التقى قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، اليوم الأربعاء، في العاصمة البوسنية سراييفو كلا من رئيس مجلس النواب في برلمان البوسنة والهرسك، ورئيس مجلس الشعوب.

يأتي ذلك ضمن سلسلة لقاءات يجريها الهباش مع المسؤولين والعلماء والمفكرين خلال زيارته الحالية للبوسنة والهرسك.

وتحدث الهباش خلال اللقاء عن "المعاناة المستمرة للشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948، مرورا بنكسة عام 1967 الى يومنا الحاضر، والظلم الواقع على ابناء شعبنا بسبب هذا الاحتلال الغاشم والجاثم على أرضنا يصادر حقنا في العيش بكرامة وينهب ثرواتنا ومياهنا وينكل بأبناء شعبنا صباح مساء".

واكد قاضي القضاة أن "القضية الفلسطينية هي مفتاح الحل في المنطقة، وان الحل بيد الطرف الاسرائيلي بانسحابه من الاراضي المحتلة عام 1967، واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف، وبهذه الخطوة يمكن ان تعيش المنطقة بهدوء وننعم بعلاقة طبيعية وهذا هو روح ونص المبادرة العربية للسلام، التي وافقت عليها كافة الدول العربية والاسلامية وتبنتها، في حين رفضتها اسرائيل وتحدت المجتمع الدولي باستمرار احتلالها لأراضينا ومصادرتها"، مشيرا إلى ان "الشعب الفلسطيني منفتح على اي حل يضمن حقوقنا في ارضنا وقدسنا ودولتنا المستقلة".

وحول مدينة القدس وما يجري فيها، قال الهباش ان المسجد الأقصى المبارك "يتعرض يوميا للانتهاكات والاقتحامات من قبل المتطرفين والمستوطنين، وبدعم من جنود وشرطة الاحتلال الاسرائيلي في حين تمنع السلطات الإسرائيلية الفلسطينيين من الوصول لمدينتهم والصلاة في مسجدهم والرباط فيه، علما أن حرية العبادة حق كفلته كافة المواثيق والاعراف الدولية".

وقدم قاضي القضاة خلال اللقاء دعوة رسمية لرئيسي مجلس النواب ومجلس الشعوب في جمهورية البوسنة والهرسك لزيارة فلسطين ومدينة القدس والصلاة في المسجد الاقصى المبارك، "والاطلاع عن كثب على معاناة ابناء شعبنا الفلسطيني هناك وما يعانونه جراء استمرار الاحتلال والحصار المفروض على القدس ومسجدها، وانه رغم كل تلك العقبات والعراقيل التي يضعها الاحتلال ما زالت القيادة الفلسطينية تبني العلاقات الاقتصادية والسياسية مع جميع دول العالم وتتكشف للمجتمع الدولي عورة الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني والمقدسات الاسلامية والمسيحية على حد سواء".

من جانبه، رحب رئيس مجلس النواب البوسني شفيق جافيروتيش بقاضي القضاة والوفد المرافق له، مؤكدا ان البوسنة تسعى لتطوير العلاقات الثنائية مع دولة فلسطين وتؤيد وتدعم وبقوة حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحق الفلسطينيين في المسجد الاقصى المبارك وحرية العبادة فيه دون اي عائق، مضيفا ان البوسنة والهرسك تدعم المبادرة العربية للسلام التي تحفظ حقوق الشعب الفلسطيني التي نصت عليها قرارات مجلس الامن الدولي التي تدعم الاستقرار والسلام في المنطقة.

ودعا جافيروتيش الى زيادة التعاون البرلماني ين البوسنة وفلسطين، وحمل الهباش تحيات الشعب البوسني الى الرئيس محمود عباس والى الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن البوسنة تقف إلى جانبه حتى نيل كافة حقوقه ونيل الحرية وزوال الاحتلال.

وقال رئيس مجلس الشعوب في جمهورية البوسنة والهرسك صافت سوفيفيتش خلال اللقاء: "انني اتابع نضال الشعب الفلسطيني منذ الصغر وانا اقدر نضالكم لنيل حقوقكم والمطالبة بحريتكم وكرامتكم"، مشيرا إلى أن الاستقلال بحاجة الى تضحيات وان الشعب البوسني قدم الشهداء والتضحيات وفي النهاية كانت له دولته المستقلة، وداعيا إلى ان تتوقف معاناة الشعب الفلسطيني في اسرع وقت وتحقيق حلمه بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي وافق عليها العالم في الامم المتحدة، معلنا انه سيلبي دعوة الهباش لزيارة فلسطين والقدس مباشرة.

وحضر اللقاء إلى جانب قاضي القضاة، سفير فلسطين لدى البوسنة رزق النمورة، ومدير عام مكتب الهباش في ديوان الرئاسة خالد بارود، والمستشار محمد حماد من سفارة فلسطين في سراييفو.