تصوير فادي عناني

بمناسبة الذكرى الثانية والخمسين لانطلاقة حركة "فتح" والثورة الفلسطينية نظَّمت قيادة حركة "فتح" في منطقة صيدا مهرجاناً مركزيّاً في ملعب الشهيد أبو جهاد الوزير في مخيم عين الحلوة بعد عصر يوم السبت 31\12\2016، تخلَّله إضاءة شعلة الانطلاقة، وعرضٌ لبعض الوحدات العسكرية التابعة لقوات الأمن الوطني الفلسطيني والقوة الأمنية المشتركة والفرق الكشفية والفرق الفنية، وطوابير الأشبال والزهرات والمكاتب الحركية، على وقع الموسيقى والأناشيد الوطنية بحضور جموع غفيرة من أبناء شعبنا الفلسطيني من مخيّمات منطقة صيدا والجوار.

وتقدَّم الحشود عضو المجلس الثوري لحركة "فتح" أمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي ابو العردات، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في لبنان اللواء صبحي أبو عرب، وقائد القوة الأمنية المشتركة في لبنان اللواء منير المقدح، وأعضاء لجنة إقليم لبنان في حركة "فتح": منعم عوض، وأبو إياد الشعلان، ود.محمد داوود، وعليا العبدالله، وأمين سر قيادة حركة "فتح" وفصائل "م.ت.ف" في منطقة صيدا العميد ماهر شبايطة وأعضاء وكوادر المنطقة وأمناء سر وأعضاء وكوادر الشُّعَب التنظيمية في المنطقة، وقائد القوة الأمنية المشتركة في صيدا العميد خالد الشايب، وقائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني في صيدا العميد أبو أشرف العرموشي، وعضو المكتب السياسي للتنظيم الشعبي الناصري محمد ظاهر، وقادة فصائل "م.ت.ف" وقوى التحالف الفلسطيني، وممثّلين عن حركتَي حماس والجهاد الإسلامي وجمعية المشاريع الخيرية الإسلامية، ولجنة متابعة المهجّرين الفلسطينيين من سوريا إلى لبنان.

واستُهلَّ الاحتفال بالنشيدَين الوطنيَّين اللبناني والفلسطيني، ثُمَّ قراءة سورة الفاتحة لأرواح الشهداء، وتقديم من مسؤول الإعلام في منطقة صيدا إبراهيم الشايب، وبعدها ألقى أبو العردات كلمة حيّا فيها حركة "فتح" العملاقة وانطلاقتها المجيدة، انطلاقة الرصاصة الأولى، انطلاقة العمل الفدائي المسلّح.

وقال: "من هنا من عاصمة الشتات، عين الحلوة الصمود، أقول لكم أنَّ العام القادم سيكون عام الفرح وسنودّع عام الحزن، وكما قال ووعد الرئيس أبو مازن الصامد في مؤتمرنا السابع، مؤتمر حركتنا الرائدة "فتح"، أنّه سيكون العام القادم عام العودة إلى أرض الوطن".

وتابع: "نعم إنّنا نقولها وبكل ثقة أنَّ العام 2017 سيكون بداية لتجسيد الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشريف، وبداية عودة اللاجئين، وما قرارُ مجلس الأمن، الذي اتُخِذ ضدَّ الاستيطان، بأغلبية ساحقة إلا بداية لذلك، ولا بدَّ لي إلا أن أُحيي الدول التي قدَّمت ودعمت مشروع القرار وهي نيوزيلندا وماليزيا والسنغال وفنزويلا، وكل الدول التي صوتت لصالح فلسطين في مجلس الأمن، وهي سابقة لم تحدث منذ خمسين عاماً. نعم فالقضية الفلسطينية، قضية كل الأحرار في كل العالم، ومن هنا من عاصمة الشتات، مخيم عين الحلوة، أشكر باسمكم كل الدول صوتَّت لصالح القرار، وأدانت كل السياسات الصهيونية وسياسة حكومة نتنياهو وعصابته الحاكمة".

وأضاف: "رغم الأوضاع الصعبة والخطيرة والمعقدة، وبمناسبة انطلاقة حركة "فتح" أريد أن أبعث برسالة أمل بمناسبة نجاح المؤتمر العالم السابع، إلى كل أهلنا في الداخل والخارج، نحن هنا اليوم لنقول إن المؤتمر العام السابع الذي نجح بعقد مؤتمره، بثبات وعزم وإصرار سيتبعه انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وهذا عهد علينا، واللجنة التحضيرية لانعقاد المجلس ستبدأ أعمالها هنا في بيروت، وهي قد بدأت عملها لإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية"، مؤكّداً أهميّة إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية مرجعيتنا وممثّلنا الشرعي والوحيد.

 وأكّد أبو العردات الثوابت والمبادرة الفلسطينية التي أقرَّتها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وكل الفصائل الوطنية والإسلامية في لبنان وهي: "تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وانهاء الإنقسام، وهذا سيكون عام 2017 بإذن الله، والتي ستنجز، وسيتم انجاز المجلس الوطني الفلسطيني، وسيتم انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة".

وقال: "كذلك أريد أن أبعث برسالة أمل ثانية لشعبنا في المخيّمات من خلال لقاءاتنا بأشقانا اللبنانيين، وكنا بالأمس في السراي الحكومي، وقمنا باتصالات مع دولة رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، وسنبدأ باتصالاتنا إن شاء الله قريباً مع رئيس الحكومة الجديدة، ونهنّئ اليوم لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية، العماد ميشال عون، وتشكيل حكومة جديدة برئاسة دولة الرئيس سعد الحريري، وكذلك بانتخابات نيابية جديدة قادمة، بعد صياغة قانون انتخابي جديد.

ونحن أرسلنا رسالة باسم كل الفصائل الفلسطينية لدولة الرئيس نبيه بري، أكدنا فيها ضرورة أن يشتمل البيان الوزراي الحقوق المدنية والإنسانية والاجتماعية لأنَّ الفسطينيين يريدون أن يعيشوا بكرامة حتى تحقيق عودتهم التي ستكون قريبة وقريبة وقريبة جدًا إلى فلسطين المحررة بإذن الله. وسنناقش مع الدولة اللبنانية، الثوابت التي اتفقنا عليها مع كل الفصائل الفسطينية في اجتماعنا الأخير، التي أكدنا فيها التمسُّك بالوحدة الوطنية الفلسطينية، وحماية الوجود الفلسطيني بالرغم من أجواء الاضطراب التي تعيشها المنطقة، وتعزيز العلاقات الفسطينية اللبنانية"، مضيفاً "إنَّ موضوع المخيمات، وموضوع مخيّم نهر البارد والحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية ستكون على سُلَّم أولويات اجتماعتنا القادمة مع الدولة اللبنانية إن شاء الله، وستبقى المخيمات تحفظ أمنها وأمن الجوار، ولن تكون إلّا مع الدولة اللبنانية وتحت سقف القانون".

ونقل أبو العردات للمخيّمات الفلسطينية في لبنان تحيات إخوانهم وشعبهم في القدس والضفة الغربية وغزة، مؤكّداً أنهم ينتظرون عودتهم إلى  فلسطين بأقرب فرصة.

وختم أبو العردات قائلاً: "عاشت حركة "فتح" رائدة النضال الفسطيني، عاشت منظمة التحرير الفلسطينية، التحية للشهيد أبو عمار ورفاقه من قادة كل الفصائل الفلسطينية، والتحية للأسرى والمعتقلين، رحم الله كل شهدانا الأبرار، وكل الشهداء الذين سقطوا مؤخرًا آملين أن تكون دماؤهم في سبيل هذا المخيم، ونحيي الأسرى والمعتقلين، ونؤكّد أنَّ وحدتنا هنا في لبنان، الفصائل الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية، ستبقى راسخة، وبوصلة عين الحلوة والمخيمات لن تكون إلّا لفلسطين، وسنبقى ضد الفرقة والتنابذ والاقتتال وضد المذهبية والطائفية، بوصلتنا فلسطين، وسيبقى وجه عين الحلوة وكل المخيَّمات فلسطينيًّا وطنيًّا عربيًّا إسلاميًّا، بعده أممي وإنها لثورة حتى النصر حتى النصر حتى النصر".

بعدها، أوقد أبو العردات والقيادات اللبنانية والفلسطينية شعلة انطلاقة "فتح"، على وقع نشيد حركة "فتح".