قالت وزارة الخارجية " منذ نكبة عام 1948 إلى نكسة عام 1967 وحتى اليوم، وفلسطين تبذل التضحيات الجسام وتعمل من أجل الانتقال من وضع الهزيمة إلى أوضاع الانتصار، وما تم تحقيقه خلال السنوات الأخيرة من إنجازات سياسية ودبلوماسية هو بداية جدية وحقيقية لمثل هذا التحول، في كتابة هذا التاريخ الجديد".

وأوضحت الخارجية في بيان صحفي، لمناسبة الذكرى الـ49 على النكسة التي تصادف اليوم الأحد، "أن ما حدث في باريس هو امتداد لهذا الجهد الفلسطيني الهادف إلى كتابة تاريخ جديد للقضية الفلسطينية، تاريخ ليس بمجمله هزائم، وإنما يحمل أيضا الانتصارات".

وأشارت إلى "أن شعبنا يعيش هذه الأيام هذه الذكرى، يوم استكملت إسرائيل احتلالها لفلسطين التاريخية والأراضي العربية الأخرى، وأطبقت بظلمها التاريخي الوحشي على أبناء شعبنا وأرض وطنه ومقدساته، وسلبت منه حريته، وحولت حياته إلى جحيم لا يطاق، ووطنه إلى سجون واسعة، وصادرت بقوة الاحتلال حرياته الإنسانية، بما فيها حرية الحركة والتنقل، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة، وحريته في السيطرة على موارده الطبيعية واقتصاديات وطنه، وباتت منذ ما يزيد على نصف قرن تتحكم بحقوقه الأساسية التي نصت عليها القوانين والمواثيق الدولية".

وتابعت: حاولت إسرائيل كقوة احتلال تكرار النكسة في مراحل لاحقة عبر ترجمات عملية لمرحلة الاحتلال الطويلة، إلا أنها فشلت بسبب وعي شعبنا، وقيادته، الذي رفض تكرار تلك التجربة الأليمة، رغم عمليات البطش، والتنكيل الاحتلالية، من الاستيلاء على الأراضي، وتهويدها، والاستيطان فيها، ومن عمليات قتل، وإعدامات ميدانية، وحصار واعتقالات عشوائية بالجملة، ومن عمليات طرد وإبعاد وتهجير للمواطنين الفلسطينيين، وتضييق الخناق على المقدسيين، واستهداف المقدسات المسيحية والإسلامية، والاعتداء على الممتلكات، وحرق الفلسطينيين، وهم أحياء .... إلخ.

وأشارت إلى أن إسرائيل وصلت في إجراءاتها لمستوى الفاشية وفرضت على شعبنا نظام تمييز عنصري بغيض في مناحي حياته كافة، ووضعت جدار ضمٍ وتوسيع عنصري قل شبيهه في العالم. ومع ذلك لم تنجح في تكرار تجربة النكسة، وتفريغ الأرض الفلسطينية من مواطنيها الأصليين، بل بالعكس من ذلك أبدى شعبنا بجميع قواه إصرارا على الصمود في وجه الاحتلال، وصنع تلاحما كبيرا بين القيادة والشعب، وواصل مشوار كفاحه وتضحياته نحو الحرية والعودة والاستقلال، وها هو قد بدأ يقطف ثمار ذلك سياسيا، ودبلوماسياً.