المنطقة .

وعملت في جسد الأمة تقطيعاً وتقسيماً كما يحلو لها ..

وأصدر من لا يملك وعداً لمن لا يستحق لإقامة كيان دخيل لليهود على أرضنا ارض فلسطين من شتى بقاع العالم .. وأصدر بلفور  وعده المشؤوم هذا في 2/11/1917 .

ولم يكتفِ خلفاء وورثة بلفور بذلك، بل تمادوا في غيّهم بالرغم من زوال امبرطوريتهم التي لم تكن الشمس عنها تغيب، ولم تكتف بريطانيا بما ألحقته من أذى ومصائب للشعب الفلسطيني صاحب الأرض التي وعدتها لليهود.

ولم تخجل من فعلتها النكراء التي ارتكبها المجرم بلفور منذ مائة عام، أو تحاول أن تغطّي وجهها القبيح وتلوذ بالصمت أمام شعوب العالم استحياءً من هذه الشعوب على ما ارتكبته بحق شعب مناضل كان يعيش بسلام فوق أرضه المقدسة، أرض السيد المسيح عليه السلام وأرض الإسراء والمعراج  أرض كنيسة القيامة وكنيسة المهد،  حيث ولد عيسى عليه السلام أرض المسجد الأقصى المبارك الذي بارك الله حوله وعرج نبينا الكريم محمد صلى عليه وسلم منه إلى السماوات العلا.

لم تخجل بريطانيا ولم تتوارى خجلاً من فعلتها النكراء وتعتذر لشعبنا بل ولشعوب العالم عما ارتكبته وتعترف بحق شعبنا بدولة مستقلة كباقي شعوب العالم.

بل تمادت في غيّها وعارها وتريد أن تحتفل، نعم تحتفل ، ويا لعارها بمرور مائة عام على الوعد المشؤوم وتنسى ما سببته من آلام ومآسي لشعبنا الفلسطيني طيلة هذه السنين المائة.

وها هي حفيدة بلفور المجرمة تيريزا ماي – رئيسة وزراء بريطانيا تدعو المجرم نتنياهو لتحتفل وإياه سوياً بهذه الجريمة النكراء وعلى عينك يا تاجر.

نعم هي مجرمة لأنها تساند العمل الإجرامي الذي قام به بلفور منذ مائة عام بدل أن تعتذر لشعبنا الفلسطيني عمّا سببه له بلفور اللّعين.

إن تاريخ بريطانيا العجوز تاريخ مليء بالنكبات في حق شعوب آسيا وإفريقيا،  لقد استغلت شعوباً في تلك البلاد وسرقت ثرواتها وقسمت أراضيها وامتصت دماء أهلها، ولكن هذه الشعوب لم ترضَ الضيم فثارت في وجه هذه الإمبراطورية الآيلة إلى الزوال إن شاء الله  وحققت دول كثيرة حريتها واستقلالها من نير استعمار بريطانيا.

وسيحقق شعبنا حريته واستقلاله وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس طال الزمن أم قصر. وان غداً لناظره لقريب.

وفي هذه الذكرى العار.

اتساءل أين الموقف العربي،  موقف النظام العربي،  من هذه الاحتفالية النكراء، التي تستعد لها لندن بدعوتها رئيس وزراء الكيان الغاصب نتنياهو للمشاركة فيها وبإصرار عجيب!

أليس من رادع ..!؟