قال رئيس الوزراء رامي الحمد الله: "إن التقدم الذي وصل إليه العمل الأمني في فلسطين، وبتزايد اعتماده على الأسس العلمية والعملية والمهنية، وعلى خريجي "جامعة الاستقلال" تحديدا، يأتي ترجمة لتوجهات واهتمام قيادتنا الوطنية، وعلى رأسها الرئيس محمود عباس، بالارتقاء بمضمون وأسس وبنية المؤسسة الأمنية نحو الاحتراف والجدية، وفي إطار سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان".
جاء ذلك خلال كلمته في حفل تخريج الفوج الرابع من طلبة جامعة الاستقلال بأريحا اليوم السبت، بحضور أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، ومحافظ أريحا والأغوار ماجد الفتياني، ورئيس مجلس أمناء الجامعة اللواء توفيق الطيراوي، ورئيسها عبدالناصر القدومي، وعدد من الوزراء وقادة المؤسسة الأمنية، والشخصيات الرسمية والاعتبارية.
وأضاف "نلتقي مرة أخرى، في رحاب "جامعة الاستقلال"، لنخرج الفوج الرابع من طلبة البكالوريوس، ونستذكر أيضا المحطات التي قطعتها، لتصل إلى هذا المستوى من التميز والمهنية، فهي الجامعة الوحيدة من بين جامعات الوطن، التي تختص بالعلوم الأمنية والعسكرية والشرطية".
وتابع: "يشرفني أن أنقل إليكم تحيات الرئيس، واعتزازه بكم جميعا، وأنتم تزودون فلسطين بفوج آخر، من هذا الصرح الأكاديمي المميز، فبكم ومعكم، إنما نضيف المزيد من عناصر القوة والمنعة لدولتنا ونمدها بالكفاءة والمهنية والجدية، ونحمي مشروعنا الوطني التحرري، أهنئ "فوج التميز" على تفوقهم ونجاحهم، وهم يقفون على أعتاب مرحلة جديدة، نحو العمل والبناء والخدمة، لكم أقول: "كونوا بناة للوطن وصناعا للتغيير حماة فلسطين وأمنها".
وأضاف الحمد الله: "لنا أن نفخر، بالتحول الأكاديمي الذي حققته، وهي التي انتقلت، بزمن قياسي، من مستوى الدبلوم المهني المتخصص إلى درجة البكالوريوس في سبعة تخصصات مختلفة، مع وجود ثمانية برامج للدبلوم المهني، وكما توسعت "جامعة الاستقلال" في برامجها، فإنها تنامت أيضا في مرافقها وفي بنيتها التحتية، وتميزت بكادرها البشري".
واستطرد رئيس الوزراء: "أحيي القائمين على الجامعة، وهيئتها الإدارية والتدريسية، وأخص اللواء توفيق الطيراوي، الذي حمل حلم تأسيس هذه المؤسسة، ولم يكل أو يتعب أو يتوانى عن عمله الدؤوب حتى رآها تتجسد، بل تكبر وتنمو وتراكم نجاحاتها الواحدة تلو الأخرى، لتصبح في طليعة الجامعات والأكاديميات الأمنية العربية".
وأوضح: "في الوقت الذي يتجه العالم إلى بلورة وصياغة مبادرات سلام تنهي الاحتلال الإسرائيلي عن أرضنا ومقدراتنا، تزداد إسرائيل تطرفا وتستمر في غطرسة القوة. ولهذا، فإنني أعيد تأكيد موقف القيادة الفلسطينية المرحب بمبادرة السلام الفرنسية عبر المؤتمر الدولي متعدد الأطراف لإعادة إحياء مبادرة السلام العربية كما جاءت منذ إطلاقها، وبما يضمن إنهاء كافة أشكال الاحتلال والاستعمار الاستيطاني وإقامة دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس".
وأكد رئيس الوزراء أنه وإزاء كل صور المعاناة، فإننا أحوج ما نكون إلى صون وحدتنا والحفاظ على منجزاتنا الوطنية، ومواصلة مسيرة البناء والتنمية والاعتماد على عناصر قوتنا الذاتية، مشددا على أن هذا لا يتأتى إلا من خلال "مؤسسة أمنية موحدة جامعة"، قادرة على اجتثاث العبث والفوضى والفساد وترسيخ الأمن والأمان، على نحو يحمي المواطنين ويصون حقوقهم ومستقبلهم.
واستكمل رئيس الوزراء قائلا: "لقد كان "الأمن" ولا يزال، المربع الأول الذي ننطلق منه، فلولا الاستقرار، وحالة الأمن والأمان، التي كرسنا من خلالها، هيبة ووحدانية مؤسسات دولتنا، لما كنا حققنا أي نجاح على أي صعيد، وما كنا وصلنا ببنيتنا المؤسسية لهذا المستوى من التطور والجاهزية، وما كنا أوصلنا قضيتنا الوطنية العادلة إلى كل محفل ومنبر دولي".
ونوه رئيس الوزراء إلى أن مؤسستنا الأمنية ولدت وسط الصعاب، وصمدت وواصلت تقدمها وتطورها في خضم اعتى الظروف، لتكرس عقيدة ورسالة أمنية، يسّير عمل قادتها وضباطها على حد سواء، الانضباط والالتزام واحترام القانون، والانحياز الكامل للمصلحة الوطنية العليا.
وتابع: "يحق لجامعة الاستقلال، أن تفخر بتميزها ومساهمتها النوعية في رفد المؤسسة الأمنية بطاقات مهنية وملتزمة، ويحق لنا أن نفخر بخريجيها، وهم ينضوون تحت لواء هذه المؤسسة ويحملون رسالتها ويحمون الوطن ومنجزاته".
واختتم كلمته قائلا: "أهنئ خريجينا، فنجاحكم أقوى من كل هدم ودمار وموت، كل واحد منكم هو نموذج لإرادة الحياة والبقاء، وهو المقاومة الحقيقية للاحتلال الإسرائيلي وممارساته القمعية، وأحيي من خلالكم، ضباط وقادة ومنتسبي الأجهزة الأمنية، فعملهم وتفانيهم يستحق منا الثناء والاحترام".
تعليقات القرّاء
التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع وإنما تعبر عن رأي أصحابها