طارق حرب

لم تستطع أمطار كانون أن تثبط من حماسة وعزيمة أبناء مخيم البص للمشاركة في مسيرة انطلاقة حركة "فتح" وحمل مشاعل الثورة الفلسطينية المعاصرة. فجابوا شوارع المخيم تحت المطر، تتقدمهم قيادة حركة "فتح" في لبنان ومنطقة صور، وقيادة وكوادر الحركة في شعبة البص، وقوات الأمن الوطني في المخيم، وممثلو الفصائل الفلسطينية، والقوى والأحزاب الوطنية والاسلامية اللبنانية، وممثلو الجمعيات والمؤسسات الأهلية والاجتماعية والأونروا، وحشد من الفعاليات اللبنانية والفلسطينية.

وسارت طوابير الأشبال، وحملة الرايات وصور الشهداء، وحملة المشاعل وطوابير الطلاب والمرأة والمؤسسات الحركية في المقدمة على وقع موسيقى الفرقة الكشفية.

وقبل انطلاق المسيرة وإيقاد الشعلة الثانية والخمسين للانطلاقة قدمت فرقة أشبال حركة "فتح" في البص باقة من أناشيد الثورة، ثمَّ ألقى عضو قيادة حركة "فتح" - إقليم لبنان اللواء محمد زيداني كلمة جاء فيها: "خمسة عقود وعامان على ميلاد الحركة الرائدة فتح، هي فتح التي تجاوزت مُر الايام، هي الطلقة الأولى بلا استئذان، هي بيان الشعب الذي تلاه الفدائي مبشّراً بميلاد فجر جديد، هي الحركة التي استندت لإرادة شعب الجبارين فكانت الأجدر والأحرص على الثوابت والمسلمات، هي الحركة التي تجذرت بعقول وقلوب أبناء هذا الشعب".

وأضاف: "نقول للذين توهموا أن جِمالنا قد تنخ لحظة واحدة، نحن الحركة التي استندت لشلال من الدماء، نحن مَن كان لنا شرف التقدم في كل ساحة وميدان لنزرع الأرض حباً وانتماءً لأقدس الأوطان".

وتابع زيداني: "في ذكراك يا فتح نقولها مدوية أن هذه الحركة تزداد تألقاً وشموخاً وعزة في الأزمات، هذه الحركة اعتادت أن تلوي كل أذرع الشر التي تحاول النيل من عفتها".
وأكد زيداني أن "الانتصار السياسي الأخير الذي تحقق في مجلس الأمن هو نتيجة للعمل والجهد للقيادة الفلسطينية وعلى رأسها المؤتمن على ثوابتنا الوطنية الرئيس محمود عباس أبو مازن، الذي يمضي بدون النظر للوراء وبدون الالتفات للأصوات الناعقة هنا وهناك. من مخيمات لبنان نقول لك سر على بركة الله نحن معك وخلفك سائرون".

وختم زيداني كلمته بالتأكيد على العلاقة الأخوية التي تربط الشعبين اللبناني والفلسطيني، وهي العلاقة التي تعمَّدت بالدم على تراب لبنان وفلسطين.