تضامناً مع أسرانا البواسل في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، نظَّمت مستشفيات جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني - فرع لبنان وقفات واعتصامات تضامنية.

فقد أقام "مستشفى بلسم" في مخيم الرشيدية، اعتصاماً تضامنياً بحضور ممثلي الفصائل الفلسطينية، وقيادة وكوادر حركة "فتح"، واللجان الشعبية والأهلية، والمؤسسات والجمعيات، والطاقم الطبي، وحشد غقير من أبناء المخيم.

وألقى الدكتور سعيد الرفاعي كلمة وجه فيها التحية إلى الأسرى القابعين في الزنازين، مطالباً الأمم المتحدة ومجلس الأمن والصليب الأحمر بالوقوف إلى جانب الأسرى في معانتهم، الذين يدافعون عن كرامة شعبنا وحقه في الحرية، وإقامة دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وحذَّر سلطات الاحتلال من استخدام قانون التغذية القسري أو ممارسة وسائل ضغوط عليهم.

كما أقام مستشفى صفد في طرابلس وقفة تضامنية مع أسرانا تحت عنوان "من الجوع يُصنع الصمود"،  اليوم الأربعاء 2017/4/26.

وبدوره، نظَّم مستشفى الناصرة في البقاع وقفة تضامنية مع أسرانا البواسل اليوم الإربعاء 2017/4/26. وألقى الدكتور عماد كوسى كلمة جاء فيها: "إننا نؤكد الدعم الكامل لحقوق الأسرى والمعتقلين في زانازين الاحتلال، وندين الأساليب البشعة التي يقوم بها السجَّان الذي حوصر بعزيمة واصرار الأسرى على المواجهة والصمود من أجل المطالب المحقة ونيل الحرية، فصبركم غالي علينا، ولكم منا كل الوفاء، والنصر حليفكم عما قريب باذن الله".

كذلك نظَّم مستشفى حيفا وقفة تضامنية مع أسرانا الأبطال شاركت فيها وفود من اتحاد المرأة الفلسطينية، ونادي مجدو والجليل، وروضة أبناء القسام، ووفد نسائي من حركة "فتح".

وقد ألقى مدير عام الجمعية في لبنان د. سامر شحادة كلمة جاء فيها: "تمثل معركة الإضراب عن الطعام التي يخوضها الأسرى في سجون الاحتلال إحدى أكبرِ ملاحمِ البطولةِ في مواجهة الجلاد الصهيوني، فبأمعائهم الخاوية، وبلحمهم الحي يخوضون مواجهة حقيقية يعرفون من الممارسة والتاريخ أنها حصدت أرواحَ العديدِ من الأبطال شهداء على طريق الكرامة والحرية.

فخلال إضراباتٍ سابقةٍ، سُجِّلَ استشهادُ عددٍ من الأسرى بدءاً بالشهيد عبد القادر أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11/7/1970، خلال إضراب سجن عسقلان، وهو بذلك أول شهداء الحركة الأسيرة خلال الإضراب عن الطعام، مروراً بالشهيد راسم حلاوة وعلي الجعفري خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ في إضراب سجن جنيد، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد في إضراب سجن عسقلان عام 1992.

إن ما يُعرف في قاموس الحركة الأسيرة بـمعركة الأمعاء الخاوية، هو الأبرز من بين أشكال النضال المشروعة التي تلجأ لها الحركة الأسيرة خلف القضبان لانتزاع الحقوق الأساسية الخاصة بالفرد أو الجماعة، لكنه الشكل الأكثر قسوة وصعوبة، ولم يلجأ له الأسرى إلا رغماً عنهم وبعد فشل الخطوات النضالية الأخرى الأقل ألماً".

وأضاف: "إنَّ الحركة الأسيرة استطاعت ومن خلال الإضرابات عن الطعام انتزاعَ جزءٍ من حقوقها المسلوبة وفرضَ وجودها، مما ساعدها على تنظيم صفوفها وترتيب أوضاعها الداخلية وتطوير ذاتها كجماعة وأفراد، والارتقاء بدورها وفعلها النضالي وتحسين أوضاعها المعيشية والحياتية.

 6500 أسير فلسطيني موزعون على 22 سجناً بين سجون مركزية ومراكز تحقيق وتوقيف، ومن بين المعتقلين 62 أسيرة بينهم 14 فتاة قاصر ونحو 300 طفل، هذا الإضراب اليوم يداقعُ عن حقوقهم جميعاً. ومطالبهم المشروعة هي كما يلي:

  •  إنهاء سياسة العزل الانفرادي.
  • إنهاء سياسة الاعتقال الإداري.
  •  تحسين الأوضاع المعيشية للأسرى.
  •  تحسين ملف الزيارات للأسرى.
  •  إنهاء سياسة الإهمال الطبي.
  •  تأمين معاملة إنسانية للأسرى خلال تنقلاتهم بالبوسطة.
  •  ملف التعليم للأسرى.

إن هذه هي معركة الشعب الفلسطيني بمجمله، ضد هذا الاحتلال الغاشم الذي يعتقل ويقتل البشر، ويهوّد ويستوطن الأرض، ولا يلتفت لأي تشريعات أو حقوق انسانية، أو عدالة، فهو الاحتلال الذي تعود على العدوان، وسلب الحقوق والاعتداء على الانسان والأرض دون أي مساءلة، وهي جزء من المعركة الأشمل للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال، ولا بد من أن ينتصر فيها الأسرى ليصب نصرهم في خانة شعبهم الذي يواصل رغم كل الظروف المحلية والعربية والدولية التصدي لسياسات الاحتلال الإسرائيلي من قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها، إن المعركة مفتوحة من أجل حماية المقدسات الاسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك الذي يتعرض يومياً لانتهاكات واعتداءات اسرائيلية، فمعركة "الامعاء الخاوية" لا يمكن فصلها عن المعركة الأكبر للشعب الفلسطيني ضد الاحتلال.

إننا في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني نعلن تضامننا مع إخواننا الأسرى المعتقلين في سجون الإحتلال، معاً على طريق الحرية والعودة والتحرير. والمجد والخلود للشهداء. والحرية لأسرانا البواسل."